المواجهة بين طهران وواشنطن.. تصعيد نحو الذروة!

يوسف بنده

رؤية

انتقد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الأربعاء الماضي 20 فبراير، الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها في المنطقة، ووصف الضغوط التي يمارسها الأمريكيون على البنوك والشركات التي تتعاون مع إيران بأنها “إرهابية مائة في المائة”.

وأشار روحاني، كذلك، إلى سيطرة الولايات المتحدة على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيمنتها على البنوك والشركات التجارية لإنهاء تعاونها مع إيران.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد قال، في وقت سابق، إنه سيزيد من الضغوط على طهران لإجبارها على تغيير سلوكها.

وأضاف روحاني، أن “الولايات المتحدة فشلت في إقناع أعضاء مجلس الأمن الأربعة عشر الآخرين في الانضمام لها في موقفها ضد إيران”، كما أشار إلى مؤتمر وارسو، واصفًا السلوك الأمريكي فيه بأنه “متعجرف”، مضيفًا أن هذا المؤتمر أراد زرع قضية “الإيرانوفوبيا”، بهدف نسيان قضية فلسطين، وقال: إن واشنطن فشلت في كلا المجالين.

وحول البرنامج الصاروخي، قال روحاني: إن بلاده لن تستسلم للضغوط الخارجية، وإنها لن تتفاوض حول برنامجها الصاروخي.

عقوبات موجهة

وفي إطار استمرار الضغط الأمريكي، أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم السبت، على استمرار الحظر على منتهكي حقوق الإنسان في إيران، قائلاً: “نحاول فرض عقوبات على هؤلاء الأشخاص بطريقة لا تضر بالمواطنين العاديين”.

وفي مقطع فيديو -نُشر اليوم السبت، على الحساب الفارسي لوزارة الخارجية الأمريكية في “تويتر”- قال مايك بومبيو -ردًا على مواطن إيراني طالب بمقاطعة جميع “مؤسسات النظام”- “القادة الإيرانيون مسؤولون عن حماية حقوق المواطنين الإيرانيين”. وقيامهم بمثل هذه الأعمال يسبب استياء الحكومة والشعب الأمريكيين.

وفي إشارة إلى أكثر من 140 من الأفراد والكيانات الإيرانية التي تم حظرها، فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، قال بومبيو: إن الحكومة الأمريكية تبحث عن قنوات وطرق لمواصلة التصدي “للنشطاء السيئين والقادة”، الذين يتسببون في “الفساد وتدهور الأوضاع المعيشية” للشعب الإيراني.

وفي الأشهر الأخيرة، فرضت حكومة الولايات المتحدة عقوبات هائلة ضد المؤسسات التابعة لآية الله خامنئي، بتهمة انتهاك حقوق الإنسان ورعاية الإرهاب.

يشار إلى أن نشر هذه الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل وزارة الخارجية الأمريكية هو جزء من الدبلوماسية العامة للبلاد، والتي تهدف إلى التعامل مع المزيد من المواطنين والمتظاهرين في إيران.

دعوات للحوار

يكرر المسئولون في إيران في الآونة الأخير الحديث عن مسألة الحوار مع دول الجوار والولايات المتحدة الأمريكية.

فرددت وسائل إعلام إيرانية الحديث عن رغبة الصين الوساطة بين إيران والمملكة السعودية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية، علي أكبر صالحي: إن طهران مستعدة للتفاوض مع الرياض.

وفي هذا الاطار أيضا، قال نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، إسماعيل قآني، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة متحمسة للتفاوض مع إيران.

وتابع: “لو ذكر أحد مسؤولي الجمهورية الإسلامية أننا نعتزم لقاء رئيس الولايات المتحدة، فإن ترامب سيقبل ذلك على الفور، وهذه دلالة على كرامتنا”.

وكان الرئيس الأمريكي، ترامب، كان قد دعا طهران إلى التفاوض، مشترطًا موافقة المسؤولين الإيرانيين على القبول بـ12 شرطًا.

في الوقت الذي حذر فيه المرشد الإيراني، علي خامنئي، من أي تفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية التي انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران في شهر مايو الماضي، واستأنفت العقوبات على طهران على جولتين؛ الأولى في أغسطس الماضي، والثانية في نوفمبر الماضي، بهدف تخفيض صادرات إيران من النفط إلى الصفر.

