كيف غيرت أمريكا المشهد الجوي في الحرب الروسية الأوكرانية؟

آية سيد
المساعدات العسكرية لأوكرانيا

ساعدت منظومات هيمارس في تغيير المشهد الجوي للحرب الروسية الأوكرانية، وأتاحت لأوكرانيا ضرب أهداف خلف خطوط العدو.


في إطار المساعدات العسكرية في مواجهة روسيا، أرسلت الولايات المتحدة منظومات “هيمارس” الصاروخية المتطورة إلى أوكرانيا.

وساعدت هذه المنظومات في تغيير المشهد الجوي للحرب الروسية الأوكرانية، وأتاحت لأوكرانيا ضرب أهداف خلف خطوط العدو. وحسب ما ذكر مسؤولو دفاع أمريكيون لمجلة “إير فورس ماجازين“، الجمعة الماضي 29 يوليو 2022، تدرس أمريكا تقديم المزيد من الإسهامات الجوية مستقبلًا.

دور المساعدات العسكرية الأمريكية

في إحاطة لصحفيي البنتاجون، الجمعة الماضي، قال مسؤولو الدفاع الأمريكيون إن أوكرانيا استطاعت الصمود بفضل الدفاعات الجوية المتطورة الحديثة. وشدد مسؤول دفاع بارز على أن الولايات المتحدة سهلت نقل “قطع الغيار المهمة” لإبقاء طائرات “ميج” و”سوخوي” الأوكرانية التي تعود إلى العصر السوفييتي، قادرة على الطيران.

وردًّا على سؤال لمجلة “إير فورس ماجازين”، قال مسؤول عسكري بارز: “نحن نعلم أنها استطاعت ضرب مواقع صواريخ أرض-جو روسية وتدمير بعضها”. وأضاف: “حقيقة أن الروس لا يحظون بالتفوق الجوي تقول الكثير عن إرادة الأوكرانيين، في ما يتعلق بقدرتهم على منع العدو من ضرب طائراتهم، وأيضًا إسقاط الطائرات الروسية”.

نوع المساعدات العسكرية الأمريكية

بحسب المجلة، قال مسؤول الدفاع البارز إن مساعدات الدفاع الجوي الأمريكية ركزت على المنظومات الجوية المسلحة غير المأهولة، مثل طائرات “فينيكس جوست”. وفي حين أن أوكرانيا لا تزال تحتفظ ببعض منها من حزمة مساعدات سابقة، فإن البنتاجون بدأ عملية تعاقد للحصول على نحو 580 طائرة إضافية من هذا الطراز.

وفي سياق متصل، أوضح مسؤول الدفاع أن البنتاجون يدرس المساهمة المستقبلية في ما يخص الطائرات. وقال: “يتركز اهتمامنا من ناحية الاستثمارات المحتملة في الطيران على المدى المتوسط والبعيد أكثر من التركيز على القتال الحالي”. وأعرب المشرعون وعسكريون أوكرانيون عن رغبتهم في تدريب طيارين على طائرات إف-16.

لماذا لا يدرب البنتاجون الطيارين الأوكرانيين؟

عند سؤاله لماذا لا يميل البنتاجون إلى البدء في تدريب الطيارين الأوكرانيين الآن، قال المسؤول إن التدريب سيصبح منطقيًّا فقط بعد اتخاذ القرار بشأن المنصة المستقبلية. وقال: “نحن نبحث هذه المسألة. ولكن من المهم تحديد نوع المنصات المستخدمة، والتيقن من أنك تقدم النوع المناسب من التدريب”.

ووفق المجلة، بدأت المساعدات الدفاعية التي تقدمها الولايات المتحدة والشركاء، يونيو الماضي، تقديم منظومات استهداف دقيقة يمكنها الوصول إلى 64 كيلومترًا خلف خطوط العدو. وفي هذا الشأن، قال المسؤول العسكري “لقد وصلوا إلى مرحلة الآن وخلقوا مستوى من الدفاع تمكن من إحباط التقدم الروسي”.

ما المساعدات التي تحتاج إليها أوكرانيا؟

قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، إن بلاده تحتاج “100 على الأقل” من منظومات هيمارس لإلغاء المكاسب التي حققتها روسيا في إقليم دونباس، حيث تسيطر على إقليم لوغانسك ومعظم دونيتسك، إضافة إلى جسر بري من روسيا إلى شبه جزيرة القرم.

وذكرت المجلة أن الولايات المتحدة أرسلت 12 منظومة هيمارس، والتزمت بإرسال 4 منظومات إضافية، في حين أرسلت الدول الأخرى منظومات مماثلة. وبدأت أوكرانيا هجومًا مضادًا لاستعادة مدينة خيرسون الجنوبية، شمالي القرم.

منظومة سام النرويجية

أفادت المجلة بأن منظومة الدفاع الجوي المعروفة باسم “صواريخ سام النرويجية المتقدمة” التي تعهدت بها إدارة بايدن، يوليو الماضي، لا تزال في عملية التعاقد. ويعتقد المسؤولون الأوكرانيون أنه بمجرد تفعيل تلك المنظومة، فإنها ستحمي المدن الكبرى، والسكان المدنيين، والأهداف العسكرية الرئيسة بطريقة أفضل.

وقالت أوكرانيا إنها تحتاج إلى القوة الجوية في صورة طائرات مقاتلة حديثة، حتى تستطيع قلب مسار الصراع وتستعيد أراضيها المفقودة. وفي هذا السياق، ترى أوكرانيا وأعضاء الكونجرس الأمريكي أنه من الحكمة البدء في تدريب الطيارين المقاتلين الآن.

ولكن البنتاجون لا يزال مترددًا في منح أوكرانيا القوة الجوية التي تحتاج إليها لمواجهة الطائرات المقاتلة ومنظومات الدفاع الجوي الروسية الحديثة. وردًّا على سؤال لـ”أير فورس ماجازين”، قال مسؤول الدفاع البارز: “نريد أن يمتلك الأوكرانيون القدرات التي يحتاجون إليها. ركز دعمنا لأوكرانيا في المجال الجوي على المسيرات المسلحة”.

ربما يعجبك أيضا