المليارات لمصر.. 4 مكاسب اقتصادية حققتها القاهرة من زيارة بوتين

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – نجحت مصر في تحقيق عدة مكاسب اقتصادية خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة، اليوم، ويأتي في مقدمتها توقيع عقود إشارة البدء في تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووي، والذي يعد الأول من نوعه في شمال أفريقيا.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل نظيره الروسي لدى وصوله مطار القاهرة الدولي بعد ظهر اليوم، وعقب وصولهما إلى قصر الاتحادية عقدا جلسة مباحثات مطولة حضرها مسؤولي البلدين، كما شهدا الرئيسان توقيع عقود محطة الضبعة.

“مفاعل الضبعة”

وتعتبر أبرز المكاسب التي حققتها مصر خلال زيارة الرئيس الروسي، اليوم الإثنين، التوقيع على إشارة البدء في تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة وتزويد مصر بالوقود النووي، والتي وقعها وزير الكهرباء المصري محمد شاكر، و المدير العام لشركة (روس آتوم) الروسية اليسكي ليكا تشوف.

يذكر أن محطة الضبعة أول محطة نووية في شمال أفريقيا، ويستخدم فيها 4 مفاعلات نووية من الجيل الثالث طبقاً لأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا بقدرة 4800 ميجا وات بتكلفة من 20 إلى 25 مليار دولار، ويحتوى هذا الجيل على تصميم آمن ومقاوم لخطأ المشغل (العامل البشرى)، ويزيد عمر المحطة على 60 عامًا، ولها قدرة على مقاومة الحوادث الضخمة فيمكنها أن تتصدى لاصطدام طائرة وزنها 400 طن وسرعتها 150 مترا في الثانية، ويستغرق بناءه 8 سنوات.

وذكر وزير الكهرباء المصري في تصريحات عقب توقيع العقود، اليوم، أن المشروع يوفر حوالي عشرة آلاف فرصة عمل جديدة لشباب المحافظة خلال فترة التشييد، فضلاً عن توفير 4 آلاف فرصة عمل أخرى بعد التشغيل، مشيرا إلى أن المشروع سيترتب عليه رواج اقتصادي وسياحي سيكون له عظيم الأثر بعد تشغيل المشروع على منطقة الضبعة ومحافظة مطروح بأكملها.

“المنطقة الصناعية الروسية”

وبحث الرئيسان إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في مصر، موضحان أن المنطقة ستكون أكبر مركز في المنطقة للصناعة وإنتاج المنتجات الروسية إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، بإجمالي استثمارات تصل إلى 7 مليارات جنيه.

وأوضح الرئيس الروسي خلال المؤتمر الصحفي، اليوم، أن الشركات الروسية الكبرى أبدت اهتمامًا كبيرًا للاندماج والمشاركة في هذا المشروع، متوقعًا أن يصل إجمالي الاستثمارات في هذا المشروع إلى 7 مليارات دولارات.

وقال الرئيس المصري: “لقد وضع البلدان على مدار العقود الماضية أساس العلاقات المتميزة بينهما، وفي هذا السياق دارت اليوم مباحثاتي مع فخامة الرئيس بوتين والتي تطرقنا فيها إلى كيفية دفع العلاقات الثنائية وتطويرها، سواء تلك التي تتصل بالتصنيع المشترك، أو الأمن الغذائي، أو تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، أو جذب الاستثمارات الروسية إلى مصر من خلال إقامة منطقة صناعية روسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس”.

ويعد المشروع من أهم مشروعات التعاون بين القاهرة وموسكو، والذي جاء بناءً على اقتراح من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لسوتشي في أغسطس 2014، وكان وزير الصناعة المصري طارق قابيل ونظيره الروسي دينيس مانتوروف، وقعا في فبراير 2016، مذكرة إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في مصر.

وتقام المنطقة على مساحة 5 كم مربع في شرق بورسعيد للصناعات اللوجستية، ومن المقرر أن يتم العمل فيها على 3 مراحل بحيث يبدأ العمل بالمرحلة الأولى مطلع 2018، وتشمل القطاعات التصنيعية التي ستكون داخل المنطقة الصناعية الروسية “صناعة السيارات والأدوية والمعدات، والبترول والغاز والكلابات وصناعة السكك الحديدية والصناعات التعدينية والطاقة النووية”.

“التبادل التجاري والزراعي”

وبحث بوتين والسيسي سبل زيادة التبادل التجاري بين البلدين، وقال الرئيس الروسي إن التعاون الثنائي يكتسب ديناميكية جديدة؛ ويعود الفضل في ذلك بدرجة كبيرة إلى تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، مشيرا إلى أنه خلال الأشهر التسعة الماضية لهذا العام تم تعزيز وزيادة حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 4 مليارات دولار.

وتابع: “شددنا على أهمية مواصلة المفاوضات حول إنشاء منطقة التجارة الحرة بين مصر واللجنة الاقتصادية الأورأسيوية وأولينا اهتماما خاصا لخطواتنا المشتركة في مجال الطاقة وخاصة التعاون في مجال المحروقات”، متابعا: “بحثنا أيضا التعاون في مجال الزراعة خاصة وأن مصر من أهم عملاء روسيا في شراء القمح، وروسيا صدرت 5.5 مليون طن من القمح لمصر خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري”.

“عودة الطيران”

واحتل ملف عودة الطيران الروسي إلى مصر حيزا كبيرا في مباحثات الرئيسين، وتصريحاتهما خلال اللقاء، حيث شدد الرئيس الروسي على أن بلاده مستعدة لعودة الطيران الروسي إلى مصر، وأنه لابد من توقيع البروتوكول الحكومي بهذا الشأن.

وأوضح بوتين أن أنه قد تم مناقشة تسلسل الخطوات المشتركة من أجل استئناف الطيران المباشر بين البلدين، وأن كالة الأمن الفيدرالي قدمت تقريرا بأن الجانب الروسي مستعد لفتح الطيران بين موسكو والقاهرة، لافتا إلى أن الجانب المصري بذل جهودا جبارة من أجل رفع مستوى الأمن في المطارات المصرية.

وكشف وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف للصحفيين، اليوم الإثنين، إن روسيا مستعدة لتوقيع بروتوكول مع مصر هذا الأسبوع لاستئناف رحلات الطيران المباشرة بين موسكو والقاهرة، مشيرا إلى أنه قد يتم استئناف رحلات الطيران بين موسكو والقاهرة في أوائل فبراير، على مسارات شركة مصر للطيران وشركة الطيران الروسية أيروفلوت.

ربما يعجبك أيضا