النظام البديل
 

يأتي الضغط الأمريكي، متزامنا مع دعمه تقدمه واشنطن للمعارضة الإيراني لطرح بديل عن النظام الحاكم في إيران.

وفي إطار ذلك، أعلن ولي العهد الإيراني السابق، رضا بهلوي، الجمعة 22 فبراير عن تشكيل وبدء مشروع “فقنوس”. واعتبر في مؤتمر صحفي في جامعة جورج واشنطن، أن الهدف من “فقنوس” هو الاستفادة من العلماء الإيرانيين لتمكين المجتمع المدني الإيراني، ودعا العلماء الإيرانيين للانضمام إلى هذا المشروع.

وفي كلمته، أكد رضا بهلوي أنه في الأربعين سنة الماضية كان يفكر دائمًا في تحسين أحوال إيران، وكان مطلعًا على دور وأهمية العلم في المجتمع المدني، ولذا فهو يفكر في إعادة بناء إيران من خلال الاستعانة بالعلماء.

ويشمل “فقنوس” مجالا واسعًا من المشاريع؛ مثل: الاستثمار في صحراء لوت للطاقة الشمسية، وتحسين جودة التعليم، والارتقاء بالجامعات الإيرانية إلى أول 100 جامعة في العالم، وتطوير السياحة، وتحسين العلاقات مع دول المنطقة، وتحسين الخدمات الطبية، وتطوير النقل بالسكك الحديدية، ورفع مستوى الخطوط الجوية، والارتقاء بها إلى المراكز العشرة الأولى، وتحسين وتطوير مطار طهران الدولي، والتطوير والاستثمار في تشابهار. وتحسين مجال الثقافة، بما في ذلك السينما.

ويتكون مشروع “فقنوس” من مجموعات عمل مختلفة، ويهدف إلى جذب أساتذة وباحثين وخبراء من جامعات مرموقة ودول مختلفة في مجالات مثل البيئة، والاقتصاد، والطاقة، والطب، والصحة، والقانون، والسياسة، والأمن، والدفاع، والزراعة، والصناعة، والاتصالات، ووسائل الإعلام، والسياحة.

نحو اليأس
 

وتعاني إيران من أوضاع اقتصادية متردية، وهو ما دفع صحيفة “ابتكار” المحافظة، إلى الحديث عن مرارة الأوضاع الجارية في البلاد، وقالت: إن الإيرانيين فقدوا أملهم في مستقبل أبنائهم رويدًا رويدًا، وعلى النظام أن يقوم بإصلاحات فورية وإلا سيفوت الأوان.

وأضافت الصحيفة، أن أوضاع البلاد السيئة دفعت رئيس كتلة “أميد” (الأمل) البرلمانية، محمد رضا عارف، المعروف بسكوته في البرلمان، إلى التحدث والتحذير بالقول: “إذا ما فقد الإيرانيون أملهم فإنهم سيتخطون الجميع”.

وكانت مجموعة العمل المالي (FATF) قد أعلنت، أمس الجمعة، أنها أعطت إيران أربعة أشهر أخرى، مهلةً لإجراء التعديلات اللازمة لمكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب. وهذا الانضمام شرط لإمكانية استئناف أوروبا تعاملاتها المصرفية مع إيران. ويقلق المحافظون والحرس الثوري من عواقب الانضمام لهذه الاتفاقية.

ووفقًا لمعارضي الانضمام لهذه الاتفاقية، فإن الهدف النهائي من اعتمادها، هو قطع الأذرع العسكرية والسياسية الإيرانية في الشرق الأوسط، وتشديد العقوبات على مؤسسات مثل الحرس الثوري، وإعاقة دعم الجماعات الموالية لإيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق، وعلى رأسها “حزب الله”.

مناورة عسكرية

وفي ظل تشديد العقوبات الأمريكية على إيران، بدأت قوات الجيش الإيراني، مناورات بحرية في مضيق هرمز وبحر عمان، الخميس الماضي 21 فبراير. تستمر لأكثر من أسبوع، ، وتشمل  على حرب بحرية حقيقية، وإطلاق صواريخ من الغواصات لأول مرة في تاريخ تدريبات البحرية الإيرانية في الخليج.

وتأتي هذه المناورات في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس، تفيد بأنه ليس من المستبعد نشوب حرب بين إيران وإسرائيل.

ربما يعجبك أيضا