العقوبات الأمريكية بدأت على إيران .. وأسعار النفط تراجعت !

يوسف بنده

رؤية

تراجعت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، تحت وطأة الاستثناءات، التي منحتها واشنطن لأكبر مشتري للخام الإيراني، إضافة لتنامي القلق في الأسواق من أن تباطؤًا اقتصاديًا قد يكبح نمو الطلب على الوقود.

وفي الساعة 06:53 بتوقيت جرينيتش جرى تداول عقود خام القياس العالمي “برنت” عند 72.70 دولار للبرميل، بانخفاض نسبته 0.6%، فيما تراجعت عقود الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.3%، إلى 62.90 دولار للبرميل.

وقال المحللون إن توقعات حدوث تباطؤ اقتصادي في الأشهر المقبلة تؤثر سلبا على تقديرات الطلب على الوقود، بينما انحسرت المخاوف على صعيد المعروض بعد أن منحت واشنطن إعفاءات لثمانية مستوردين للنفط الإيراني، بما يسمح لهم بمواصلة الشراء.

وقد منحت إدارة ترامب استثناءات لثماني دول، بالاستمرار في استيراد النفط الإيراني، دون أن تسمهم. وأشارت تقارير إلى دول إيطاليا، والهند، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتركيا، والصين وتايوان واليونان.

تسمح العقوبات الأميركية بالتجارة في السلع الإنسانية مثل الأغذية والأدوية لكن الإجراءات المفروضة على البنوك والقيود التجارية قد تزيد من كلفة مثل هذه السلع.

سيناريوهات النفط

وحول مستقبل النفط بعد تطبيق العقوبات الأمريكية، كتب المحلل الاقتصادي عبد الحميد ماهر، في تقرير نشره موقع (investing) الاقتصادي تحت عنوان “العقوبات الأمريكية على إيران وسيناريوهات النفط!”، قال فيه: “لا تتصارع أوبك فقط مع العقوبات الأمريكية التي تقلص العرض الإيراني، والإنتاج في فنزويلا أيضاً بسبب الأزمة الاقتصادية. كما أن أكبر مصدر للإمداد العالمي الجديد النفط الصخري الأمريكي يعاني أيضاً من آلام متزايدة بسبب إختناقات خطوط الأنابيب وقوى العمل التي تعيق النمو.

حيث تكافح منظمة أوبك وحلفاؤها للتعويض عن العقوبات الأمريكية على صادرات إيران, وبالنسبة لجميع ضغوط الإمدادات العاجلة هذه يتبنى أكبر منتجي النفط في العالم نهج الترقب والإنتظار حتى اجتماعهم في العاصمة الجزائرية يوم الأحد.
 
مع أصرار كل من المملكة العربية السعودية وروسيا والإمارات العربية المتحدة على إمتلاكها الطاقة الفائضة لتلبية احتياجات السوق, ولكنها لن تتحرك بشكل استباقي.
 
لكن هل يدوم ذلك! هنا تعود بنا الذاكرة قبل عقد من الزمان عندما ارتفع سعر خام برنت إلى ما يقرب من 150 دولاراً للبرميل قبا أن يتراجع بعد أشهر قليلة حيث تسبب إرتفاع أسعار الوقود والأزمة المالية العالمية في تراجع الطلب.

في هذه المرة يمكن أن تؤدي الحرب التجارية المتعمقة بين الولايات المتحدة والصين إلى تهديد النمو الاقتصادي في آسيا والاضطرابات في الدول الناشئة إلى زيادة تأثير ارتفاع الأسعار على نمو الطلب العالمي.

هذا يدفع بأغلب التوقعات للمسثمرين بأنه ما زالت الأرصدة محفوفة بالمخاطر والنقص في الطاقة الاحتياطية مع الإشارات المتضاربة للدول التي تكافح في منظمة أوبك وحلفاؤها للتعويض عن العقوبات الأمريكية على صادرات إيران.
 
مما قد يجعل أسعار النفط الخام تعود للزخم التصاعدي قرب مستويات 90 دولاراً أو حتى 100 دولار لكلاً من أسعار النفط الخام، وأسعار خام برنت إذا ما تحققت جميع المخاطر المحتملة في السوق.

النظرة الفنية لأسعار النفط الخام

تسعى الإدارة الأمريكية بإدارة الرئيس ترامب للسيطرة على أسعار النفط مع سريان العقوبات على إيران، وذلك بعد إنتقاد ترامب في أكثر من مناسبة أسعار النفط المرتفعة كما هاجم منظمة الأوبك ومحاولة الضغط عليها لتعويض الإمدادات الإيرانية. مع كل هذا تراجعت أسعار النفط بشكل كبير لتفقد أغلب مكاسبها هذا العام, ولكن على المدى الطويل مازالت ضمن الإتجاه الصاعد.
 
على المدى القصير

يواجه السعر مستوى دعم عند 62.50, ومع أختراقه قد يواجه مستوى الدعم الثاني عند 61.90 قاع 9 أبريل ثم مستوى الدعم الثالث عند 60.85 قاع 15 مارس 2018.

بينما إذا ما عادت الأسعار وشهدت زخم صعودى قد يواجه مستوى مقاومة عند 63.40, ومن ثم 64.75. حيث إذا ما نجح بإغلاق يومي أعلاها يعزز من السعر لإستهداف 67.46 متوسط متحرك 200 يوم.

على المدى الطويل

كما نرى ما زالت أسعار النفط الخام ضمن القناة الصاعدة حيث يواجه السعر مستوى دعم محوري عند 58.35, وهو قاع القناة الصاعدة وعند متوسط متحرك 100 أسبوع. حيث الحفاظ على هذا المستوى وعدم إغلاق أسبوعي ما دونها قد يعزز من الأسعار للعودة لاختبار متوسط 50 أسبوع عند 66.24.

وإذا ما حافظ على تداولاته أعلاها قد يواجه مستوى مقاومة عند 70.00 ثم مستوى 73, ومع أي إغلاق أسبوعي أعلها قد يدفع بأسعار النفط الخام إلى 79.00 دولار للبرميل.

بينما مع إغلاق أسبوعي ما دون 58.35 والحفاظ على التداول ما دونها قد يدفع بالسعر للمزيد من التراجع نحو مستوى دعم أولي عند 54.80, وباختراقها يرى السعر المزيد من التراجع لاختبار متوسط متحرك 200 أسبوع عند 52.13″.

ربما يعجبك أيضا