الفلسطيني خضر عدنان.. نهاية مناضل الأمعاء الخاوية

الأوضاع تشتعل في الأراضي الفلسطينية بعد اغتيال القيادي الأسير خضر عدنان في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط تهديدات بالانتقام.


استُشهد، اليوم الثلاثاء 2 مايو 2023، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، خضر عدنان، في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

استشهاد عدنان (44 عامًا) جاء بعد 87 يومًا من الإضراب المفتوح عن الطعام رفضًا لاعتقاله التعسفي من قبل قوات الاحتلال، وجرى العثور على عدنان فاقدًا للوعي داخل زنزانته ونقله لمستشفى “أساف هروفيه” لتُعلن وفاته لاحقًا.

الأسير الفلسطيني خضر عدنان يواصل الإضراب عن الطعام لليوم الـ83 – قناة الغد

87 يومًا بلا طعام

حسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أشار نادي الأسير الفلسطينيّ، إلى استشهاد الأسير خضر عدنان بعد أن خاض معركة إضراب عن الطعام، استمرت لمدة 87 يومًا رفضًا لاعتقاله، واحتجز الشهيد عدنان على مدار الفترة الماضية في زنزانة بعيادة سجن الرملة.

وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن معتقلين فلسطينيين في سجن عوفر، وهو سجن عسكري إسرائيلي بالضفة الغربية، بدأوا إضرابًا عامًا عن الطعام احتجاجًا على وفاة المعتقل الفلسطيني البارز خضر عدنان.

اقرأ أيضًا| «الخارجية الفلسطينية» تطالب بتحقيق دولي في وفاة الأسير خضر عدنان

جريمة لن تمر

نعت القوى الوطنية والسياسية كافة علاوة على الحكومة الفلسطينية، عدنان الذي “استشهد أمام مسمع ومرأى العالم كله في جريمة متكاملة الأركان من قبل الاحتلال الذي مهد لقتله وإعدامه من خلال رفض محاكم الاحتلال الإفراج عنه منذ اعتقاله الأخير”.

وأعلنت فصائل فلسطينية إضرابًا اليوم في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بعد وفاة خضر عدنان، وحمّلت الفصائل السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عما وصفته بأنها “جريمة”، وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد حذرت في وقت سابق من أن إسرائيل “ستدفع ثمنا باهظًا” إذا مات عدنان في السجن.

اغتيال خضر عدنان

وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن الوفاة، كما حمّل رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية السلطات الإسرائيلية المسؤولية عمّا وصفه بـ”اغتيال خضر عدنان”.

وولد خضر عدنان موسى يوم 24 مارس 1978 في بلدة عرابة، بمحافظة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، وأنهى مرحلتي الدراسة الأساسية والثانوية العامة في مسقط رأسه عرابة، حيث اجتاز المرحلة الثانوية بتقدير جيد جدًا عام 1996.

الشهيد الأسير خضر عدنان

الشهيد الأسير خضر عدنان

 من هو الشهيد خضر عدنان؟

التحق عدنان بجامعة بيرزيت في مدينة رام الله، وحصل عام 2001 على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية، ثم التحق ببرنامج الماجستير تخصص الاقتصاد في نفس الجامعة.

وعدنان هو أب لتسعة أبناء، ويبلغ أصغر أبنائه سنة ونصف والأكبر 14 عامًا، وهو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وتعرض للاعتقال 12 مرة، وأمضى في سجون الاحتلال 8 سنوات، معظمها رهن الاعتقال الإداري.

اقرأ أيضًا| «الخارجية الفلسطينية» تطالب بتحقيق دولي في وفاة الأسير خضر عدنان

الإضراب السادس

يعد عدنان من أبرز الأسرى الذين واجهوا الاعتقال، عبر النضال بأمعائه الخاوية، ونفّذ 5 إضرابات سابقًا، وهذا هو الإضراب السّادس الذي ينفّذه على مدار سنوات اعتقاله، وهو أطول إضراب يخوضه، فخاض إضرابًا عام 2004 رفضًا لعزله واستمر لمدة 25 يومًا، ولم يوقف إضرابه إلا بعد الاستجابة لمطلب نقله إلى أقسام السجون العادية مع باقي الأسرى.

وخاض عدنان إضرابًا آخر عام 2012 لمدة 66 يومًا، وانتزع فيه حريته من الاحتلال، وأضرب مرة أخرى عام 2015 لمدة 56 يومًا، وانتزع فيه حريته، وفي 2018 خاض إضرابًا لمدة 59 يومًا، وانتزع فيه حريته، وكذلك في 2021 خاض إضرابًا لمدة 25 يومًا، وانتزع فيه حريته، ليخوض هذا الإضراب المفتوح لمدة 87 يومًا ويرتقي شهيدًا.

دون لائحة اتهام

في 5 فبراير الماضي، اعتقلته قوات الاحتلال، بعد أن اقتحمت منزله في عرابة، وعاثت فيه خرابًا ليعلن في لحظتها دخوله في الإضراب عن الطعام حتى استشهاده في اليوم الـ87.

وبدأ عدنان حياته السياسية خلال دراسته الجامعية، منتميًّا إلى حركة الجهاد الإسلامي، واعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي أثناء الدراسة الجامعية، وأمضى في الاعتقال الإداري بدون لائحة اتهام لمدة أربعة أشهر، ثم اعتُقل مرة أخرى لمدة عام.

وباستشهاد الأسير خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 شهيدًا، منذ عام 1967، منهم 75 نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد أي القتل البطيء.

ربما يعجبك أيضا