بعد فوزها بجائزة الشيخ زايد للآداب.. ميسون صقر لـ”رؤية”: كتابي مغامرة كبيرة

رنا الجميعي
فوز الكاتبة الإماراتية ميسون صقر بجائزة الشيخ زايد للآداب

استغرقت ميسون صقر 10 سنوات في رحلة البحث الخاصة بكتاب "مقهى ريش، عين على مصر"، وبسببه فازت الكاتبة الإماراتية بجائزة الشيخ زايد للآداب لعام 2022، وأشادت اللجنة بالكتاب الذي ينتمي لعالم الكتابة المنفتحة على الفنون المختلفة كما قالت في حيثيات الفوز.


فازت الشاعرة والروائية الإماراتية ميسون صقر بجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع الآداب، عن كتاب “مقهى ريش.. عين على مصر”، الصادر عن دار نهضة مصر للنشر عام 2021.

بدأ مشوار ميسون الأدبي بإصدار مجموعات شعرية منها “هكذا أسمي الأشياء” عام 1983، و”البيت” عام 1992، وروايتي “ريحانة” و”في فمي لؤلؤة”، حاورت “شبكة رؤية الإخبارية” الشاعرة الإماراتية، والتي كشفت الكثير من كواليس مشروعها الأدبي الخاص بمقهى ريش، ورحلتها في البحث لعشر سنوات.

جائزة الشيخ زايد.. قيمة كبيرة لمشوار ميسون صقر الأدبي

 شعرت صقر بسعادة بالغة بعد علمها بخبر فوزها بالجائزة، بسبب كونها قادمة من وطنها، وتتحدث عن ذلك قائلة: “أي تقدير من جهة ما هي قيمة لي، ما بالك أنها قادمة من بلدي وعن كتاب يتحدث عن تاريخ مصر، تلك قيمة مضافة وتقييم لي ولتجربتي”، واصفةً فوزها بأنه “احتفاء بمصر ومحبة كبيرة موجهة للتاريخ والثقافة المصرية”.

بفوزها بالجائزة تأكدت صقر أنها على الطريق الصحيح في مشوارها الأدبي والثقافي، مضيفةً: “الكتاب مغامرة كبيرة لأنه لا ينتمي لفن الرواية أو الشعر، بل كتاب سردي ينتمي لشكل أدبي منفتح كما قالت حيثيات الفوز”.

كتاب ميسون صقر

يطرح الكتاب تعريفًا بالقاهرة الخديوية، وسرد تفاصيل التاريخ المعماري والثقافي والسياسي والاجتماعي الخاص بمنطقة وسط البلد، بالتركيز على تاريخ مقهى ريش، والذي يعد واحد من أهم مقاهي القاهرة. وتعتبر ميسون أن انتماء العمل لعالم لما يعرف بـ”سرد الأمكنة”، وجمعه بين الكتابة التاريخية والسردية، أضاف له بعدًا إضافيًا، فمن ناحية يعتبر سيرة تاريخية مدعومة بالوثائق والمخطوطات، ومن ناحية أخرى يعتبر كتاب إبداعي.

كتاب مقهى ريش عين على مصر

كتاب “مقهى ريش”.. النداهة التي نادت صقر منذ 10 سنوات

عن بداية المشروع تقول صقر: “لم أكن أعلم أني سأعد كتابًا عن مقهى ريش، لكنها النداهة، فأثناء ثورة 2011 انتبهت لقيمة ريش بعين كاتبة إماراتية تعيش في القاهرة منذ الستينات مكملةً: “لطالما عودني العيش في القاهرة على الاندهاش، وخلال الثورة اعتدت الجلوس في مقهى ريش، وجعلتني الصدفة أطلع على وثائق والمخطوطات الخاصة بالمقهى، وانتبهت حينها لحيوية المكان وأهميته في تاريخ مصر”.

اهتمت صقر بتاريخ المقهى الذي اجتمع فيه مثقفين مصر على مر تاريخها، أمثال نجيب محفوظ وأمل دنقل وغيرهما، ووجدت أن تاريخ ريش الثقافي يشبه تاريخ مقاهي أوروبا في القرن العشرين التي اجتمع فيها مثقفيها أيضًا، ومنذ 2011 بدأت صقر رحلة بحث استمرت حتى نشر الكتاب، وعبر رحلة البحث تتبعت كل معلومة تضمها وثائق المقهى، فتقول: “أدركت حينها أن التاريخ الخاص بريش هو تاريخ مصر”.

مقهى ريش قديمًا

قائمة طعام مقهى ريش “جزء من التاريخ”

بين التاريخ الشخصي للمقهى والتاريخ المصري صنعت صقر سياقًا عامًا، وتوضح الكاتبة الإماراتية: “لذا أسميت الكتاب عين على مصر”. وعبر أرشيف الصحف والمقالات والكتب بحثت حتى تصل إلى تحليل يجمع بين التاريخ الخاص بالمقهى والتاريخ المصري، حتى أنها لم تترك أي تفاصيل تسقط منها، وكتبت عن قائمة الطعام الخاصة بالمقهى، والأكلات التي تغيرت على مدار سنوات، وكشفت تلك التغيرات عن الظرف الاجتماعي للبلد.

الروائية والشاعرة الإماراتية ميسون صقر

في مقهى ريش.. غنت أم كلثوم وصالح عبد الحي

جمع الكتاب بين الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية، لم تغفل صقر ذكر الثورات التي مرت بمصر فتوضح أنه منذ ثورة 1919 وحتى ثورة يونيو 2013 هناك حضور لهذا المقهى في المقام الفني والثقافي والوطني، وتحكي مؤلفة الكتاب عن دور المقهى الذي فتح بابه لجميع الفئات المصرية خلال ثورة يونيو، وغنى فيه صالح عبد الحي وأم كلثوم ومثلت روزاليوسف، قائلة: “هذا تاريخ من الاندماج والتغلغل في الثقافة والفن المصري”.

لم تغفل الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب الجانب الاجتماعي الخاص بالمقهى، وذكرت علاقات الحب بين المثقفين داخل المقهى، فالشاعر المصري أمل دنقل أحب الصحفية عبلة الرويني هناك، وشهد المقهى علاقة الحب بين شاعر العامية أحمد فؤاد نجم والصحفية صافيناز كاظم.

ريش كافيه

بعد رحلة البحث.. رحلة أخرى للوصول لأسلوب كتابة مميز

ورغم انتهاء رحلة البحث الطويلة لكن التحديات لم تنته، واجهت صقر تحديًا جديدًا هو أسلوب الكتابة فتوضح ذلك قائلةً: “راجعت الكتاب 20 مرة، وجمع الكتاب بين أسلوبين، فالمقدمة ثقافية بحتة أقدم نفسي من خلالها، أما بقية فصول الكتاب معنية أكثر بالمعلومة وموجهة للقارئ العادي”.

لن تنتهي مغامرات صقر في عالم الكتابة الأدبية، صحيح أن بوصلتها في الأساس موجهة للشعر، غير أنها تخاطر من وقت لآخر في الفنون الأدبية الأخرى بعين المتعلمة دومًا “أدركت كما المقولة الشهيرة لا يدخل المرء البحر مرتين، وأدخل كل تجربة لأتعلم وأدرك مهارات حياتية جديدة، وأصبح شخصية ثرية أكثر”.

ربما يعجبك أيضا