الهند.. “الإسلاموفوبيا” تتزايد بحجة كورونا

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

رغم تفشي فيروس كورونا في العالم، إلا أن الوضع في الهند كان مختلفا عن العالم أجمع فقد تزايدت مشاعر الإسلاموفوبيا في الهند تجاه المسلمين، فبسبب حملات تحريضية واسعة تتهم المسلمين بنشر كورونا عمدا، تعرض المسلمون لآلاف الحوادث العنصرية وثقت وسائل التواصل الاجتماعي منها مئات الحالات.

الحملة العنصرية على المسلمين شنتها فضائيات هندية وقيادات وأعضاء في حزب بهارتيا جاناتا القومي الهندوسي ومليشيات “آر إس إس” و”هندوتفا”، بشكل منظم، ويعيش في الهند حوالي 200 مليون مسلم، ما يجعلها أكبر دولة تضم أقلية مسلمة في العالم.

احتجاز ظفر الإسلام خان

واحتجزت الشرطة الهندية في العاصمة نيودلهي، ظفر الإسلام خان، رئيس لجنة الأقليات، لدفاعه عن المسلمين في تغريدة وجه خلالها الشكر للكويت لاهتمامها بمسلمي بلاده، واتهمت الشرطة، رئيس اللجنة (هيئة دستورية في البلاد) بانتهاك الدستور والتحريض على السخط، في قضية أدرجتها تحت بند “قضايا الفتنة”.

والأسبوع الماضي، قال خان في تغريدته: “أشكر الكويت على وقوفها بجانب مسلمي الهند، حيث يعتقد الهندوس المتشددون أن العالم العربي لن يهتم بما يعانيه المسلمون في الهند من اضطهاد، هم نسوا أن المسلمين الهنود يتمتعون بمكانة كبيرة في العالم العربي وبين مسلمي العالم أجمع، لدورهم في خدمة القضايا الإسلامية على مر العقود”، وأضاف: “أسماء مثل شاه ولي الله دهلوي، وإقبال، وأبوالحسن ندوي، ووحيد الدين خان، وذاكر نايك، وغيرهم من الأسماء يحظون باحترام كبير في العالم العربي والإسلامي”، وتابع مخطبًا الهندوس: “أيها المتعصبون، اختار المسلمون الهنود حتى الآن عدم تقديم شكوى للعرب والعالم الإسلامي حول ما يعانونه من حملات كراهية وحالات قتل وإعدام وأعمال شغب”، وذكر أنه في حالة اضطرار مسلمو الهند تقديم شكوى للعالم الإسلامي؛ فسينهار المتعصبون الهندوس.

حوادث موثقة

وأحد تلك الحوادث كانت ضرب الشاب “كليم” بوحشية في الصيدلية من قبل الصيدلي ومجموعة من “الغوغاء” الذين قالوا له “لا أدوية للمسلمين الملتحين”، وعندما ذهب إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى، الشرطة المحلية ضربته أيضًا داخل مركز الشرطة.

“نحن لا نعالج المسلمين هنا”، يقول المسلم شهباز حسن: كانت هذه هي الكلمات التي نطق بها موظفو مستشفى ساروج في باتنا، بولاية بيهار الهندية عندما رفضوا علاج شقيقتي المريضة، بل وهددوني بالسجن.

كما أوقفت شرطة مدينة أحمد آباد بولاية غوجارات، سيارة إسعاف وأساءوا إلى السائق المسلم واتهموه بنشر بكورونا، واحتجزوا سيارة الإسعاف التابعة لـ”جماعة علماء الهند”، واضطرت المسلمة “نورجيهان شيخ” لنقل ابنتها المريضة إلى المستشفى بوسيلة أخرى.

يقول الشيخ الهندي محمد شعيب الندوي إن: “آر إس إس وأتباعها تنبت العداء والحقد بين أهل الهند، وتقوم بإجراءات العنف والاضطهاد على المسلمين الضعفاء، وهي لها مخططات محكمة ومكايد دسيسة لتحويل البلاد إلى هندوكية حيث لا مكان لحقوق المسلمين من حرية الرأي والثقافة، بل تسعى لصهر الكل في بوتقة الثقافة الهندوكية”.

فيما تقول السيدة أسماء قاضي، إن مليشيات “آر إس إس” أحرقت مسجدا للمسلمين، فوكل سكان المنطقة المحامي بلال قاضي ليقدم بلاغا ضد من ارتكب هذه الجريمة النكراء، ثم “تعرض زوجي للاعتقال في قسم الشرطة أثناء تقديمه البلاغ”.

أما “شاند علي” فقد ذهب لبيع الفاكهة في قرية بركهيرا بولاية أوتار براديش الهندية، لكن السكان المحليين اتهموه زورا وبهتانا بالبصق على الفاكهة لنشر كورونا

كما وثقت المقاطع المرئية قيام مجموعة “آر آس آس” بتوزيع مساعدات، فلما وجدوا أمامهم عائلة مسلمة طلبوا من أفرادها أن يرددو “جاي شيري رام” للحصول على الغذاء والمساعدات، فردوا “صحيح نحن فقراء ولكن الإسلام أغلى منا”.

الأمم المتحدة

فيما قال أمين عام الأمم المتحدة غوتيريش: “المسلمون يتعرضون لاعتداءات بسبب كورونا”، مطالبًا بضرورة مناهضة الكراهية ومعاملة جميع الناس بكرامة، وقال غوتيريش في ندائه المسجل “لا يعبأ فيروس (كوفيد-19) بمن نحن، ولا بأين نعيش، ولا بما نؤمن.. ومع ذلك، فما فتئت الجائحة تطلق العنان لطوفان من مشاعر الحقد وكراهية الأجانب وإلقاء اللوم على الغير وبث الرعب في الناس”، وأضاف “تفاقمت مشاعر معاداة الأجانب على الإنترنت وفي الشوارع، وفَشَت نظريات المؤامرة، وتعرض المسلمون لاعتداءات ذات صلة بالجائحة، وقد شُنِّع على المهاجرين واللاجئين فاتهموا بكونهم منبعَ الفيروس”، وطالب الأمين العام في ندائه “جميع الناس في كل مكان أن يناهضوا الكراهية وأن يعاملوا بعضهم بعضا بكرامة وأن ينتهزوا كل فرصة لنشر قيم التعاطف فيما بينهم”.


 

ربما يعجبك أيضا