الهند تدعم إيران في أرمينيا.. ما الدوافع؟

يتصاعد التوتر بين إيران وأذربيجان على خلفية مساعي حكومة باكو لإجراء تغييرات على الحدود مع إيران وأرمينيا.

ولطالما عبرت طهران عن رفضها أي تغيير قي الحدود الجيوسياسية، ما دفعها للتقارب مع الهند لدعم أرمينيا في مواجهة خطط أذربيجان وتركيا، كخيار بديل للحرب، وسط توتر بين إيران وأذربيجان من جهة، وبين أرمينيا وأذربيجان من جهة أخرى.

اجتماع ثلاثي إيران – أرمينيا – الهند

اجتماع ثلاثي

وسط ذلك التوتر وحسب تقرير لوكالة ارنا، عُقدت يوم الخميس 20 إبريل 2023، في العاصمة الأرمينية يريفان الجولة الأولى من المشاورات السياسية بين مسؤولين من وزارات خارجية إيران والهند وأرمينيا.

وترأس الوفود في الاجتماع؛ نائب وزير الخارجية الأرميني مناتساكان صفريان، ومساعد وزير الخارجية الإيراني المدير العام لشؤون جنوب آسيا في الخارجية سيد رسول موسوي، ورئيس الدائرة الاقليمية العامة بوزارة الخارجية الهندية جيتندر بال سينغ.

وفي هذا الاجتماع، جرت مناقشة القضايا المتعلقة بطرق الاتصال الاقتصادية والإقليمية وتحديد آفاق تعميق العلاقات الثقافية والتعاون الثلاثي في ​​مختلف المجالات. واتفقت الأطراف على مواصلة المشاورات الثلاثية بهدف توسيع وتعميق التعاون.

اقرأ أيضًا: الصعود شمالًا.. هل تنجح إيران في نزع فتيل الحرب بين أذربيجان وأرمينيا؟

نائب رئيس برلمان أرمينيا، هاكوب أرشاكيان، مع رئيس البرلمان الهندي، لوك سابها- أوم بيرلا

دعم الهند لأرمينيا

تعمل الهند إلى جانب إيران على تزويد أرمينيا بالأسلحة في مقابل ما تحصل عليه أذربيجان من أسلحة من تركيا وإسرائيل. ووفقًا لوزارة الدفاع الهندية، زادت قيمة صادرات الأسلحة الهندية إلى حوالي 1.528 مليار دولار في السنة المالية 2021-2022.

وحسب تقرير أرمن برس، فخلال لقاء نائب رئيس برلمان أرمينيا ورئيس مجموعة الصداقة بين أرمينيا والهند، هاكوب أرشاكيان، مع رئيس البرلمان الهندي، لوك سابها- أوم بيرلا، في إطار المؤتمر الثامن “حوار رايسينا” الذي عقد في نيودلهي في 2 مارس 2023. شددت أرمينيا على رغبتها في الاستفادة من تطور الهند في زيادة قدرة أرمينيا الدفاعية والاقتصادية.

اقرأ أيضًا: إيران تخشى التورط في حرب مع أذربيجان.. ما علاقة إسرائيل؟

الهند وتركيا

نكاية في تركيا

حسب تقرير انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية، 3 إبريل، فإن الهند تدعم أرمينيا نكاية في تركيا التي تروج لقضية كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، لأغراض سياسية. وتدخل نيودلهي في شراكة مضادة لتركيا مع أرمينيا، من أجل تحقيق التوازن أمام الدعم الذي يتحصل عليه جيش جارتها أذربيجان من تركيا، في إطار التحالف القومي.

وحسب التقرير، قررت الهند تصدير الصواريخ والذخيرة إلى يريفان، بما في ذلك قاذفات صواريخ “بيناكا” المحلية المتعددة الأسطوانات، عقب توقيع البلدين على اتفاقيات ثنائية لبيع الأسلحة والذخيرة إلى أرمينيا، التي أصبحت أول زبون دولي لصواريخ بيناكا الهندية.

أيضًا، التحالف بين الهند وأرمينيا، أحد دوافعه التحالف بين تركيا وباكستان العدو المجاور للهند. ولذلك تعمل الهند على تعزيز علاقاتها مع دول مثل اليونان، التي تنخرط مع تركيا في نزاع إقليمي. ومن المرجح أن يدخل الطرفان في شراكة استراتيجية أمنية موسعة، يكون للدولتين بموجبها الحق في عقد تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة، بما يوازن التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين باكستان وتركيا.

اقرأ أيضًا: تعزيز التعاون بين أذربيجان وإسرائيل.. هل الهدف إيران؟

ممر زنكه زور

حماية ممر شمال-جنوب

تقلق الهند بجانب إيران من خطط كل من تركيا وأذربيجان في قطع طريق ممر شمال جنوب التجاري، الذي يربط الموانئ الهندية بروسيا وما ورائها عن طريق الموانئ والأراضي الإيرانية. وتسعى تركيا إلى دعم أذربيجان في احتلال محافظة سيونيك الأرمينية الجنوبية من أجل الحصول على ممر “زنكه زور”، لربط أذربيجان بإقليمها المنفصل جغرافيًّا نختشفشيان المجاور لتركيا.

واستفادت روسيا من هذا الممر في إيصال نفطها إلى الهند وأسواق آسيا في ظل العقوبات الغربية. ويمثل هذا الممر فرصة لدعم التجارة الهندية في الوصول إلى أسواق أوروبا، إلى جانب الوصول إلى دول القوقاز وآسيا الوسطى.

اقرأ أيضًا: إيران تقاتل شمالًا للحفاظ على جغرافيتها السياسية.. ما القصة؟