المقاومة تعاود الظهور.. سقوط إسرائيلي في مستنقع غزة

ما دلالة عودة المقاومة للظهور في العديد من مناطق القطاع؟

محمد النحاس
المقاومة الفلسطينية

أثار القتال حول المستشفيات مخاوف بشأن تأثير ذلك على النظام الطبي المتعثر بالفعل، وساعد الفراغ الأمني على عودة حماس إلى المناطق التي زعمت القوات الإسرائيلية أنها أنهت على عناصر المقاومة بها. 


تقاتل القوات الإسرائيلية في العديد من الأماكن في قطاع غزة  والتي استولت عليها في السابق، وانسحبت منها، ما يظهر مدى صعوبة القتال. 

واشتدت المعارك، اليوم الأحد 24 مارس 2024، بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس حول مستشفى ناصر في خان يونس ومستشفى الشفاء في مدينة غزة، وسبق أن خاضت القوات الإسرائيلية معارك في نفس الأماكن في الأشهر الأخيرة، وزعمت أن تشكيلات حماس في تلك المناطق هُزمت وتم تفكيكها. 

عرقلة المساعي الإسرائيلية

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الجهود الحربية الإسرائيلية في غزة تعرضت لعراقيل بسبب عدم وجود خطة لكيفية تحقيق الاستقرار في القطاع بعد الحرب، ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعوات شركاء إسرائيل الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة لتشكيل سلطة فلسطينية لإدارة غزة. 

وفي غياب سلطة مدنية لاستعادة النظام والأمن والخدمات الأساسية، ومع عدم رغبة الجيش الإسرائيلي في إعادة احتلال القطاع بالكامل بقوات على الأرض، انزلقت مساحات واسعة من غزة إلى الفوضى، وفق تقرير وول ستريت جورنال، المنشور الأحد 24 مارس 2024. 

عودة حماس

وفي الوقت نفسه، أثار القتال حول المستشفيات مخاوف بشأن تأثير ذلك على النظام الطبي المتعثر بالفعل، وساعد الفراغ الأمني على عودة حماس إلى المناطق التي زعمت القوات الإسرائيلية أنها “طهرتها” من عناصر المقاومة. 

ويعوق انعدام الأمن إيصال المساعدات الإنسانية، مما يساهم في تفاقم أزمة الجوع التي تقول منظمات الإغاثة الدولية إنها تدفع سكان غزة إلى حافة المجاعة.

موقف إدارة بايدن

مع عدم وجود نهاية للحرب تلوح في الأفق، يتحول نمط الغارات المتكررة على مستشفيات وأحياء غزة إلى محنة بلا نهاية للمدنيين ومصدر لتوترات دبلوماسية بين إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة، وفق تقرير الصحيفة الأمريكية. 

من جانبها، تضغط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على إسرائيل لإنهاء الحرب في وقت قريب، خوفًا من تفاقم التداعيات السياسية الدولية والمحلية للصراع. كما أدت الحرب الإسرائيلية في غزة إلى انقسام الناخبين الذين يحتاج الرئيس بايدن إلى دعمهم في محاولته إعادة انتخابه في نوفمبر.

حكومة نتنياهو مترددة

نقلت وول ستريت جورنال عن محلل شؤون الشرق الأوسط في مركز “تشاتام هاوس” البحثي ومقره لندن، يوسي ميكيلبيرج، قوله إن هدف إسرائيل المعلن من الحرب، وهو القضاء على حماس ككيان عسكري وسياسي، يضع سقفًا مرتفعًا سيكون من الصعب تحقيقه.

أردف: “أي شيء أقل من ذلك سيُنظر إليه على أنه فشل”، وأكد أن القادة الإسرائيليين أعلنوا انتصارات مبكرة في مدينة غزة وخان يونس، (أكبر مدينتين في القطاع).

وأضاف أنه بعد تدمير جزء كبير من قطاع غزة وعودة مقاتلي حماس للظهور واستخدام تكتيكات حرب العصابات، فإن القيادة الإسرائيلية منقسمة حول “كيفية صياغة خطة متماسكة للتعامل مع الموقف، كما أنها مترددة إزاء البحث عن حل سياسي”.

ربما يعجبك أيضا