الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ72 لنكبة عام 1948 “رقميًا” بفعل الكورونا‎

مراسلو رؤية

رؤية

القدس المحتلة –  يحيي الفلسطينيون، اليوم الجمعة، الذكرى السنوية الـ72  لنكبة عام 1948، من دون فعاليات شعبية في سابقة هي الأولى وذلك بسبب التدابير المتخذة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.

وتم إلغاء الفعاليات الشعبية التي تجرى سنويًا في ذكرى “النكبة” التي ترمز إلى إعلان تأسيس دولة إسرائيل على أراض فلسطينية عام 1948 وتهجير آلاف اللاجئين الفلسطينيين.

وتترافق هذه المناسبة الأليمة مع حلول الذكرى الثانية لنقل أمريكا سفارتها من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وذلك يوم 14 مايو من عام 2018، في مخالفة واضحة للقوانين الدولية، وفي خطوة اختير تاريخها ليمثل “نكبة جديدة” للفلسطينيين، من خلال الخطط الأمريكية والإسرائيلية الرامية للسيطرة على ما تبقى من الأرض الفلسطينية، خاصة وأن ذلك اليوم شهد موجة غضب جماهيرية واسعة، تركزت غالبيها على حدود غزة، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 60 فلسطينيًا.

وحثت الدائرة على رفع العلم الفلسطيني والرايات السوداء على أسطح المنازل الفلسطينية وإطلاق صفارات الحداد وتوقف الحركة لمدة 72 ثانية بعدد سنوات النكبة وإطلاق التكبيرات من مآذن المساجد، وقرع أجراس الكنائس.

من جهتها، أعلنت وزارة الإعلام الفلسطينية تخصيص موجة البث الموحدة الخاصة لإحياء يوم النكبة تحت عنوان (لن ننسى) بمشاركة عدد من الاذاعات والتلفزيونات ووكالات الأنباء المحلية. وبحسب مصادر فلسطينية رسمية، فإن قرابة 950 ألف فلسطيني تم تهجيرهم من مدنهم وبلداتهم الأصلية عند الإعلان عن تأسيس إسرائيل، وتم السيطرة على 774 قرية ومدينة فلسطينية وتدمير 531 منها بالكامل.

وبلغ عدد الفلسطينيين في نهاية عام 2019 حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حوالي 13 مليونًا، منهم نحو 5 ملايين فلسطيني يعيشون فـي الضفة وقطاع غزة (43% منهم لاجئين).

عباس: سنعيد النظر بكل الاتفاقات

وبمناسبة حلول ذكرى النكبة، قال الرئيس محمود عباس: “إن صناع نكبتنِا أرادوا أن تكونَ فلسطين أرضًا بلا شعب لشعبٍ بلا أرض، وراهنوا أن اسمَ فلسطين سيُمحى من سجلاتِ التاريخ، ومارسوا من أجلِ ذلكَ أبشعَ المؤامراتِ والضغوطِ والمجازرِ والمشاريعِ التصفوية، التي كان آخرها ما يسمى صفقة القرن”. وأضاف “لكن كل ذلكَ تكسرَ بفضلِ اللهِ على صخرةِ هذا الشعبِ الفلسطينيِ العظيم”.

وأضاف: “رغم كلِ العقبات، ورغمِ كلِ السياساتِ والإجراءاتِ والانتهاكاتِ الاحتلاليةِ العدوانية، نسير بخطًى واثقة، نحو استعادةِ حقوقِنا كاملة، وإزالةِ هذا الاحتلالِ البغيضِ عنْ أرضِنا المباركة”، وتابع “مسيرتنا المباركةُ هذِه لن تتوقف حتى نرفعَ راياتِ فلسطينَ فوقَ المسجدِ الأقصى المباركِ وكنيسةِ القيامةِ في القدسِ عاصمتِنا الأبدية”.

وأكد أنه ستتم إعادة النظر في الموقف الفلسطيني من كلِ الاتفاقاتِ والتفاهمات، سواء معَ دولةِ الاحتلالِ الإسرائيلي، أو معَ الولاياتِ المتحدةِ، وأضاف “سنكون في حل من كلِ تلك الاتفاقاتِ والتفاهماتِ إذا أعلنتْ الحكومةُ الإسرائيليةُ عن ضمِ أيِ جزء من أراضينا المحتلة”.

وكانت العصابات الصهيونية قد أعلنت قيام كيانها بعد ان أحكمت في 15 مايو 1948، سيطرتها على المدن والبلدات الفلسطينية، بعد أن ارتكبت العديد من المجازر، وطردت سكانها قسرًا وبقوة السلاح، إلى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة ودول الجوار كسوريا ولبنان والأردن، ليقيموا هناك في مخيمات للاجئين، لا تزال قائمة لتكون شاهدًا على النكبة.

وإضافة إلى تلك المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، وأعمال النهب هدمت العصابات الصهيونية أكثر من 500 قرية، ودمرت العديد من المدن الرئيسة، حيث يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى كل عام بمرارة، فيما يستذكر كبار السن منهم تلك الأيام العصيبة التي هجروا خلالها من بلداتهم ومدنهم، ليقيموا في مخيمات اللاجئين ودول الشتات.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء قال في تقرير جديد أصدره في هذه الذكرى إن عدد الفلسطينيين تضاعف تسع مرات خلال تلك السنوات الطويلة، فيما قضى ما يزيد عن مئة ألف دفاعًا عن أرضهم منذ ذلك الوقت.

وأكد أنه على الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في عام 1948، ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب حزيران/ يونيو 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم نهاية عام 2019 حوالي 13.4 مليون نسمة.

حماس تدعو للتمسك بخيار المقاومة

أما حركة حماس فقد دعت إلى التمسك بخيار المقاومة الشاملة ” كاستراتيجية وطنية أثبتت فاعليتها”، مشددة على رفضها القاطع لكل المشاريع الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، أو الانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها “صفقة القرن”، وعمليات الضم التي ينوي الاحتلال تنفيذها.

وأكدت على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة، وقالت “لا بد من تعبئة الشعب الفلسطيني تعبئة نضالية ثورية، والإسراع في وضع استراتيجية وطنية شاملة ترتب المسار النضالي المقاوم”.

الشعبية تدعو إلى إنهاء الانقسام والوحدة

وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على التمسك بكامل الحقوق التاريخية في فلسطين، ورفض التسليم بنتائج النكبة الفلسطينية عام 1948، ودعت إلى تحمل قوى الشعب الفلسطيني لمسؤوليتها التاريخية في الخروج من واقع الحال المأزوم، وبناء استراتيجية مواجهة شاملة، تنهي عقودًا من التشتت والانقسام، ومن أوهام التسوية.

ربما يعجبك أيضا