إليزابيث قبل الملكية.. طفلة شجاعة وعاشقة تحدت العالم من أجل حبيبها

كل ما يريده العالم هو العناق.. رفعت ملكة بريطانيا العظمى، إليزابيث الثانية، التي توفيت منذ ساعات قليلة، هذا الشعار خلال الخطاب الملكي في العام 2020.

وتمثل هذه الكلمات جوهر شخصية إليزابيث التي كانت سندًا داعمًا لشعبها وبلادها في أوقات الأزمات والإنجازات خلال 70 عامًا، وهي أطول مدة اعتلى فيها ملك لعرش بريطانيا على مدار التاريخ.. فكيف كانت حياة الملكة إليزابيث الثانية؟

ما قبل الملكية

عاشت الطفلة إليزابيث حياة مستقرة خالية من الهموم، لا يشغلها سوى التعلم واللعب مع شقيقتها مارجريت، فكان ملك بريطانيا هو عمها  الملك إدوارد الثامن، وولي العهد هو والدها الأمير ألبرت، وبالتالي فهي بعيدة كل البعد عن تسلسل العرش، ولا داع لوجود أي ضغوط.

لم تكن تعلم هذه الطفلة الصغيرة أن تاريخ حياتها وحياة بريطانيا سيكتب من جديد في مطلع ديسمبر لعام 1936، عندما أعلن الملك إدوارد الثامن تنازله عن العرش من أجل الحب، فسرعان ما تحول والد إليزابيث الأمير ألبرت إلى الملك جورج السادس، وأصبحت الطفلة الصغيرة ولي عهد بريطانيا، بحسب ما نشرت شبكة “بي بي سي.”

عائلة إليزابيث

طفلة شجاعة

كانت إليزابيث شخصية شجاعة محبة لبلادها، ولقبت برمز الكرامة البريطانية، فقالت وهي طفلة ذات 8 سنوات فقط، “إذا غادرت القصر كيف أطالب الناس بالصمود؟” وذلك خلال قصف القوات النازية لبريطانيا عام 1944، بحسب ما ذكر في مجلة “فورين بوليسي”.

وتوقعت الطفلة وقتها أنها ستصبح ملكة بريطانيا، فكما روت شقيقتها الأميرة مارجريت للمؤرخ بن بيملوت، فإنها سألت شقيقتها إليزابيث وهي تبلغ من العمر 10 سنوات قائلة: “هل ستصبحين ملكة بريطانيا؟”، فردت إليزابيث: “نعم”.

حياة ناعمة

شغل الحب قلب الطفلة الصغيرة منذ نعومة أظافرها، فقابلت الشاب فيليب ذو 12 عامًا عندما كانت تبلغ من العمر 7 سنوات فقط في حفل زفاف خالتها، التي كانت فيه وصيفة للعروس، وسلط عليها الأنظار.

عندما تقابل الشابان بعد 5 سنوات أخرى، تحديدًا في العام 1939 كانت وصيفة العروس أصبحت ولي عهد العرش البريطاني، في حين كان الشاب فيليب طالبًا عسكريًّا، وأحبت إليزابيث رؤيته حولها، فكانت تقول لمربيتها: “كيف يمكنه أن يقفز عاليًا إلى هذا الحد؟” عندما كانت تشاهده وهو يلعب التنس.

الملكة إليزابيث في عمر الشباب

افتتان ومغازلة

افتتنت إليزابيث بفيليب الذي غادر إلى قضاء خدمته العسكرية، ولكنه لم ينسها، فظل يكتب لها خطابات عديدة حتى عاد إليها في أعياد الميلاد لعام 1943، ليجدها أصبحت شابة جميلة وذكية ومرحة، فافتتن بها أيضًا، بحسب ما نشر في موقع “سي إن إن.”

وقرر فيليب مواعدة إليزابيث، فاصطحبها إلى الحفلات الموسيقية والمطاعم الفاخرة، ولكن كان القصر مترددًا بشأن هذه العلاقة، ففيليب لم يكن رجلًا نبيلًا من وجهة نظرهم، لأنه لا ينحدر من سلالة ملكية مثل إليزابيث، إضافة لتقلب مزاجه الدائم، وعدم رؤية إليزابيث لرجال آخرين بحكم صغر سنها، ولكنها أصرت على الزواج من الرجل الوحيد الذي أحبته، رغم الاعتراضات الملكية.

إليزابيث وفيليب

حب أبدي

استسلمت العائلة الملكية أمام إصرار إليزابيث، فتزوجت حبيبها فيليب في حفل ملكي تابعه العالم بأكمله، لأنه كان أول حفل ملكي متلفز وذلك في 20 من شهر نوفمبر لعام 1947.

راهنت إليزابيث على الشاب فيليب، وبالفعل كسبت رهانها، وبقي بجانبها عندما أصبحت بعد سنوات قليلة من زواجها الملكة على عرش بريطانيا، تحديدًا في العام 1952، ليشهد معها أزمات، ويفرح معها في مناسبات عدة، في زواج استمر ناجحًا لأكثر من 70 عامًا، ولم يفترق الحبيبان إلا عندما توفي الأمير فيليب في 9 إبريل 2021، وبعد مرور عام و4 أشهر فقط بالتمام تركت إليزابيث الدنيا لتكمل حياتها مع حبيبها الأبدي.

الملكة إليزابيث والأمير فيليب