اللاجئون.. سلاح أردوغان في مواجهة أوروبا

ضياء غنيم
ملف اللاجئين بين أنقرة وبروكسل

تزامنًا مع تصاعد التوتر حول جزر بحر إيجه، أعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استخدام ملف اللاجئين ضد أوروبا، وسط تباين واضح في مواقف الجانبين.

ووسط تهديدات الرئيس التركي غير المسبوقة لليونان، يتخوف الأوروبيون من حرب تصدير اللاجئين إلى دولهم، والتي اشتعلت في عام 2020، مع استعدادات يونانية لتعزيز السياج الحدودي لتفادي موجات لجوء كبرى، وتحذيرات التشيك من استغلال أنقرة للتوترات الحالية.

موجة جديدة من اللاجئين

كشفت مجلة أحوال التركية، يوم أول من أمس الجمعة 9 أغسطس 2022، عبور حوالي 300 مهاجر في جزيرة صغيرة على الجانب اليوناني من نهر إفروس، واتهمت الشرطة اليونانية الجانب التركي بعدم اتخاذ إجراءات لمنعهم من العبور، ما يشير إلى رغبة النظام التركي في تسللهم إلى اليونان.

وبعد إحباط عبور آلاف اللاجئين في أغسطس وحده، أعلن وزير حماية المواطنين اليوناني، تاكيس تيودوريكاكوس في 6 سبتمبر 2022، اعتزام بلاده إطالة السياج الشمالي الذي أقامته أثينا على الحدود مع أنقرة في 2012، بنحو 100 كم، ليبلغ طوله الإجمالي 140 كم، حسب موقع العربية نت.

الاتحاد الأوروبي يستشعر القلق

يستشعر الاتحاد الأوروبي القلق حيال تزايد أعداد اللاجئين السوريين القادمين من تركيا في الفترة الأخير، فأكد وزير الداخلية التشيكي فيت راكوسان الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد، ضرورة الضغط على أنقرة لوقف تلك التدفقات، وأشار إلى تعزيز إجراءات ضبط الحدود مع نظيره السلوفاكي، حسب موقع يورو أكتيف.

وقال راكوسان في حديثه أمام الغرفة السفلى للبرلمان التشيكي يوم الخميس 8 سبتمبر، إنه سيناقش مع نظرائه الأوروبيين مسألة اللاجئين التي عزاها إلى قرب انتخابات الرئاسة التركية، مطالبًا المفوضية الأوروبية بلعب دور أكبر في إعادة الالتزام بملف الهجرة غير النظامية مع الأطراف الأخرى وإلزام الدول الأعضاء بالسيطرة على حركة المهاجرين داخل أراضيها.

حسابات انتخابية

رصدت الوكالة الأوروبية لحرس السواحل والحدود فرونتكس عبور نحو 25 ألف مهاجر من شرق المتوسط عبر الأراضي التركية منذ بداية العام 2022 حتى نهاية أغسطس، بزيادة 123% مقارنة بذات الفترة في العام الماضي. وتنتقد الحكومة التركية عدم التزام الاتحاد الأوروبي بتعهداته المالية.

ويأتي هذا بجانب فرض قيود على دخول المواطنين الأتراك دول الاتحاد وتعطيل بند الإعفاء من تأشيرة “الشنجن”، وهو ما تداوله وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو مع نظيريه الأمريكي بلينكن والألمانية بيربوك، وانتقد ما عدّه محاولة لوضع حزبه في مأزق بالانتخابات المقبلة يونيو 2023، حسب صحيفة “ديلي صباح”.

ربما يعجبك أيضا