«المركزي الأوروبي» في مأزق أسعار الفائدة والتضخم

«المركزي الأوروبي» في حيرة قبل تحديد أسعار الفائدة اليوم

محمود عبدالله

يواجه البنك المركزي الأوروبي، موازنة صعبة في اجتماعه اليوم الخميس 14 ديسمبر 2023، ومن المرجح أن يخفض توقعاته للنمو والتضخم بينما يحاول تهدئة التكهنات بشأن تخفيضات وشيكة لأسعار الفائدة.

ومن المؤكد أن يترك “المركزي الأوروبي” تكاليف الاقتراض عند مستويات قياسية، مع التغيير الوحيد المحتمل في السياسة المتعلق بنهاية آخر مخطط لشراء السندات، وفق وكالة “رويترز”.

أسعار الفائدة

اجتماع اليوم بشأن أسعار الفائدة وهو الأخير خلال 2023 للمركزي الأوروبي، لن يكون مملًا على الإطلاق، حيث تتعرض رئيسته كريستين لاجارد لضغوط من أجل الدفاع عن توجيهاتها أو التخلي عنها بأن أسعار الفائدة ستبقى كما هي خلال الربعين المقبلين.

وتشير توقعات المستثمرين إلى أن أول خفض لسعر الفائدة في الربيع، ما قد يجعل البنك المركزي الأوروبي أول بنك مركزي رئيس يعكس مساره بعد جهد عالمي متضافر لخفض التضخم منذ منتصف عام 2022.

ومن المرجح أن تقاوم لاجارد رهانات خفض أسعار الفائدة بعد أن استغرق البنك المركزي الأوروبي عامًا ونصف العام، و 10 زيادات متتالية، لتوجيه التضخم إلى مسار هبوطي مقنع.

انخفاض التضخم

توقع الاقتصاديون في دويتشه بنك أن يعترف البنك المركزي الأوروبي بأن التضخم انخفض بسرعة أكبر من المتوقع، لكنه خجول بشأن إعلان النصر عليه قبل الأوان.

كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، قد أعلن في وقت متأخر أمس الأربعاء أن انخفاض تكاليف الاقتراض قادم العام المقبل، حيث أشار صانعو السياسة إلى نحو 3 تخفيضات، ما يجعل أي رد فعل من البنك المركزي الأوروبي أكثر صعوبة.

وارتفع اليورو بأكثر من 1% مقابل الدولار بسبب تعليقات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشائمة وقفزت توقعات خفض أسعار الفائدة، حيث تقوم الأسواق الآن بتسعير 155 نقطة أساس من تيسير البنك المركزي الأوروبي العام المقبل، بما في ذلك خطوتان بحلول أبريل، ويعكس هذا التسعير توقعات “الاحتياطي الفيدرالي” مع خطوتين شوهدتا بحلول 1 مايو و 155 نقطة أساس على مدار عام 2024.

التضخم في منطقة اليورو

من المرجح أن تعزز التوقعات الاقتصادية المحدثة وجهات نظر الأسواق حول محور البنك المركزي الأوروبي، ومن المقرر أن تظهر انخفاضًا في التضخم والنمو، خاصة للعام المقبل، مما يجعلها أقرب إلى تقديرات الإجماع.

ويتوقع اقتصاديون استطلعت “رويترز” آراءهم أن تنمو الأسعار في منطقة اليورو بنسبة 2.5% في 2024 و2.1% في 2025 و2% في 2026 لتقترب من هدف البنك المركزي الأوروبي بعد زيادة كبيرة بلغت 5.5% هذا العام.

وقال محللون إنه ستواجه “لاجارد” عملية موازنة صعبة وتحوم الشكوك في أنها سترغب في الاعتماد بقوة على أسعار السوق الحالية العدوانية للغاية. لكن بيانات الأجور، المقرر صدورها في أواخر الربيع ستلعب دورًا حاسما في تشكيل مسار سعر الفائدة، ما يجعل التخفيضات قبل يونيو غير متسقة مع وظيفة رد الفعل للبنك.

ربما يعجبك أيضا