القفزة التاريخية لصفقات الاستحواذ في 2021 تُبشر بعام أكثر انتعاشًا

أحمد السيد

تهتم الشركات الكبرى بالاستحواذ وصفقات الاندماج نظرا لأنها توفر سوقا قويا بالفعل يمكن شراؤه ومكاسب مضمونة بدلا من المخاطرة بإنشاء شركة جديدة وتكوين سوق خاص لها ربما ينجح أو يفشل


قاد قطاع التكنولوجيا والاتصالات عمليات الاندماج والاستحواذ الكبرى خلال 2021، أعقبه قطاعات المال والصناعة والطاقة والكهرباء، بحسب تقرير CNBC في 31 ديسمبر 2021.

كان لتداعيات الجائحة وانخفاض تكلفة الاقتراض العامل الأبرز في نتعاش صفقات الاستحواذ والاندماج خلال العام الماضي، بنسبة 64% عن العام السابق عليه 2020، لتسجل رقمًا تاريخيًا عند 5.8 تريليون دولار، وفق التقرير.

صفقات الدمج والاستحواذ

123

تعد هذه الزيادة هي الأكبر بعد الرقم القياسي المسجل عام 2007، الذي بلغ 4.55 تريليون دولار عام 2007 وفقًا لتقرير CNBC، الذي لفت إلى أن الولايات المتحدة قادت قاطرة عمليات الاندماج والاستحواذ في 2021، وأسهمت بما يقرب من نصف الأحجام العالمية، وتضاعفت فيها قيمة هذه الصفقات تقريبًا لتصل إلى 2.5 تريليون دولار رغم أجواء مكافحة الاحتكار الأشد في عهد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

واستفادت الشركات الكبيرة من التمويلات المنخفضة، ومن انتعاش الأسواق المالية، لجمع الأموال عبر طرح أسهمها الخاصة، بينما تهافت المستثمرون لشراء هذه الأسهم بأحجام تزيد على الضعف من 2020 لتبلغ عمليات الاستحواذ عبر شراء الأسهم الخاصة 985.2 مليار دولار وفق تقرير العربية في 21 ديسمبر 2021.

نصيب الأسد للشركات الأمريكية

5400068 1616472512

علل التقرير سبب استحواذ الشركات الأمريكية على نصيب الأسد من عمليات الاندماج والاستحواذ، هو أن الشركات الأمريكية تتمتع بميزانيات قوية، وكذلك سيولة تقدر بنحو 2 تريليون دولار، في حين كان نصيب أوروبا بنسبة 22% من صفقات الاستحواذ عند 1.26 تريليون دولار، و22% من الصفقات حدثت في آسيا عند 1.27 تريليون دولار.

وأشار التقرير إلى أن الشركات التي ستجتذب صفقات الاستحواذ في الفترة المقبلة ستكون الشركات التي تراعي الاستدامة والمعايير البيئية، إلى جانب التكنولوجيا والتحول الرقمي.

أسباب تزايد جاذبية قطاع التكنولوجيا

وكان من أسباب تزايد جاذبية قطاع التكنولوجيا وحصده حصة كبيرة في سوق الاندماج والاستحواذ في العام الماضي 2021، الطفرة الكبيرة في الخدمات الرقمية حول العالم الناجمة عن الجائحة، التي باتت تهيمن على المعاملات في كل شيء، وفق تقرير قناة الغد، في 30 يناير الماضي 2022.

يضاف إلى السبب السابق، ما أوردته إندبندت عربية في تقرير 23 ديسمبر 2021، أن أرباح الشركات القوية والنظرة الاقتصادية المشرقة أعطت الثقة للشركات في متابعة صفقات الاستحواذ، مضافًا إليها أسواق الأسهم القوية التي كانت المحرك الرئيس لعمليات الاندماج والاستحواذ خلال 2021 في أمريكا وأوروبا، فعندما تكون أسعار الأسهم مرتفعة، يتوافق ذلك مع نظرة اقتصادية إيجابية وثقة عالية مع الشركات.

ماذا عن 2022؟

8272279621625671724

توقع تقرير لبلومبرج، في 10 يناير 2022، أن العام الجاري يبشر باستمرار طفرة الاندماج والاستحواذ، خاصة أن القفزة التي شهدها عام 2021 رفعت المعيار القياسي للصفقات، وكل الدلائل تشير لعام آخر يبشر بنشاط قوي لهذه الصفقات، خاصة أن الشركات بات لديها ملاءة مالية عالية، وهناك تكاليف منخفضة للاقتراض ستمكن الشركات من الحفاظ على الميزانيات، حتى وإن رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي 3 مرات في 2022 كما هو متوقع.

ربما يعجبك أيضا