المقاومة الإيرانية تكشف بمؤتمرها السنوي الخطوط الحمراء للنظام

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

باريس- أعلنت اللجنة المنظمة لـ”المؤتمر الدولي للمقاومة الإيرانية 2021″ من مقرها الدائم بباريس عن مواعيد التجمع الأخير للمغتربين الإيرانيين والشخصيات السياسية البارزة التي ستشارك فيه. ومن المقرر أن يبدأ الحدث يوم السبت 10 يوليو ويختتم يوم الاثنين 12 يوليو، ومن المقرر أن يكشف المؤتمر  ما أطلقت عليه المقاومة الخطوط الحمراء للنظام، وكشف كواليس الانتخابات الإيرانية وأيضا مخاوف النظام من تضامن العالم مع إيران الحرة.

ومن جانبها أعلنت اللجنة أنه “سيشارك في المؤتمر نشطاء مؤيدون للديمقراطية داخل إيران، وبرلمانيون من دول مختلفة، وكبار المسؤولين الحكوميين السابقين في دول مختلفة، وشخصيات بارزة، والناشطين في المجال الإنساني والدعاة من جميع أنحاء العالم منها من الدول العربية والإسلامية وسيتخذون مواقف تضامنية مع نضال الشعب الإيراني المستمر من أجل الحرية”

وفيما يلي محاور وعناوين اجتماعات المؤتمر الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام:

اليوم الأول: البديل الديمقراطي نحو النصر

اليوم الثاني: أوروبا – العالم العربي يقف مع المقاومة

اليوم الثالث: الدعم العالمي لانتفاضة الشعب الإيراني والبديل الديمقراطي

سيعقد المؤتمر الدولي للمقاومة الإيرانية 2021 هذا العام في الوقت الذي قرر فيه علي خامنئي، الولي الفقيه للنظام، تنصيب إبراهيم رئيسي، أحد منفذي مذبحة عام 1988، كرئيس للنظام. فيما كان رئيسي عنصرا أساسيا وعضوا في “لجنة الموت” في مذبحة أكثر من 30 ألف سجين سياسي في صيف عام 1988.

كما يكشف المؤتمر من هو إبراهيم رئيسي المرشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية وسفاح مذبحة عام 1988

وأن تعيين رئیسي سيعني انتشار الإرهاب من قبل النظام الإيراني في المنطقة والعالم واستمرار الخداع النووي مع تسريع في عملية حيازة الأسلحة النووية.

وتوصل خامنئي إلى نتيجة أن الطريقة الوحيدة لبقاء نظامه هي زيادة القمع الداخلي وتصدير الإرهاب إلى خارج إيران والحصول على أسلحة نووية. ولتحقيق هذا الهدف، يجب عليه تعزيز سلطته وتنصيب أولئك الموالين له تمامًا في السلطة.

وبالتالي، ستكون رسالة رئيسي هو تكثيف القمع الداخلي ، وزيادة الإرهاب والتحريض على الحرب في المنطقة ، والإسراع في عملية امتلاك الأسلحة النووية.

هدف خامنئي هو توطيد السلطة، وهدف الشعب الإيراني هو قلب النظام بأكمله وإقامة حكومة ديمقراطية.

يبدو أن هذا الهدف في متناول اليد في أعقاب انتفاضتي  يناير ٢٠١٨ ونوفمبر ٢٠١٩ حسب المقاومة.

والتي أكدت أنه على الرغم من قمع حركة الاحتجاج الأخيرة بشكل أسرع ووحشي من سابقتها، لأن الممارسات القمعية للملالي الحاكمين في إيران وفسادهم وسياساتهم القائمة على النهب والابتزاز أدت إلى تفشي الفقر في المجتمع وحرمان المواطنين الإيراني من أبسط حقوقهم واستياء شعبي شديد، وسط نشاطات معاقل الانتفاضة التابعة لمجاهدي خلق داخل البلاد لتوسيع نطاق عملها وتوجيه الاحتجاجات نحو الانتفاضة في حين يراها النظام العدو الرئيسي لسلطته.

شهادات حية يقدمها شهود عيان

وفي سياق متصل سوف تقدم المقاومة في مؤتمر سيعقد في ٨ يونيو الجاري، شهادات حية يقدمها شهود عيان من الناجين من مجزرة عام 1988 حول دور إبراهيم رئيسي، المرشح الرئاسي المختار من قبل الملالي

سيدلي الضحايا الذين شهدوا بأنفسهم جرائم إبراهيم رئيسي على مدى السنوات الأربعين الماضية، أو كانوا هم أنفسهم ضحايا مباشرين للجرائم التي كان يعلن عنها في تصريحاته، بشهاداتهم في مؤتمر عبر الإنترنت سيعقده المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في لندن يوم الثلاثاء 8 يونيو

ويشمل ذلك الناجين من مذبحة عام 1988، وكذلك أولئك الذين كانوا في أوقات أخرى، على سبيل المثال، ضحايا جرائمه في أوائل الثمانينيات.

وسيعلن الناجون وعوائل ضحايا مجزرة عام 1988في هذا المؤتمر عبر الإنترنت عن بعض الخطوات التي يتخذونها على مستوى العالم فيما يتعلق بتنصيب إبراهيم رئيسي

الخطوط الحمراء للملالي للحفاظ على نظامهم الفاشي

كما كشف عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مهدي عقبائي الخطوط الحمراء لنظام الملالي التي يمثل تجاوزها خطرًا على الاستبداد الذي يمارسه النظام الحاكم؟ و التي يرسلها خامنئي، المدعي العام لنظام الملالي، قائلا أن خامنئي وسط البركة ليبلغها للمرشحين لما يسمى برئاسة الجمهورية ويهددهم بالصدام معهم بحسم وفقًا للمعايير القانونية وبغض النظر عن موقعهم ومكانتهم إذا ما تجاوزوها في المناظرات الانتخابية؟”.

