الفلسطينية “رسمية عودة” غير مرحب بها بهولندا ولقبت بالإرهابية!

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – كانت البداية عندما قررت اللجنة الهولندية الفلسطينية دعوة المناضلة “رسمية عودة”، للمشاركة في ندوة بهولندا؛ للحديث عن رحلة نضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان محددا لها يوم الثلاثاء 27 فبراير الماضي، وقد قبلت “عودة” الدعوة وحضرت بالفعل، ولكن للأسف المجتمع الهولندي -وبالأخص حزب “بي في في” المتطرف- رفض هذه الدعوة واعترض علي وجود “عودة” على الأراضي الهولندية، ولم يكن وحده من رفض استقبالها وتنظيم ندوة لها في هولندا، بل أيضا أماكن عديدة رفضت استقبال المناضلة ومنها منظمات تركية.
 
ورفضت كنيسة ناسو في أمستردام استقبالها، وقالت بوضوح: لا نستقبل الإرهابيين في الكنيسة، وفي النهاية قررت اللجنة المنظمة حجز قاعة لعقد الندوة بالجامعة الحرة بالعاصمة الهولندية أمستردام، ولكنها لم تعط معلومات عن ضيوف الندوة، وعندما دخلت الضيفة للقاعة يوم الندوة، أتصلت إدارة الجامعة بالبوليس -حسب الصحف الهولندية- وقالت إنها تخشي علي الطلبة والعاملين بالجامعة من وجود إرهابية داخل الحرم الجامعي، ولكن البوليس ترك الضيفة تتحدث تحت سمع الأجهزة الأمنية.

مع الوضع في الاعتبار، أن خطر التصريحات المعادية للسامية هو حجم الحياة في اجتماع مع هؤلاء المتكلمين. وأنه على البلدية والنيابة العامة أن تتخذ إجراءات وقائية وأن تراقب عن كثب ما يقال ويُفعل، كما تقول عضوة المجلس ماريان بوت، وقد حضر الندوة عشرات من مختلف الجنسيات.
 
 لماذا رفض المجتمع الهولندي وجود رسمية عودة على أراضيهم؟
 
بحسب الإعلام، ذكرت المصادر في إسرائيل أن رسمية عودة مناضلة فلسطينية سُجنت في الماضي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث أدينت عودة في المشاركة في تفجير عام 1969 في القدس الذي أدى إلى مقتل اثنين وإصابة تسعة آخرين، وحكمت محكمة عسكرية “إسرائيلية” عليها عام 1970 بالسجن مدى الحياة لهجومين باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقضت 10 أعوام في السجن قبل إطلاق سراحها ضمن صفقة تبادل أسرى عام 1980.
 
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2015، تم الحكم على عودة بالسجن 18 شهراً في الولايات المتحدة لعدم كشفها عن إدانتها وسجنها في سجون الاحتلال عند دخولها البلاد عام 1995، وعند تقديمها طلبا للجنسية عام 2004، ولكن تم إلغاء الحكم في وقت لاحق، مما أدى إلى الحكم بسجنها قبل التوصل لصفقة لسحب جنسيتها”، وتركها البلاد، مقابل إلغاء الحكم بسجنها.
 
وجاءت الأنباء عن صفقة الادعاء وسط موجة انتقادات من قبل بعض الجماعات اليهودية لآراء عودة المناصرة للقضية الفلسطينية، حيث دعم حركة مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي.

من هي رسمية عودة؟

رسمية عودة المناضلة والأسيرة المحررة من قرية “لفتا فلسطين” درست في معهد دار المعلمات الحكومي عام ١٩٦٦ لتمارس من بعدها مهنة التدريس في الرياضيات والعلوم وكأي مواطن فلسطيني تحت الاحتلال حاولت تجسيد نضالها من خلال انضمامها إلى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لتنشط على مستوى المقاومة الشعبية والعسكرية.
 
نفذت رسمية وعائشة عودة عملية سوق محنيه يهودا في قلب القدس عام ١٩٦٩، ما أدى إلى مقتل إسرائيليين وإصابة تسعة آخرين.
 
