انتخابات تايوان.. 3 متنافسين وجهود صينية لإشعال الصراع

التفاصيل الكاملة لانتحابات تايوان التي تخشاها بكين

شروق صبري
الانتخابات الرئاسية في تايوان

تعتبر الانتخابات الرئاسية الديمقراطية الثامنة في تايوان، المقرر التي تجرى اليوم السبت، الأكثر أهمية في البلاد فما السبب؟


في عام 2015، التقى الرئيس الصيني شي جين بينج برئيس تايوان آنذاك، ما ينج جيو، في سنغافورة في أول اجتماع مباشر بين زعيمي البلدين منذ عام 1949، عندما أكمل الشيوعيون الصينيون انتصارهم على حزب الكومينتانج القومي المنافس، وفر الفصيل الأخير وتحصن في جزيرة تايوان.

ومنذ ذلك الحين، تنظر بكين إلى تايوان كجزء من أراضيها، على الرغم من أن الجزيرة ظلت تتمتع بالحكم الذاتي، وتحولت حكومتها لاحقًا من دكتاتورية عسكرية قومية إلى ديمقراطية نابضة بالحياة ومتعددة الأحزاب. لكن لا تزال تايوان تصف نفسها بأنها مرتبطة بالبر الرئيس الذي هربت منه نخبتها السياسية.

انتخابات تايوان

في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، انتشر الحديث عن تحسن العلاقات، بل وحتى إمكانية إعادة التوحيد. وكان جيو يسعى لتعميق الشراكات الاقتصادية مع الصين.

تعد الانتخابات الرئاسية الديمقراطية الثامنة في تايوان، المقرر إجراؤها اليوم السبت 13 يناير 2024، الأكثر أهمية، فهي تجري وسط تحذيرات متكررة من الزعيم الصيني القوي شي جين بينج من أن حكم بكين في تايوان “حتمي”، ما يزيد من احتمال نشوب صراع يمكن أن تتدخل فيه الولايات المتحدة الأمريكية.

فضلا عن أن تايوان، الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة وتتمتع بمجتمع مدني مزدهر ومشهد سياسي صاخب، لم تكن قط جزءاً من جمهورية الصين الشعبية التي يديرها الشيوعيون، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن مواطنيها لا يريدون أن يصبحوا جزءا من الصين. وذلك حسب ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم 13 يناير 2024.

انتخابات تايوان

انتخابات تايوان

المرشح الأوفر حظا يقلق بكين

يعد المرشح الأوفر حظا لاي تشينج تي، من الحزب التقدمي الديمقراطي لديه الميول للاستقلال. وإذا فاز، فسوف يضمن الحزب الديمقراطي التقدمي فترة ثالثة غير مسبوقة على التوالي، وسوف يصدر الناخبون توبيخاً واضحاً للعلاقات مع الصين.

وأوضحت الصين بالفعل استياءها من فوز “تي” ، كما حاصر جيشها تايوان بطائرات مقاتلة وسفن حربية في الأشهر الأخيرة، مما دفع المسؤولين في واشنطن إلى التحذير من تزايد خطر المواجهة. مع إجراء الانتخابات، أرسلت الصين أيضًا مناطيد تجسس، مماثلة لتلك التي أرسلتها فوق الولايات المتحدة في فبراير 2023، نحو الجزيرة، مما دفع وزارة الدفاع التايوانية إلى التحذير من حرب نفسية.

مناطيد تجسس

صاغ المنافس الرئيس لـ تي، مرشح حزب الكومينتانج القومي، هو يو إيه، الانتخابات باعتبارها خياراً بين الحرب والسلام، محذراً من أن الحزب الديمقراطي التقدمي من شأنه أن يدفع تايوان نحو مواجهة لا مفر منها مع الصين.وهذا من شأنه أن يثير قلق واشنطن، التي تنظر إلى الصين كمنافس وتبيع الأسلحة لتايوان للدفاع عن نفسها، والمنشغلة بالفعل بالحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط.

ومع ذلك يعد “تي” الذي يلقب أيضا باسم ويليام، هو المرشح الأكثر احتمالا لإزعاج بكين. وقد وصفت الحكومة الصينية الرئيسة الحالية تساي إنج ون بأنها محرضة على الاستقلال ورفضت التعامل معها، وحذرت من أنها ترى “تي” نائب رئيسة تايوان الحالية، مجرد قطعة من نفس القماش.

عبور طائرات مقاتلة وبالون صيني مضيق تايوان قبل شهر من الانتخابات
المتنافسون الثلاثة

ينحدر “تي” من الجناح الناشط في الحزب الديمقراطي التقدمي، وكان في الواقع مدافعًا صريحًا عن الاستقلال. وهو الآن يبلغ من العمر 64 عامًا، وقد خفف من ذلك مع صعوده في المناصب السياسية، وتبنى مؤخرًا الوضع الراهن المتمثل في تمتع حكومة تايوان بالسيادة الفعلية على الجزيرة دون استفزاز بكين بإعلان الاستقلال.

وقد بنى، هو هو يو إيه، مرشح حزب الكومينتانغ، وهو ضابط الشرطة السابق البالغ من العمر 66 عاماً، برنامجه حول استعادة الروابط التجارية مع الصين. ويزعم أن المزيد من الحوار عبر مضيق تايوان سوف يكون المفتاح إلى استقرار تايوان في المستقبل. وباعتباره عمدة مدينة تايبيه الجديدة، فقد اكتسب سمعة طيبة بسبب كفاءته، لكن المنتقدين يقولون إنه يتمتع بخبرة قليلة في التعامل مع الصين أو الشؤون الخارجية.

سباق ثلاثي

على غير العادة بالنسبة لتايوان، حيث يهيمن حزبان على المشهد السياسي، فإن هذه الانتخابات عبارة عن سباق ثلاثي. وقد اجتذب كو وين جي من حزب الشعب التايواني اهتمام الناخبين الشباب بسبب تركيزه العملي على القضايا الداخلية مثل الإسكان.

ويقول كو، وهو جراح يبلغ من العمر 64 عامًا وعمدة سابق، إنه يستطيع رسم مسار متوازن بين بكين وواشنطن، لكن البعض يشكك في قدرته على حشد الدعم التشريعي لتحقيق رؤيته دون دعم أحد الحزبين المؤسسيين.

ووفقا لاستطلاعات الرأي التي نشرت قبل الثالث من يناير، كان هو وكو يقتربان من تقدم لاي، ما أدى إلى تضييق الفارق إلى سباق ثلاثي متقارب.

ربما يعجبك أيضا