القمح يفقد 38%من أرباحه والدول العربية المستفيد الأول

نجحت بعض الدول العربية في الاستفادة من انخفاض أسعار القمح عالميًا خلال شهر يوليو 2022، مقارنةً بأسعار تجاوزت 450 دولارًا للطن عقب الأزمة الروسية الأوكرانية.

فبعد هبوط أسعار القمح خلال شهر يوليو الجاري نحو 38%، مع بوادر ركود في اقتصاديات الدول الكبرى، وتنامى معدلات التضخم لتتجاوز 9% في أمريكا وبريطانيا، وهي الأعلى خلال 40 عامًا، تمكنت مصر والسعودية والجزائر من حجز كميات كبيرة مؤخرًا.

تراجع أسعار القمح لمستويات ما قبل الحرب

محت أسعار الحبوب 38% من مكاسبها التي حققتها بفعل الحرب الروسية الأوكرانية خلال شهرين فقط، وتراجعت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو إلى ما دون 7.9 دولار للبوشل، نحو 27 كيلو، مقابل 14 دولارًا في مايو 2022، وهي أدنى مستويات للقمح منذ 7 فبراير الماضي قبل بداية الحرب، وفق CNBC، في 16 يوليو 2022.

تراجعت أسعار القمح العالمية بأكثر من 100 دولار لتعود إلى مستوياتها الطبيعية قبيل اندلاع الحرب، ليسجل سعر الطن 334 دولارًا، خلال يوليو 2022، مقارنةً بـ462 دولارًا في مايو الماضي.

أسباب التراجع

التراجع في أسعار القمح جاءت بعدما تسببت الإعلانات الصادرة من روسيا وأوكرانيا بشأن توقيع اتفاق لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود التي توقفت منذ 24 فبراير الماضي، في ظل تأكيد أمريكا أنها لن تفرض عقوبات على الشحنات أو المشتريات من الحبوب أو الأسمدة الروسية في محاولة لتخفيف مخاوف الأمن الغذائي التي ظهرت على مستوى العالم، وفق CNBC.

وافتتحت أسعار القمح تعاملات، أمس الأربعاء 20 يوليو 2022، عند مستوى 8.2 دولار للبوشل، بحسب بيانات بلومبرج، التي اطلعت عليها “شبكة رؤية الإخبارية”.

مصر تشتري كميات قياسية من القمح

في أعقاب التراجع الأخير لأسعار العقود الآجلة للحبوب، اشترت الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر، نحو 815 ألف طن من القمح يوم 29 يونيو، في أكبر عملية شراء واحدة منذ 2012 على الأقل، بحسب البيانات التي جمعتها بلومبرج، ونشرت في 30 يونيو 2022، وكانت فرنسا أكبر مورد في المناقصة التي حصلت عليها مصر.

وبالتزامن مع عمليات شراء مصر من الأسواق الخارجية عبر طرح مناقصات دولية في 22 منشأ حددتهم الهيئة العامة للسلع التموينية في أسواق مختلفة من العالم، تستهدف القاهرة جمع نحو 6 ملايين طن من القمح المحلي، خلال الموسم الحالي.

الجزائر تستغل تراجع سعر القمح

في الوقت نفسه، اشترت الهيئة العامة للسلع التموينية في الجزائر، 63 ألف طن من القمح الألماني مباشرة من الموردين في 5 يوليو، وهو نفس اليوم الذي اشترت فيه الهيئة 444 ألف طن من القمح الروسي والفرنسي والروماني مباشرة من التجار أيضا على غير المعتاد، لأن الهيئة في العادة تطرح مناقصات لشراء القمح، وفق إنتربرايز في 17 يوليو 2022.

واشترت وكالة الحبوب الحكومية الجزائرية نحو 740 ألف طن في مناقصة استيراد، وبلغ متوسط سعر الشراء 445 دولارًا للطن، شامل التكلفة والشحن، وفق ما نقلته منصة أسواق عن رويترز، في 28 يونيو 2022.

السعودية تستورد القمح حتى 2023

المؤسسة العامة للحبوب السعودية، أتمت إجراءات ترسية الدفعة الثالثة من القمح المستورد لهذا العام 2022، على 4 شركات عالمية، بكمية 495 ألف طن ذات المنشأ الأوروبي، والأمريكي، والأسترالي، بحسب العربية، في 27 يونيو 2022،

وسيكون وصول الشحنات خلال الفترة من نوفمبر2022، وحتى مطلع 2023، بواقع 8 بواخر سترسو في موانئ جدة، وينبع التجاري وميناء الملك عبدالعزيز بالدمام.

مساعي لليمن وتونس لتأمين الاحتياجات

وفق ما نقلته صحيفة النهار عن رويترز، في 7 يوليو 2022، تسعى اليمن لتدبير شحنات من القمح الهندي، للبلد الذي أنهكته الحرب، ويعاني من انخفاض ‏مخزونات الغذاء الاستراتيجية، وقال وزير التجارة والصناعة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، محمد الأشول، إن بلاده تسعى لاتفاق لاستيراد ‏القمح من الهند التي حظرت التصدير مؤخرًا.

في الوقت نفسه، وافق البنك الدولي، في 29 يونيو 2022، على إقراض تونس 130 مليون دولار لتمويل طارئ لاستيراد القمح اللين والشعير في ظل الأزمة العالمية المتعلقة بالحبوب بفعل الحرب الروسية.