اعتقلها الاحتلال الإسرائيلي عام ١٩٧٠ وحكم عليها بالسجن مدى الحياة وقضت حوالي عشر سنوات في الأسر، لتخرج ضمن صفقة عملية النورس لتبادل الأسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجيش الاحتلال الذي اشترط إبعادها هي وعدد من المحررين والمحررات خارج فلسطين فاستقرت في الأردن ومن ثم إلى الولايات المتحدة عام ١٩٩٥ ليعاد إبعادها وترحيلها من الولايات المتحدة وسحب الجنسية منها بعد ٢٤ عاماً من إقامتها والعمل ضمن صفوف شبكة العمل العربية الأمريكية بتهمة عدم التصريح بقضية أسرها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
 
وتقول هنادي السعيد -عضو اتحاد النساء العربيات في هولندا، وهى من أصل فلسطيني- إن عودة حاولت الاستئناف لكن القاضي أصر على إدانتها في أبريل ٢٠١٧ لتواجه رحلة لجوء لا تعرف وجهتها.
 
وأضافت السعيد، في تاريخ ٢١ أيلول ٢٠١٧، غادرت عودة الولايات المتحدة إلى الأردن لتستقر هناك، وبعد ذلك بشهور تم دعوتها من قبل اللجنة الهولندية الفلسطينية بأمستردام، وبالتحديد في ٢٧ فبراير الماضي لندوة حتى تتحدث عن مسيرتها النضالية ومعاناتها في سجون الاحتلال وقصة إبعادها من الولايات المتحدة.
 
وفي لقاء بين السعيد وعودة تحدثت الأخيرة عن قضية الأسرى والتي يتم التعتيم عليها في الوقت الحالي، وأكدت على ضرورة الاهتمام بقضيتهم وتسليط الضوء عليهم وعلى معاناتهم التي تمارس عليهم من قبل الاحتلال حيث يحكم الأسير أثناء اعتقاله حكماً إدارياً أي من غير تهمة موجهة له لتتجدد فترة اعتقاله لأجل غير مسمى.
 
رسمية عودة: عهد التميمي فضحت جرائم الاحتلال

عودة تجد في عهد التميمي رمزا لأطفال فلسطين وكيف يتم اعتقالهم.. وأن عهد حاولت تجسيد نضالها من خلال تحديها والوقوف في وجه قوات الاحتلال ومنعهم من دخول منزلها.
 
وضربها للجندي الاسرائيلي يعني أن أطفال فلسطين ما زالوا على مسيرة آبائهم النضالية وهذا ما يهز إسرائيل وتخشاه.
 
 وأن عهد قد سلطت الضوء على اعتقال الأطفال من عمر ١١ عاماً ليمارس عليهم كل ما هو مخالف للقانون الدولي.
 
وترى عودة أن إسرائيل تضرب بالقوانين عرض الحائط، حيث يتم وضع الاطفال في السجون مع الكبار عوضاً عن وضعهم في إصلاحيات، وهذا ممنوع قانونياً، ولكن إسرائيل تريد تدمير جميع الأجيال على مختلف اعمارهم لتنتقم منهم عوضاً عن إصلاحهم وعن اعتقال النساء وأسرهن في سجون الاحتلال حسب عضوة اتحاد النساء العربيات هنادي السعيد، وأضافت معاناتهم صعبة، وخصوصاً عندما تكون الأسيرة حبلى فهي تضع مولودها في ظروف صعبة جداً ليتربى أيضاً داخل السجون، وهذا مخالف للقانون الدولي.
 
وفي النهاية وصفت السعيد ما حدث مع رسمية عودة على الأراضي الهولندية وقبلها أمريكا بأنه تصرف يدل على العنصرية ضد العرب والمسلمين، وقالت السعيد: “عودة ” حضرت لزيارة عاصمة بلد الحرية، ولكنها منعت من الدخول للعديد من الأماكن لتقيم بها أمسية، وذلك بضغوط من جهات مجهولة لتذهب في آخر لحظة إلى جامعة أمستردام الحرة لتلقي أمسيتها وعند وصولها تم إبلاغ الشرطة بوجود امرأة مارست الإرهاب في الجامعة، وهي تشكل خطرا على الطلبة لتعاد إليها ذكريات إبعادها وترحيلها من الولايات المتحدة التي تعتبرها قمة في العنصرية ضد العرب والمسلمين.

ربما يعجبك أيضا