انتخابات الجزائر | غليان في الشارع.. واللجان تبحث عن مصوتين

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

توجه الجزائريون، صباح الخميس، إلى مقار اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم لاختيار خليفة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال تحت ضغط الشارع بعد حوالي عشرة أشهر من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة وغير المسبوقة، فيما يتوقع أن تشهد نسبة مقاطعة واسعة.

ويتنافس في الانتخابات رئيس الحكومة الأسبق، عبد المجيد تبون، مع كل من عز الدين ميهوبي الأمين العام لحزب “التجمع الوطني الديمقراطي”، وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب “جبهة المستقبل”، وعلي بن فليس رئيس حزب “طلائع الحريات”، وعبد القادر بن قرينة رئيس حزب “حركة البناء الوطني”.

زخم الحراك متواصل




لم يتراجع زخم الحراك الاحتجاجي المناهض للسلطات والذي بدأ في 22 فبراير/شباط، ولا يزال معارضا بشدة للانتخابات التي تريد السلطة بقيادة الجيش، أن تجريها مهما كلّف الثمن. ويندد المتظاهرون بما أسموه “مهزلة انتخابية” ويطالبون أكثر من أي وقت مضى بإسقاط “النظام” الذي يحكم البلاد منذ استقلالها عام 1962 وبرحيل جميع الذين دعموا أو كانوا جزءا من عهد بوتفليقة الذي استمرّ عشرين عاما وأُرغم على الاستقالة تحت ضغط الشارع في أبريل/نيسان.

وسط العاصمة الجزائرية خرج آلاف المتظاهرين ضد إجراء الانتخابات، متحدين الانتشار الكثيف لقوات الشرطة، التي سبق أن منعت تظاهرة صغيرة في الصباح. واحتل المتظاهرون بأعداد كبيرة الجزء الأكبر من شارع ديدوش مراد، حتى ساحة البريد المركزي، كاسرين الطوق الذي فرضته قوات الشرطة.

نسبة المشاركة “ضعيفة”

أعلنت السلطة المستقلة للانتخابات بالجزائر، أن نسبة التصويت في انتخابات الرئاسة 20 بالمائة حتى الساعة الثالثة بعد الظهر. وقال محمد شرفي، رئيس السلطة للتلفزيون الرسمي: سجلنا نسبة مشاركة عند الساعة 3 مساء،  بلغت 20.43%.

محمد شرفي، أعلن في وقت سابق أنه تم تسجيل نسبة مشاركة عند الساعة 11 صباحًا، أي بعد 3 ساعات، من فتح مكاتب التصويت بلغت 7.92%.

اشتباكات واعتقالات

أكدت وسائل إعلام محلية اعتقال قوات الأمن لمتظاهرين وسط العاصمة، حيث فرق رجال الأمن كل التجمعات المعارضة للانتخابات في اللحظات الأولى لتشكلها، في حين عرفت مدن جيجل وقسنطينة وبرج بوعريريج احتجاجات سلمية ضد الانتخابات.

وأفاد موقع “كل شيء عن الجزائر” بوقوع اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في مدينة البويرة التي خرب المتظاهرون فيها صناديق الاقتراع، في حين أغلقت جميع مكاتب الانتخابات في مدينة بجاية، وفقا لما نقلته صفحة “بجاية كن المراقب” على “فيسبوك”.

المرشحون.. تصريحات متفائلة

أدلى المرشحون في انتخابات الرئاسة الجزائرية بأصواتهم، وأعقبوها بتصريحات اتسمت بالتفاؤل بالعملية الانتخابية.

وقال تبون، خلال إدلائه بصوته على مستوى إكماليه أحمد عروة ببوشاوي، إن انتخابات 12 ديسمبر “فرصة لقيام جمهورية جديدة عمادها الشباب”.

من جانبه، أعرب بن فليس، في تصريح صحفي عقب الإدلاء بصوته، عن أمله في أن “تأتي الانتخابات الرئاسية بالخير للشعب الجزائري وللجزائر”.

بوتفليقة يصّوت

في مشهد مفاجئ أدلى ناصر بوتفليقة، شقيق الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، بصوته في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد.

كما اقترع بالوكالة عن أخيه عبد العزيز في مدرسة البشير الإبراهيمي بالأبيار بأعالي العاصمة، موضحاً أنه أدلى بصوته كونه مواطنا جزائريا يتمتع بحقوقه الوطنية.

ورصدت كاميرات الصحافيين بطاقة التعريف الوطنية وبطاقة الناخب الخاصة بالرئيس المستقيل بحوزة شقيقه، وهو ما يعني أن ناصر أدلى بصوته كما صوَّت بالوكالة عن أخيه المتواري عن الأنظار منذ استقالته مطلع أبريل المنصرم تحت ضغط الشارع.

ربما يعجبك أيضا