المنتدى الاقتصادي العالمي.. المخاطر الجيوسياسية تطغى على التفاؤل الاقتصادي في دافوس

حرب أوكرانيا وصراع الشرق الأوسط وعودة ترامب يهيمنون على قمة دافوس

آية سيد
المنتدى الاقتصادي العالمي.. المخاطر الجيوسياسية تطغى على التفاؤل الاقتصادي في دافوس

رغم تحسن الأداء الاقتصادي، كان تركيز الوفود في المنتدى الاقتصادي العالمي على التأثير المحتمل للعديد من المخاطر الجيوسياسية في السياسة الاقتصادية.


كانت الخلفية الاقتصادية لاجتماعات دافوس هذا الأسبوع واعدة أكثر مما توقع الكثيرون منذ عام مضى.

إلا أن القلق المرتفع بشأن العديد من المخاطر الجيوسياسية التي تلوح في الأفق في 2024 يطغى على التفاؤل الاقتصادي ويلقي بظلال من عدم اليقين على عملية صنع السياسيات في قمة المنتدى الاقتصادي العالمي.

قلق متزايد

حسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، اليوم الأربعاء 17 يناير 2024، يسود القلق بسبب الحروب في أوروبا والشرق الأوسط، والتوترات في البحر الأحمر، وإجراء الانتخابات في 8 من أكثر 10 دول ازدحامًا بالسكان في العالم، أهمها انتخابات الرئاسة الأمريكية، وسط مخاوف من عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض.

وفي هذا السياق، قال الأستاذ بجامعة كورنيل والمسؤول السابق بصندوق النقد الدولي، إيسوار براساد: “يجب أن تكون الحالة المزاجية الاقتصادية مرتفعة الآن، لأن الولايات المتحدة تقدم أداءً أفضل من المتوقع والصين تبدو في طريقها للاستقرار”. لكن بدلًا من ذلك، “يبدو أن إحساسًا متشائمًا يهيمن على الجبهة الجيوسياسية”.

6 موضوعات على طاولة الدورة الـ54 للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس

6 قضايا على طاولة المنتدى الاقتصادي العالمي

أداء اقتصادي جيد

أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن القلق مفاجئ نوعًا ما نظرًا لأن الاقتصاد العالمي نجا من صدمة التضخم بطريقة أفضل بكثير مما توقع الكثيرون في قمة دافوس العام الماضي.

وفي هذا الشأن، لفتت النائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي، جيتا جوبيناث، خلال جلسة أمس الثلاثاء، إلى وجود “قدر كبير من المرونة في الاقتصاد رغم ارتفاعات أسعار الفائدة التي شهدناها”، مشيرةً إلى أن آثار 75% من رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة كانت محسوسة بالفعل.

وبينما أصر محافظ البنك المركزي الفرنسي، فرانسوا فيليروي دي جالو، أن مهمة هزيمة التضخم لم تنتهي بعد، قال إن “تشديد أسعار الفائدة كان ناجحًا حتى الآن، وأنجح مما توقعنا في دافوس العام الماضي. وما نراه على جانبي الأطلسي هو شيء أشبه بالهبوط السلس”.

المخاطر الجيوسياسية

رغم تحسن الأداء الاقتصادي، كان تركيز الوفود في المنتدى الاقتصادي العالمي على التأثير المحتمل للعديد من المخاطر الجيوسياسية في السياسة الاقتصادية.

وحسب فاينانشال تايمز، تحدثت رئيسة المفوضية الأوروبية بلهجة تشاؤمية، وقالت إن العالم دخل عصرًا من “الصراع والمواجهة، والانقسام والخوف”. وأضافت: “لا شك في أننا نواجه أكبر خطر على النظام العالمي في عصر ما بعد الحرب”.

إنفوجراف| أبرز 10 مخاطر في 2024

إنفوجراف| أبرز 10 مخاطر في 2024

مخاوف من الصراعات

ظلت الحرب في أوكرانيا الشاغل الأول للكثيرين، إذ حذر الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الوفود أن طموحات نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، تتجاوز أوكرانيا. وصاحب هذا مناقشة لاحتمالية أن يشهد الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة تصعيدًا خطيرًا، ما قد يتسبب في صدمات جديدة للأسعار واضطرابات.

وقال مسؤول اللوجيستيات بشركة “دي بي ورلد”، بيت سايمون: “إن مسألة الاضطرابات الجيوسياسية تزداد تعقيدًا”، محذرًا من أن ارتفاع تكاليف الشحن مصحوبًا بالارتفاع المحتمل في أسعار النفط قد يؤجج التضخم، وفق ما نقلت الصحيفة.

وإلى جانب توترات البحر الأحمر، أضاف سايمون أن مناطق أخرى قد تشهد اضطرابات تجارية بسبب التوترات بين الدول، مثل بحر الصين الجنوبي. وكذلك كان تأثير تغير المناخ واضحًا في قناة بنما، حيث تعطلت حركة الملاحة بسبب الجفاف الشديد.

تغييرات في النظام العالمي

لفتت الصحيفة البريطانية إلى استمرار الابتعاد عن العولمة التي ميّزت فترة ما بعد الحرب، إذ أصبحت الدول تمنح الأولوية للأمن القومي والمرونة على الكفاءة الاقتصادية، وانهارت طرق التعاون التقليدية. وأظهر استطلاع أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي قبل الاجتماعات لـ30 خبيرًا اقتصاديًا أن 70% يخشون أن وتيرة الانقسام الجيوسياسي ستتسارع هذا العام.

ونظرًا لتعهد ترامب بالتشديد على سياسات “أمريكا أولًا”، التي قد تشمل زيادة الرسوم الجمركية إلى 10% والانفصال الاقتصادي عن الصين، أدى فوز الرئيس السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في أيوا إلى تفاقم المخاوف بشأن حدوث مواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم.

وفي هذا السياق، قال براساد، من جامعة كورنيل، إن العالم يتطلع للانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل بـ”تخوف شديد”، لأن النتيجة قد تفاقم الخلافات الجيوسياسية، ما قد يثبط الثقة وبالتالي الاستثمار. وأضاف: “يوجد إحساس أن النظام متعدد الأطراف ينهار، وهذا قد يجلب المزيد من الصراع والتقلبات”.

ربما يعجبك أيضا