القوات اليمنية تتصدى لهجمات الحوثيين.. والهدنة الأممية تترنح

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

بعد تصعيد هجماتها في جبهات مأرب والحديدة منتهكة اتفاق ستوكهولم، تعرضت الميليشيات الموالية لإيران لخسائر وانهيارات بعد تحول قوات الجيش اليمني من الدفاع إلى الهجوم بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، وسط انتهاكات وخروقات مستمرة من الحوثيين ضاربة بعرض الحائط جهود المبعوث الأممي مارت غريفيث لتهدئة الأوضاع باليمن الذي يعاني منذ سنوات.

خسائر وانهيارات للحوثي

تعرضت الميليشيات الحوثية لانهيارات واسعة في جبهات مأرب والحديدة، والتي بدأت بتصعيد وخروقات حوثية لاتفاق السويد 2018 والذي ينص على التهدئة ووقف إطلاق النار.

بدوره، قال المتحدث الرسمي للجيش اليمني، عبده مجلي، إن جبهات المخدرة وصرواح وماهلية ورحبة في محافظة مأرب تشهد عمليات هجومية واسعة وتقدمات كبيرة، للسيطرة على الأرض أمام فرار ميليشيا الحوثي الانقلابية، التي تلقت ضربات استراتيجية من خلال الكمائن والالتفاف والتطويق.

وذكر مجلي، في تصريحات نقلها موقع الجيش، أن القوات الحكومية تمكنت، اليوم الإثنين، من تحرير مناطق ومواقع وحاكمة وعدد من القرى والوديان في جبهة المخدرة وماهلية ورحبة، بمحافظة مأرب النفطية.

وسيطر الجيش اليمني والمقاومة الشعبية على عدد من المواقع في جبهة مراد في معارك أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى والأسرى من عناصر الميليشيا الحوثية التي وقعت في كمين محكم.

فيما أعلنت القوات المشتركة، مساء اليوم، عن إحباط محاولة تسلل واسعة شنتها ميليشيا الحوثي شرق مديرية الدريهمي، بعد معارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بصفوف الانقلابيين.

وبحسب مصادر عسكرية بالقوات المشتركة، فإن ميليشيات الحوثي تكبدت نحو 348 قتيلا وجريحا خلال الـ 3 أيام الماضية خلال هجمات واسعة شنتها على مواقع القوات المشتركة في مديريتي حيس والدريهمي ومدينة الحديدة.

الدفاع اليمني يتحول لهجوم

توالت انهيارات الحوثيين، بعدما تصدت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، لهجوم واسع شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية، شرق مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة غرب البلاد، ضمن خروقاتها المتصاعدة للهدنة الأممية.

وذكر مصدر عسكري ميداني أن الميليشيات الحوثية شنت هجومًا مسلحًا واسعًا مستخدمة الأسلحة الثقيلة والقذائف المدفعية، وتصدت لها القوات المشتركة بكل حزم، وكبدت الحوثيين خسائر فادحة في العتاد والأرواح، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات.

وفي جنوب مأرب شن الجيش اليمني هجومًا واسعًا على ميليشيات الحوثي، حيث أعلن الجيش اليمنى استعادة مواقع جديدة فى جبهة “ماهلية” جنوب مأرب.

كما ألحقت القوات المشتركة بالميليشيات الحوثية هزائم قاسية في الأيام الثلاثة الأخيرة موقعة مئات القتلى والجرحى الحوثيين، بينهم قيادي ميداني بارز يُكنّى أبو حسين الكبسي الذي لقي مصرعه وعشرات المسلحين شمال غربي حيس.

وثمّن متحدث الجيش اليمني عبده مجلي، الإسناد الجوي للطيران الذي دمر الأهداف والتعزيزات المعادية للميليشيات الانقلابية في مختلف الجبهات القتالية، بدقة عالية، حيث شنت سلسلة غارات استهدفت 5 دوريات حوثية في أطراف مديرية رحبة، جنوب مأرب.

خروقات مستمرة

كانت القوات المشتركة قد رصدت 85 خرقًا وانتهاكاً للهدنة الأممية ارتكبتها ميليشيات الحوثي، بمناطق متفرقة جنوب محافظة الحديدة في الـ 12 الساعة الماضية من يوم أمس الأحد.

وأفاد مصدر عملياتي أن وحدة الرصد والمتابعة في القوات المشتركة رصدت الخروقات والانتهاكات الحوثية التي بلغ عددها (85)، في مناطق متفرقة في مديرية حيس ومنطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا ومديرية الدريهمي ومنطقة كيلو 16 ومدينة الصالح شرق مدينة الحديدة.

وأشار المصدر إلى أن الخروقات شملت عمليات استهداف وقصف مكثفة على القرى والأحياء السكنية ومزارع المواطنين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأصابت أحد عمال مجمع إخوان ثابت الصناعي بجروح خطيرة في رأسه جراء إصابته بشظايا قذيفة هاون على المجمع.

وأكد أن من بين الخروقات محاولات حوثية لاختراق الخطوط الأمامية وتنفيذ هجمات على مواقع القوات المشتركة، وقد عادت على الميليشيات بخسائر بشرية ومادية فادحة في صفوفها.

وتستغل ميليشيات الحوثي الهدنة الأممية في الحديدة لتصعيد عملياتها العسكرية وارتكاب جرائمها بحق المدنيين، في ظل المواقف السلبية للأمم المتحدة الراعية للهدنة، وفق الإعلام العسكري للقوات المشتركة.

الأمم المتحدة تندد

من جهتها، عبرت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاقية الحديدة “أونمها” اليوم الإثنين، عن “انزعاجها الشديد” إزاء تصاعد العنف بين ميليشيا الحوثي و”القوات المشتركة” في عدد من مديريات محافظة الحديدة، داعية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد لتجنب دوامة العنف التي ستؤدي إلى مزيد من المعاناة الإنسانية والخسائر في الأرواح و الدمار.

وحثت “أونمها” في بيان، جميع الأطراف على الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى الآليات المشتركة التي تم إنشاؤها علي مدى العامين الماضيين، في إشارة إلى اتفاق السويد المتعثر الذي رعته الأمم المتحدة قبل عامين لتحييد موانئ المحافظة -الحيوية للمساعدات الإنسانية- عن الأعمال القتالية وعدم تعريض السكان للمزيد من الخطر.

يذكر أنه في الأيام الأخيرة عاد التصعيد في محافظة الحديدة بعد هجمات شنتها ميليشيا الحوثي على مواقع “القوات المشتركة” في انهيار للهدنة الهشة هناك، وهو خلف عشرات القتلى والجرحى من الجانبين حتى الآن.

ويتزامن التصعيد الحوثي مع تحركات أممية للمبعوث الأممي مارتن غريفيث، لفرض الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار في عموم اليمن، حيث التقى مساء أمس الأحد، بالسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، وناقش المساعي الأممية للسلام.

ربما يعجبك أيضا