صحفية فلسطينية تروي معاناة النازحين في رفح وتوجه رسالة إلى بايدن

مقال بـ«سي إن إن»: هذا ما يحتاج بايدن لمعرفته عن رفح

محمد النحاس
رمضان في غزة.. صوم مفروض وإفطار صعب المنال

منذ البداية، دعم الرئيس جو بايدن الهجوم الإسرائيلي دون قيد أو شرط تقريبًا، وقدم دعمًا عسكريًا وماليًا ودبلوماسيًا واسع النطاق. وكان هذا الدعم فعالا في تمكين إسرائيل من مواصلة إبادة غزة، مما جعل الولايات المتحدة متواطئة فيما تقول الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان إنه يرقى إلى جرائم حرب خطيرة، وفق المقال.


وفق مقال للصحفية من مدينة غزة، أسيل موسى، نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، يصادف شهر رمضان المبارك مرور شهرين ونصف الشهر على تواجدها في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، مع حوالي مليون ونصف المليون نازح فلسطيني آخر.

وقالت: “الآن، بعد أن طردنا الجيش الإسرائيلي من منازلنا في الشمال، أصبحنا مُهددين بغزو وشيك حذرت جماعات الإغاثة من أنه سيكون حمام دم، والخوف من طردنا من غزة بالكامل”.

الموقف في رفح

في مقالها، قالت الصحفية أسيل موسى إن “النازحين الذين اضطر الكثير منهم إلى الفرار للنجاة بحياتهم عدة مرات، موجودون في كل مكان، الخيام التي نصبت لإيوائهم تملأ الأرصفة” مردفةً: “الأمر المثير للقلق أن الأمم المتحدة قالت إن رفح أصبحت الآن أكثر كثافة سكانية من مدينة نيويورك”.

وتابعت: “نحن نعيش في حالة من الخوف والقلق الدائم، في الخيام، ومدارس الأمم المتحدة، وفي العراء في الشوارع، يعاني الناس من الحرمان الشديد، إن ضروريات الحياة الأساسية نادرة نتيجة قيام إسرائيل بعرقلة دخول الغذاء والماء والمساعدات الإنسانية الأخرى إلى غزة خلال الأشهر الخمسة الماضية”، وفق المقال المنشور الجمعة 22 مارس 2024.

وقالت أسيل: “الجوع هو الرفيق الدائم، والسلع المعلبة هي القوت الوحيد، تمتد الطوابير إلى ما لا نهاية، حيث يقطع الناس مسافات طويلة بحثًا عن المياه الصالحة للشرب وانتظار استخدام المرحاض”.

بداية الحرب

تابع المقال: “لقد جئنا إلى رفح لأن إسرائيل قالت إنها منطقة “آمنة”، لكن الجيش الإسرائيلي يواصل قصفنا وقتلنا هنا”. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف حماس، لكنه في الواقع يستهدف جميع الفلسطينيين في غزة، وهو ما أدانته الأمم المتحدة ووصفته بأنه “عقاب جماعي”.

وتعود لتقول إنه في بداية الحرب “تحطم روتيني المعتاد في مدينة غزة فجأة عندما شنت إسرائيل هجومها العسكري المروع في أعقاب هجوم حماس”. وتردف: “كان من المقرر أن أقوم بتمرين صباحي في صالة الألعاب الرياضية يتبعه اجتماع عمل، لم تطأ قدمي صالة الألعاب الرياضية أو مكتبي منذ ذلك الحين، وقد أصيب كلاهما بأضرار جسيمة بسبب القصف الإسرائيلي.

وحسب المقال: “بعد أسبوع، نقل ابن عمي الأخبار المؤلمة بأن إسرائيل تأمر الناس بمغادرة منازلهم والتحرك جنوبًا، إن اللحظات التي سبقت إخلاء منزلنا ستظل محفورة في ذاكرتي إلى الأبد، على عجل، أخذت أنا وعائلتي الحقيبة التي أعددناها مسبقًا، والتي تحتوي فقط على جوازات سفرنا ووثائق أساسية أخرى وبعض النقود”.

الموت في كل مكان

يتابع المقال: “طوال الرحلة، كانت تخطر في بالي الذكريات التي رواها جدي عن خروجه من قرية عاقر في عام 1948، عندما تم طرد حوالي ثلاثة أرباع الفلسطينيين من منازلهم أثناء قيام دولة إسرائيل، ومثلما هو الحال مع عدد لا يحصى من الآخرين في هذا البحر من الإنسانية، فإننا نسير نحو مستقبل غامض”.

وتسرد الصحفية مردفةً: “قضينا ما يقرب من 80 يومًا في المغازي في منزل يضم حوالي 30 شخصًا آخر من أقاربنا النازحين في ظروف مروعة، كانت كل ليلة تمضي بظل قصف جوي ومدفعي إسرائيلي مرعب، مما يلقي بظلال من عدم اليقين على بقائنا”.

“وكما هو الحال في أي مكان آخر في جميع أنحاء غزة، دمرت إسرائيل بلا رحمة البنية التحتية الأساسية في المخيم الصغير، بما في ذلك المخبز الوحيد والمسجد ومدارس الأونروا”، وفق أسيل، التي تتابع بأنه “من المؤسف أن القصف أدى إلى مقتل 9 أفراد من عائلتي، معظمهم من الأطفال، عندما ضرب منزل أبناء عمومتي، وفي نهاية ديسمبر أجبرتنا الغارات الجوية على الفرار مرة أخرى هذه المرة إلى رفح”.

دعم بايدن للحرب

لقد قضت محكمة العدل الدولية والمحكمة الفيدرالية الأمريكية بأن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، “ولكن أولئك الذين يتحملونها منا لا يحتاجون إلى إخبارهم بذلك”، وفق المقال.

وعلى مدى الأشهر الخمسة الماضية، أدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، من بينهم أكثر من 13 ألف طفل و9 آلاف امرأة، وهناك آلاف آخرون في عداد المفقودين تحت الأنقاض ويفترض أنهم ماتوا، وأصيب أكثر من 70 ألف آخرين، وقد أدى ذلك إلى نزوح 90% من السكان من منازلهم، ويلجأ معظمهم الآن إلى رفح وليس لديهم مكان آخر يفرون إليه.

منذ البداية، دعم الرئيس جو بايدن الهجوم الإسرائيلي دون قيد أو شرط تقريبًا، وقدم دعمًا عسكريًا وماليًا ودبلوماسيًا واسع النطاق، وكان هذا الدعم فعالًا في تمكين إسرائيل من مواصلة إبادة غزة، مما جعل الولايات المتحدة متواطئة فيما تقول الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان إنه يرقى إلى جرائم حرب خطيرة، وفق المقال.

خطر محدق

تتساءل الصحفية: “إنه أمر محير حقًا كيف يتمكن بايدن من التوفيق بين أفعاله وتعاطفه الكبير المفترض مع الآخرين، أليس الفلسطينيون بشرًا ويستحقون نفس الحقوق والحماية التي يتمتع بها أي شخص آخر؟

وختامًا تقول أسيل: “بعد أن نجوت من الموت بأعجوبة في مدينة غزة والمغازي، لست متأكدة من أنني سأنجو في رفح، وإذا أردنا تجنب الكارثة الشاملة، فيتعين على بايدن والمجتمع الدولي أن يتحركا على الفور لمنع الغزو الإسرائيلي الشامل لرفح والسماح بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها”.

ربما يعجبك أيضا