المقداد في السلطنة.. هل دخلت مسقط مجدداً في دور الوساطة؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في زيارة هي الأولى لوزير خارجية سوري منذ اندلاع الثورة السورية منذ عشر سنوات، وصل الوزير فيصل المقداد إلى العاصمة العمانية مسقط في زيارة رسمية لسلطنة عمان تستمر عدة أيام. زيارة المقداد إلى سلطنة عمان هي الزيارة الثالثة له إلى الخارج بعد إيران وروسيا ، وزيارة ذات أهمية كبيرة لأنها أول زيارة لوزير الخارجية لبلد عربي ولدور سلطنة عمان المحوري في الإقليم حيث إنها غالباً تشرف على تفاهمات ضخمة.

https://www.youtube.com/watch?v=i9UQrG54WWM

توقيت ومكان الزيارة

زيارة وزير الخارجية السوري إلى سلطنة عمان مثيرة للاهتمام بمكانها وتوقيتها. ومثيرة أيضا لأن النوافذ العمانية تطل على دروب كثيرة وغير تقليدية، بحسب «غسان شربل» رئيس تحرير الشرق الأوسط.

وتُعد السلطنة أول دولة عربية وخليجية تُعيد سفيرها إلى دمشق، كما حافظت على سياسة الحياد منذ اندلاع الصراع في سوريا، وهو ما يؤهلها للعب دور الوسيط والإشراف على تفاهمات ضخمة، ربما ترتيب المصالحة الخليجية السورية. فهل ستشهد مسقط لقاءات للوفد السوري مع نظراء لهم من دول خليجية أخرى؟

فبحسب مراقبون فإن زيارة فيصل المقداد ونائبه بشار الجعفري إلى مسقط قد لا تكون محصورة بلقاء مسؤولين عمانيين، بالنظر إلى جولة لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف شملت السعودية والإمارات وقطر، وصفت بالإيجابية وأوحت بتعديل المزاج الخليجي تجاه سوريا.

الدفع نحو التسوية

عشر سنوات على الحرب في سوريا والمأساة مستمرة، وإن كانت كل الأطراف الدولية تتفق على أن الحل الوحيد هو الحل السياسي ، إلا أن الاختلاف حول شكله ومساراته لا يزال سيد الموقف .

في سوريا، سنوات الحرب الثقيلة وضعت البلاد أمام خيارات صعبة، وبات الجميع اليوم مطالبا بالدفع نحو الاستقرار. فرغم كل الدمار، ورغم كل الخسائر، والوفيات والمشردون في الداخل والخارج، يرى المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مهنّد هادي، أن الأمل موجود في أن ترجع سوريا كما كانت قبل الحرب لكن المطلوب هو حل سياسي، ينهي الحرب الدامية التي دامت 10 سنوات.

دعم الاقتصاد السوري

آخرون، يرون بأن الزيارة تأتي ربما في محاولة لإنقاذ الاقتصاد السوري المتدهور، لا سيما بعد العقوبات الأخيرة التي طالت المقداد ومستشارة الأسد، لونا الشبل، إلى جانب عدد من السياسيين والعسكريين السوريين.

«العملة مرآة الاقتصاد»، مقولة يتناقلها الاقتصاديون كما يتناقلون مبدأ العرض والطلب، فالعملات تعكس حالة الاقتصادات المحلية التي تمثلها بكل تأكيد ومع الذكرى العاشرة لـلثورة السورية تنخفض الليرة السورية إلى مستويات غير مسبوقة تقترب من سعر 5000 ليرة سورية ترتب عليها زيادة غير مسبوقة في أسعار الغذاء الأساسي.

الأصح هي أن العملة السورية هي التي تفقد قيمتها وقدرتها الشرائية جاءت نتيجة طباعة النظام كميات هائلة من العملة الورقية دون رصيد مما أفقدها قيمتها، أما معزوفة ارتفاع الأسعار فهي أسطوانة النظام لتحميل التجار مسؤولية التدهور الاقتصادي وصرف الأنظار عن مسؤوليته عن تدهور الاقتصاد.

وعُيِّن المقداد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 وزيرًا للخارجية في نظام الأسد، عقب وفاة سلفه وليد المعلم. وبدأ المقداد مسيرته المهنية في وزارة الخارجية السورية عام 1994، وشغل منصب نائب وزير الخارجية منذ العام 2006.

ربما يعجبك أيضا