اليابان تنوي إسقاط قمر اصطناعي لكوريا الشمالية.. بؤرة صراع جديدة؟

محمد النحاس
الجيش الياباني

هل يحدث صدام بين اليابان وكوريا الشمالية؟


يستعد الجيش الياباني لإسقاط شظايا صاروخ يحمل قمرًا اصطناعيًّا لكوريا الشمالية، ليس من المعروف على وجه التحديد متى سينطلق.

وتثير هذه الخطة مخاوف من رد كوريا الشمالية، بالتزامن مع توتر مستمر بين أطراف إقليمية ودولية بالمنطقة، يدل عليه تزايد مناورات واشنطن وحلفائها من العواصم الآسيوية، وإطلاق بيونج يانج العام الماضي عددًا قياسيًّا من الصواريخ، فهل تشتعل بؤرة صراع جديدة؟ 

تأهب الدفاعات اليابانية

أمر وزير الدفاع الياباني، ياسو كازو هامادا، الجيش بالقيام بالاستعدادات اللازمة لأنه من المحتمل أن تستهدف الدفاعات اليابانية شظايا صاروخ سيُطلق قمرًا اصطناعيًّا تابعًا لكوريا الشمالية، وتأتي الاستعدادات تحسبًا لسقوط شظايا الصاروخ على الأراضي اليابانية.

ووفقًا لتقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، اليوم السبت 22 أبريل 2023، تستعد كوريا الشمالية في الوقت الحالي لاطلاق أول قمر اصطناعي عسكري لها. وأطلقت بيونج يانج منذ العام الماضي وحتى الآن حوالي 100 صاروخ باليستي وصواريخ قصيرة المدى. وتقول إن هذه الخطوات تأتي للرد على النشاط العسكري لواشنطن وحلفائها في المنطقة.

اقرأ أيضًا: رقم قياسي.. كوريا الشمالية تطلق أكبر عدد من الصواريخ خلال عام 2022

كيف تستعد اليابان؟

من جانبها، قالت وزارة الدفاع اليابانية إن وزير الدفاع ياسو كازو هامادا، وجه بإعداد صواريخ “باتريوت باك 3 – أرض  جو”، جنوب غربي اليابان، ووجّه أيضًا بنشر مدمرات مجهزة بصواريخ “ستاندرد ميسيل 3 – أرض جو” في المياه الساحلية، وفقًا لبيان الوزارة.

وتتركز الاستعدادات اليابانية في جزيرة أوكيناوا والجزر المجاورة، وهي منطقة من المحتمل أن يتساقط بها شظايا الصاروخ القاذف للقمر الصناعي الذي تعتزم بيونج يانج إطلاقه قريبًا.

ما تبعات الخطوة؟ 

حسب صحيفة “يابان تايمز”، من المرجح أن يؤدي إسقاط طوكيو للصاروخ إلى التصعيد مع بيونج يانج، لكن لم توضح الصحيفة طبيعة هذا التصعيد، وما إذا كان من الممكن أن يصل إلى صدام عسكري مباشر بين الجانبين.

وبالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تكشف محاولة إسقاط الصاروخ، عن القدرات الدفاعية اليابانية أمام “المراقبين المتحمسين في كوريا الشمالية”.

وفي مارس الماضي، حذرت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، كيم يو جونج، من أن أي تحرك من جانب الولايات المتحدة أو غيرها لإسقاط أيّ من “أسلحتها الاستراتيجية” فوق المياه الدولية، يعتبر بمثابة “إعلان حرب”، في إشارة إلى رد فعل بيونج يانج حال حدوث أي محاولة اعتراض لصواريخها أو تجاربها.

تصاعد التوترات بالمنطقة

قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، الأربعاء الماضي، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، أمر المسؤولين بالاستعداد لإطلاق أول قمر صناعي للاستطلاع العسكري في تاريخ البلاد، وذلك بعد إعلان بيونج يانج أنها أجرت “اختبارًا نهائيًّا مهمًّا” لتطوير قمر استطلاع، ديسمبر الماضي. 

وفي ذات الشهر، نشرت اليابان استراتيجيتها الجديدة للأمن القومي، مع تزايد المخاطر بالمنطقة، في خطوةٍ تعتبر تحولًا استراتيجيًّا بل وتاريخيًّا في السياسة الدفاعية والعسكرية اليابانية. وبموجب الاستراتيجية الجديدة ستزيد اليابان إنفاقها العسكري والدفاعي، ليصل إلى 2% من إجمالي الاقتصاد على مدار السنوات الخمس القادمة.

وتعتزم طوكيو بموجب الاستراتيجية الجديدة، حيازة صواريخ بعيدة المدى “يمكنها استهداف مواقع العدو” بما في ذلك شراء 500 صاروخ كروز أمريكي الصنع، وقد اعتبرت أن “هذه القدرات تُجبر الدول المهاجمة على التفكير كثيرًا قبل الاعتداء على دولة ذات سيادة”، ويشي كل ذلك بمقدار التغيّر الحادث ليس فقط في اليابان، بل في المنطقة برمتها.

اقرأ أيضًا: بعد قمة بايدن كيشيدا.. لماذا تدعم الولايات المتحدة تسليح اليابان؟

اقرأ أيضًا: استراتيجية الأمن القومي الياباني.. تحول تاريخي في العقيدة العسكرية

ربما يعجبك أيضا