المسيّرات الإيرانية نحو أمريكا اللاتينية.. هل تطلق واشنطن رصاصة العقوبات عليها؟

منذ تورطها في الحرب الأوكرانية، برزت إيران خلال السنوات الأخيرة لاعبًا رئيسًا في سوق صناعة المُسيرات.

وحسب تقرير قناة الشرق، زودت إيران دولًا إفريقية بهذه الطائرات، بالإضافة إلى دول في أمريكا اللاتينية، الأمر الذي يثير غضب الولايات المتحدة الأمريكية، خشية تحول هذه الطائرات إلى سلاح تخريبي بين دول القارة الأمريكية.

تعاون عسكري بين إيران وبوليفيا

نحو أمريكا اللاتينية

حسب تقرير الشرق، أمس الثلاثاء 1 أغسطس 2023، تستعد بوليفيا لتصبح ثاني دولة في أمريكا اللاتينية تستخدم المسيّرات الإيرانية، بعد فنزويلا، على خلفية توقيع وزيري الدفاع البوليفي إدموندو نوبيو أجيلار والإيراني محمد رضا آشتياني، مذكرة تفاهم للتعاون الدفاعي والأمني بين البلدين، في 20 يوليو الماضي.

اقرأ أيضًا: المسيّرات الإيرانية.. من خطر إقليمي إلى تهديد دولي

وصرح وزير الدفاع الإيراني، عقب التوقيع، برغبة بلاده في تعزيز حضورها في أمريكا اللاتينية، وقال إن “أمريكا الجنوبية هي منطقة بالغة الحساسية، وتحظى بأهمية خاصة في سياسة إيران الخارجية والدفاعية”، بحسب ما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية.

قلق الأرجنتين

أثار هذا الاتفاق قلق الأرجنتين، التي تتشارك حدودًا مع بوليفيا تمتد على مسافة 773 كيلومترًا، وتتهم إيران بالوقوف وراء الهجوم على مركز يهودي في بوينوس آيرس عام 1994، أسفر عن سقوط 85 شخصًا.

اقرأ أيضًا: فناء واشنطن الخلفي.. الرئيس الإيراني يزور أمريكا اللاتينية

طائرات مسيرة إيرانية

حسب تقرير موقع اكوايران الاقتصادي، صادرات الطائرات تمثل مصدرًا للداخل الأجنبي، إلى جانب أنها ساعدت إيران على فتح علاقات اقتصادية وتعميق علاقاتها الخارجية مع دول في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.

وأشار التقرير إلى تصريحات مستشار القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، يحيى رحيم صفوي، في أكتوبر 2022، بأن 22 دولة أبدت رغبتها في شراء الطائرات المسيّرة من إيران.

مكاسب اقتصادية

وبحسب تقرير معهد أمريكان إنتربرايز، قالت محللة إيران في مشروع التهديدات الحرجة، أنيكا جانزفيلد، إن “إيران تسعى لتعزيز موطئ قدم لها في أمريكا اللاتينية، لا سيما من خلال تعزيز التفاعلات الاقتصادية، وربما السعي إلى صفقات أسلحة”.

اقرأ أيضًا: وسط قلق غربي.. مكاسب الأسلحة تدفع إيران نحو تطوير مسيّراتها

وبرزت المساعي الإيرانية في توسيع نفوذها في المنطقة بقدر لافت في يونيو الماضي، حين أجرى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، جولة إلى أمريكا اللاتينية شملت فنزويلا ونيكاراجوا وكوبا، وأسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية.

الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يستعرض قدرات بلاده العسكرية

عقوبات أمريكية

حسب تقرير قناة الشرق، اعتبرت واشنطن أن الدخول في اتفاق دفاعي مع إيران قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، مشيرةً إلى أنها تراقب مساعي إيران لتوسيع حضورها في أمريكا اللاتينية.

وعلق منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض، جون كيربي، بالقول إن الولايات المتحدة “قلقة إزاء صادرات أي تكنولوجيا إيرانية مزعزعة للاستقرار”.

اقرأ أيضًا: العصا والجزرة.. بايدن يتخذ طريقًا ثالثًا مع إيران

وحسب تقرير قناة إيران انترنشنال، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد: “إن استخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية في الحرب الأوكرانية وأجزاء أخرى من العالم يعد انتهاكًا لقرار مجلس الأمن رقم 2231، وقد طلبت واشنطن من الأمم المتحدة التحقيق في هذه المسألة”.

وهذا الأمر يساعد الإدارة الأمريكية وأوروبا على تعطيل رفع العقوبات الأممية عن صادرات الأسلحة التقليدية الإيرانية، في أكتوبر المقبل، في حين أن أوروبا تعتزم فرض عقوبات على صواريخ إيران الباليستية وطائراتها المسيّرة.