لماذا يخشى نظام ولاية الفقيه من الأحداث مرة أخرى في انتخابات تم هندسة كل شيء فيها مسبقًا وبات من الواضح من سيفوز من صناديق الاقتراع؟ ومن أين ينشأ هذا الخوف وما هي تداعياته على سلطة الملالي ككل حتى يتم وضع هذا الشكل من أشكال القيود؟

ووجه المدعي العام لطهران، كلمة للمرشحين الـ7 الذين يطمعون في الجلوس على كرسي رئاسة الجمهورية؛ شدد فيها على عدم تجاوز الخطوط الحمراء لنظام الملالي.

وشدَّد علي القاضي مهر، في الاجتماع التنسيقي للارتقاء بمستوى أداء الأجهزة القضائية والأمنية ​​في الانتخابات المقبلة، على ألا يتجاوز المرشحون الخطوط الحمراء في الدعاية والخطب، وألا يفضلوا المصالح الشخصية والحزبية والفئوية والجماعية على المصالح الوطنية، وفي حالة تجاوز الخطوط الحمراء لنظام الملالي، سوف يتم التصدي لهم بحسمٍ وفقًا للمعايير القانونية وبغض النظر عن موقعهم ومكانتهم”. (صحيفة “اعتماد”، 31 مايو 2021).

الالتزام بالأخلاق للحفاظ على مبدأ نظام الملالي

ما هي هذه الانتخابات التي يمر فيها المرشحون الموصى بهم بـ 70 جهاز تصفية في مجلس صيانة الدستور التابع لخامنئي والأجهزة الأمنية المختلفة ويتم فيها أكثر من مرة قياس مدى التزامهم عمليًا وأيمانهم قلبًا وقالبًا بالولي الفقيه! ومع ذلك لا يمكن الاعتماد عليهم، ويجب عليهم أن يثبتوا بدقة وشفافية فيما إذا كانوا ملتزمون بالأخلاق من عدمه؟”.

“وقال عضو في لجنة مراقبة الدعاية للانتخابات الرئاسية إنه يتضح بشكل دقيق وشفاف بعد المناقشة الأولى فيما إذا كان المرشحون ملتزمون بالأخلاق من عدمه”. (المرجع نفسه).

والجدير بالذكر أن “التزامهم بالأخلاق” لا يعني الالتزام بالمبادئ والآداب العامة ومبادئ الأخلاق المتعارف عليها في علم السلوك الاجتماعي، نظرًا لأننا نرى الأخلاق هذه الأيام متجسدة في بلطجية وسفاحي خامنئي وكيف يهددون المنافس المغلوب على أمره ويبشرونه بالاستجواب والزج به في سجن إيفين.

والجدير بالذكر أن المقصود من الالتزام بالأخلاق هو التمسك بالخطوط الحمراء لنظام الملالي والقبول بالسلطة المطلقة لخامنئي.

ويجب عليهم أن يحرصوا على عدم فعل شيء يُلقي بالشرارة في مستودع بارود انتفاضة الشعب سواء عن قصد أو عن غير قصد ويحدث ما لا يجب أن يحدث. ويجب عليهم أن يعلموا أن خامنئي يراهن على جلاد مذبحة السجناء السياسيين عام 1988 فحسب. وبادئ ذي بدء، يجب عليهم أن يعلموا أن الهدف من وراء التصويت وفضيحة هندسة الانتخابات والمراقبة المبررة بحثًا عن المصلحة ومجلس صيانة الدستور هو “مبدأ نظام ولاية الفقيه (قل هيمنة خامنئي).

“ويجب على الجميع، وتحديدًا مرشحي الانتخابات الرئاسية أن يعلموا أن ما هو أهم من فوز زيد أو عبيد هو مبدأ ولاية الفقيه. لذا، يجب عليكم أن تنصحوا المواطنين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع وألا تعارضوا مبدأ الانتخابات”. (صحيفة “وطن امروز”، 31 مايو 2021).

الخط الأحمر الرئيسي لنظام الملالي

اعترف الملا محمد رضا ناصري، الإمام الوكيل لخامنئي في صلاة الجمعة في يزد، بهذا الخط الأحمر بعد شهر من انتفاضة نوفمبر 2019، حيث قال:

“إن الخط الأحمر لنظام الملالي والثورة الإسلامية الإيرانية هو الأمن وولاية الفقيه؛ اللذان دائمًا ما يسعى الأعداء إلى التآمر عليهما لإضعافهما”. (وكالة “الجمهورية الإسلامية” للأنباء، 13 ديسمبر 2019).

الخط الأحمر للشعب والمقاومة الإيرانية

إذا كان الخط الأحمر بالنسبة لخامنئي هو “الأمن وولاية الفقيه”، فإن الخط الأحمر بالنسبة للمواطنين والمقاومة الإيرانية هو الانتفاضة والإطاحة بهذا النظام الفاشي ونيل الحريات والديمقراطية.

وهذا هو الخط الأحمر الذي دفع خامنئي خوفًا منه إلى تقليص قاعد سلطته وإقصاء حلفائه القدامى من السلطة. وهو الخط الأحمر الذي تبادر المقاومة الإيرانية بملئه في كل رد فعل وفي أنشطة معاقل الانتفاضة داخل إيران.

وهذا الخط الأحمر يضخ الدماء الآن مثل الشريان الأحمر في الشرايين المنتفضة في المجتمع لتقلب الأيام نحو نهاية نارية ومصيرية.

ربما يعجبك أيضا