المنتدى الاقتصادي العالمي: 4 اتجاهات رئيسية لتأثير كوفيد-19 على النساء في الأعمال

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – آية سيد

لقد كُتب الكثير عن التأثير الصحي والاقتصادي المتفاوت على النساء والرجال بسبب كوفيد-19، لكن القليلين درسوا كيف تؤثر تلك التفاوتات على الأعمال، أو كيف يمكن لرواد القطاع الخاص إعادة بناء أعمالهم بتركيز على المساواة بين الجنسين.

حتى قبل أن تضرب الجائحة، كانت الدول النامية تخسر حوالي 48 تريليون دولار من الثروة بسبب الاختلافات بين النساء والرجال في الأرباح التي يتحصلون عليها مدى الحياة. قد يتوسع انعدام المساواة المتفشي بسبب تأثير الأزمة الحالية.

تكافح النساء الآن أكثر من ذي قبل من أجل الاحتفاظ بالمساواة في الاقتصاد. إن تجربتهن مع كوفيد-19 تتشكل من خلال تصاعد العنف المنزلي وفي مكان العمل، وارتفاع مسئوليات الرعاية، وعدم استقرار الوظائف والنقص المتفاوت في الوصول إلى رأس المال العامل والأدوات الرقمية مثل الهواتف المحمولة.

عندما يتعلق الأمر بالقطاع الخاص، تشير الأدلة – وإن كانت أقل شمولًا – إلى اختلال مشابه في التوازن.

في دراسة أجراها مركز التجارة الدولي، 64% من الشركات التي تقودها نساء أعلنت أن عملياتها التجارية تأثرت بشدة، مقارنةً بـ52% من الشركات التي يقودها رجال. وأوردت أكثر من 90% من رائدات الأعمال انخفاضًا في المبيعات خلال الجائحة وامتلاكهن لأقل من ثلاثة أشهر من التدفق النقدي للبقاء، بحسب استطلاع آخر من مؤسسة WEConnect الدولية.

من أجل فهم تأثير كوفيد-19 على العمليات التجارية للشركات من منظور نوع الجنس بطريقة أفضل، أجرت مؤسسة التمويل الدولية وشركائها مؤخرًا استطلاعات على الشركات في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. كشف الاستطلاع – الذي جرى على أكثر من 600 شركة صغيرة ومتوسطة – اتجاهات أربعة رئيسية بين شركات القطاع الخاص وهي:

1.    يشعر ثُلث رائدات الأعمال أن مطالب الرعاية المتزايدة قللت من قدرتهن على تركيز انتباههن على شركاتهن، ما أضر بقدرتهن على إدرار الدخل. وفي استطلاع حديث للعملاء في مصر، قالت الشركات إن الموظفات، خاصة أثناء العمل المطلوب من المنزل، كُنّ أكثر ميلًا للاستقالة بسبب احتياجات رعاية الأطفال المتزايدة.

2.    وجد استطلاع على 600 شركة أيضًا أن شركات كثيرة تكافح من أجل إجراء التحول إلى التكيف سريعًا على العمليات الرقمية. لقد كشفت الجائحة أن التواصل الرقمي عنصر حيوي لاستمرارية العمل، لكن الكثير من الشركات – بما فيها موظفوها ومورّدوها وعملاؤها – لم تكن مستعدة للتحول الرقمي.

بالنسبة إلى النساء، هذا التحول أكثر صعوبة، في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، 300 مليون امرأة أقل من الرجال يستخدمن إنترنت الهاتف المحمول، ما يمثل فجوة بين الجنسين بنسبة 23%. هذه الحواجز تحد من قدرة النساء على العمل عن بُعد أو الوصول إلى الأسواق الرقمية.

3.    بالإضافة إلى هذا، لا تعرف الشركات كيف تعالج الصحة النفسية ورفاه الموظفين خلال الجائحة. أعربت أكثر من ثلث الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة لنساء عن قلق متزايد بسبب غموض كوفيد-19 ومخاوف تتعلق بكيفية دعم صحة ورفاه الموظفين.

4.    وإضافة إلى هذا، أشار عملاؤنا إلى أن القيود على الحركة أدت إلى زيادة حوادث العنف الأسري، وهو ما أضر بإنتاجية الشركات حيث تصارع من أجل التعامل مع التأثير النفسي والاقتصادي لهذه الحوادث على موظفيها.

هذه العوامل معًا قد تؤثر على فرص النساء للتعامل مع الأزمة وتوسع الفوارق في التعليم، والصحة ورأس المال عندما تتلاشى الجائحة، كما أن هذه الفوارق سوف تبطئ أيضًا التعافي الاقتصادي. إن الفجوات الاقتصادية المتسعة بين الرجال والنساء سوف تعرّض العودة السريعة من الكساد للخطر عبر الفجوات الضخمة في الإنتاجية.

يعتقد الخبراء أن جائحة كوفيد-19 قد تؤخر جهود المساواة بين الجنسين لعقود ما لم يتخذ المجتمع الدولي خطوات لوقف التراجع. إن التعافي الهادف من الأزمة يجب أن يأخذ في الاعتبار احتياجات نصف سكان العالم، وفيما يلي ما يمكن للقطاع الخاص فعله:

1.    دعم العمل من المنزل، وخيارات الرعاية ومواعيد العمل المرنة، وتوظيف النساء، والاحتفاظ بهن وترقيتهن أثناء وبعد الأزمة لمنع خسارة المواهب.

2.    تمكين رائدات الأعمال – ويشمل ذلك سلسلة الإمداد – من الوصول إلى رأس المال العامل ومنتجات التأمين للمساعدة في إرساء استقرار شركاتهن.

3.    الاستثمار في البنية التحتية الرقمية لتعزيز فرص العمل من المنزل والوصول إلى إنترنت الهاتف المحمول، حيث تتأخر النساء كثيرًا خلف الرجال. كان عملاء مؤسسة التمويل الدولية يوظفون حلولًا بسيطة ورقمية لتكييف نماذج أعمالهم لكي تصبح أكثر شمولًا أثناء الجائحة.

4.    ضمان سلامة الموظفين والموردين عن طريق معالجة العنف والتحرش على مستوى الشركات.

سوف يحتاج قادة الأعمال للخروج من هذه الأزمة وهم يُظهرون كيف اجتازوا الجائحة بمسئولية. ومن أجل تسريع التقدم في إعادة بناء الشركات المستدامة، سوف نحتاج لضمان أن كلًا من النساء والرجال يستطيعون العودة إلى الأنشطة الاقتصادية عن طريق المشاركة على نحو متكافئ كموظفين وكمستثمرين وكمقترضين.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا