الولد سر أبيه.. هل قُتل “حمزة بن لادن” في عملية أمريكية؟

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

في خبر نال قدرًا واسعًا من التغطية الإعلامية خلال الساعات القليلة الماضية، أكد ثلاثة مسؤولين أمريكيين لشبكة “إن بي سي” مقتل نجل أسامة بن لادن “حمزة” الذي عُرف بأنه أمل تنظيم القاعدة الجديد بعد اغتيال والده في عملية للاستخبارات الأمريكية بباكستان عام 2011، وذلك دون تقديم المزيد من التفاصيل بشأن مكان أو تاريخ الوفاة وظروفها.

هذه المعلومات أكدتها صحيفة “نيويورك تايمز” اليوم، وقالت: إن للولايات المتحدة دورا في العملية التي أدت إلى وفاة حمزة، والتي يُعتقد أنها وقعت خلال العامين الماضيين.

أمس رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التعليق على أنباء وفاة حمزة بن لادن، وقال للصحفيين: لا أريد التعليق على ذلك، وهو ما فعله أيضا مستشار الأمن القومي جون بولتون.

مؤشرات على عملية أمريكية

نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمريكي القول: إن الحكومة الأمريكية كانت تعمل خلال الفترة الأخيرة لتأكيد وفاة حمزة بن لادن، وقد تلقت مؤخرًا أدلة على اعتقادها بوفاته، مؤكدا أن لبلاده دورا في وفات حمزة، لكنه لم يقدم أي تفاصيل.

في وقت سابق  من العام الجاري، اتهمت واشنطن حمزة 30 عامًا بالسعي لتشجيع الهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وأعلنت وزارة الخارجية عن مكافأة قدرها مليون دولار لمن يقدم معلومات حول موقعه، ووصفته بأنه زعيم ناشئ للتنظيم.

حمزة الذي أعده والده لخلافته على رأس “القاعدة” مطلع العام، بث رسائل صوتية على الإنترنت بشكل متقطع، ليدعو أتباعه لشن هجمات ضد أمريكا وكل من يتحالف معها، مهددا بشن هجمات واسعة، انتقاما لوالده.

علي صوفان – وهو ضابط سابق في ” F.B.I” ولديه كتابات عن تنظيم القاعدة – أبدى ملاحظة تحذيرية بشأن نبأ وفاة حمزة لـ”نيويورك تايمز” قائلا: من غير المعتاد ألا تعلن “القاعدة” عن مقتل زعيم لها وتستغل الفرصة لتحتفل به كشهيد وتشحذ همم أتباعها للانتقام، لكن إذا كان تقييم الحكومة الأمريكية دقيقًا، فهو بالضرورة سيضر بشكل كبير بخطط القاعدة للانتقال إلى الجيل الثاني من الزعماء.

في نهاية 2018 تسربت رسالة قال فيها حمزة بن لادن إن ابنه البالغ من العمر 12 عامًا قد قُتل الصيف الماضي أي في 2017، وهو ما دفع بعض المحللين إلى الاعتقاد بأن حفيد بن لادن “أسامة بن حمزة” قُتل في هجوم استهدف والده – ما يؤكد فرضية أنه قتل في الفترة ما بين 2017 – 2018- هذا فضلا عن أن صحيفة “ديلي تلغراف” نقلت عن مسؤولين أمرييكن القول: إن حمزة قتل قبل أن تعلن الخارجية الأمريكية عن مكافأة للحصول على معلومات حول مكان وجوده في فبراير الماضي.

من هو حمزة بن لادن
عندما اغتالت الاستخبارات الأمريكية “بن لادن” عام 2011 بغارة جوية استهدفت مجمعه في أبوت آباد، تولي اثنان من كبار مساعديه إعداد حمزة للقيام بدور قيادي بارز في التنظيم وتم تقديمه كـ”أسد التنظيم” وصوته الشاب، وذلك عقب استعادته من إيران حيث يعتقد أنه كان يعيش هناك تحت الإقامة الجبرية، وكان لا يزال في الخامسة عشرة، وقد وقع اختيار والده عليه ليكون خليفته على الرغم من أن لديه نحو 20 ابنا آخرين.

تشير المعلومات المتوفرة عن حمزة إلى أنه قضى طفولته المبكرة في أفغانستان والسودان، وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 تم إرساله إلى إيران – ربما لتأمين حياته- وتزوج من ابنة أبومحمد المصري أو “أبومحمد الزيات” القيادي البارز في القاعدة، وهناك معلومات تؤكد أنه تزوج أيضا من ابنة محمد عطا، المنفذ الأهم لهجمات 11 سبتمبر.

يعتقد أن حمزة تتلمذ على يد والده في أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر، وتعلم استخدام السلاح، وبدأ يعرف من خلال ظهوره في فيديوهات برفقة والده متحدثا عن ضرب الأمريكيين والصليبيين.

 ومع سقوط والده في 2011 بدأ اسمه يلمع وساعده على ذلك أن زعيم التنظيم أيمن الظواهري قدمه في عدة رسائل صوتيه بصفته صوت الشباب لإلهام أتباعه حول العالم عقب الانشقاقات التي طالت التنظيم، وكان هناك اعتقاد واسع بأنه الزعيم المستقبلي للقاعدة، وأملها الوحيد لتوحيد صفوفها واستعادة ما فقدته خلال السنوات الماضية.

مع ذلك وفي حال صحت تقارير وفاة حمزة بن لادن، فإن هذا الخبر سيمثل انتصارًا رمزيًا للحكومة الأمريكية، لكنه في ذات الوقت لا يعني بالضرورة أنها تمكنت من الخلاص من الخطر الذي تمثله “القاعدة”.

ربما يعجبك أيضا