انتصرت الإرادة الشعبية.. منتخب مصر تحت قبضة التوأم حسن

أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم مساء أمس الثلاثاء 6 فبراير 2024، تولي حسام حسن تدريب المنتخب الوطني الأول خلفًا للبرتغالي روي فيتوريا الذي أقيل بعد الظهور المخيب للآمال في بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة بكوت ديفوار.

وودع الفراعنة منافسات بطولة أمم إفريقيا من دور الستة عشر بعد الخسارة أمام الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح بنتيجة 7-8 عقب نهاية الوقت الأصلي ثم الإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

الجهاز الفني الجديد للمنتخب المصري

أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم عن اختيار حسام حسن المدير الفني لفريق مودرن فيوتشر لتدريب الفراعنة.

وتحدثت تقارير إعلامية أن حسام حسن سيعاونه توأمه إبراهيم حسن في منصب مدير المنتخب، إلى جانب تواجد أحمد الكاس وطارق سليمان كمدربين مساعدين، سعفان الصغير مدربًا لحراس المرمى، ووليد بدر مديرًا إداريًا.

ورفض العميد التخلي عن أي عنصر من عناصر جهازه المعاون، واستقدام أي عنصر ممن اقترحهم أعضاء اتحاد الكرة.

حسام حسن يظهر في الصورة بعد رحيل شحاتة

مع كل إخفاق للمنتخب المصري وإقالة الجهاز الفني يتردد اسم حسام حسن بين الجماهير بمختلف الانتماءات، ويتصدر اسمه محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

البداية كانت عام في يونيو 2011 حينما تقدم حسن شحاتة المدير الفني التاريخي للمنتخب المصري باستقالته عقب الإخفاق في التأهل لكأس الأمم الإفريقية 2012 التي أقيمت بتنظيم مشترك بين الجابون وغينيا الاستوائية.

وطالب الجمهور بتولي حسام حسن تدريب المنتخب خلفًا لشحاتة وذلك بعد أن كان الأول قد حقق نجاحًا كبيرًا مع الزمالك وانتشله من منطقة الخطر في جدول الدوري المصري الممتاز حيث كان الأبيض يقبع في المركز الثالث عشر ويعاني من تذبذب في النتائج تحت قيادة السويسري ميشيل دي كاستال ثم الفرنسي هنري ميشيل، إلا أن العميد أعاد الأبيض إلى بريقه ووضعه في وصافة الدوري ثم كان قاب قوسين أو أدنى من حصد اللقب في الموسم التالي رغم الأزمات المالية الطاحنة للأبيض في ذلك الوقت.

المطالبة بـ”حسام حسن” بعد إقالة برادلي

تلقى المنتخب المصري خسارة قاسية أمام نظيره الغاني يوم 15 أكتوبر 2013 ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، ليقرر اتحاد الكرة الإطاحة بالجهاز الفني بقيادة الأمريكي بوب برادلي بعد الفضيحة المدوية في كوماسي.

وطالب الجمهور المصري بتولي حسام حسن تدريب الفراعنة رغم كونه مدربًا للمنتخب الأردني في ذلك الوقت، حتى يستعين الاتحاد في نهاية الأمر بشوقي غريب الذي فشل في التأهل لبطولة أمم إفريقيا 2015 لتتم الإطاحة به سريعًا هو الآخر.

الجمهور المصري يريد حسام حسن قبل أمم إفريقيا 2019

طالب قطاع عريض من جمهور الكرة المصرية بضرورة تولي حسام حسن تدريب المنتخب الأول بعد رحيل الأرجنتيني هيكتور كوبر عقب الظهور بشكل متواضع في كأس العالم 2018 والخسارة في المباريات الثلاثة بدور المجموعات أمام أوروجواي، روسيا، والسعودية.

ورأى الجمهور المصري أن العميد الأنسب لقيادة المنتخب في تلك المرحلة خاصًة أن القراعنة مقبلون على بطولة الأمم الإفريقية التي ستستضيفها مصر، إلا أن اتحاد الكرة بقيادة هاني أبو ريدة في ذلك الوقت رفض ترشيحات الجمهور وأسند المهمة للمكسيكي خافيير أجييري المتورط في قضايا رشوة ومراهنات، ليودع الفراعنة مبكرًا من دور الستة عشر بعد الخسارة أمام جنوب إفريقيا بهدف نظيف.

وبعد إقالة أجييري وإقالة اتحاد الكرة وتعيين لجنة مؤقتة، تم إسناد المهمة إلى حسام البدري رغم أن القطاع الأكبر من الجماهير طالب بوجود حسام حسن، إلا أن البدري رحل سريعًا عقب مباراة الجابون، رغم عدم تلقيه أي خسارة، لكنه افتقد الظهير الجماهيري.

حسام حسن مطلب شعبي بعد إقالة كيروش

استعان اتحاد الكرة بعد إقالة البدري بالبرتغالي كارلوس كيروش، وبعد خسارة لقب أمم إفريقيا ومن قبله كأس العرب، ثم الفشل في التأهل لكأس العالم 2022 لصالح المنتخب السنغالي، أطاح الاتحاد بالمدرب البرتغالي وجهازه المعاون.

ورغم تصدر اسم حسام حسن للمشهد بعد رحيل كيروش ومطالبة الجميع بتواجده إلا أن اتحاد الكرة قرر تعيين إيهاب جلال الذي لم يخض سوى مباراتين فقط، خسر في الأولى أمام إثيوبيا بثنائية، وفي الثانية أمام كوريا الجنوبية برباعية ليرحل سريعًا، ويقضي اتحاد الكرة على فكرة المدرب الوطني ويقرر الاستعانة بالبرتغالي روي فيتوريا الذي لم يسبق له خوض أي تجربة مع المنتخبات من قبل، وبعقد كارثي يُعد إهدارًا واضحًا للمال العام.

أخيرًا.. حسام حسن مديرًا فنيًا لمنتخب مصر

حقق المنتخب المصري نتائج خادعة تحت قيادة البرتغالي روي فيتوريا في بداية مشواره أمام منتخبات متواضعة فنيًا مثل النيجر وليبيريا وجنوب السودان، لكنه فاز على المنتخب البلجيكي الذي كان يستعد لبطولة كأس العالم 2022 فلم يظهر بقوته المعهودة خوفًا من تعرض لاعبيه للإصابات قبل العُرس العالمي الكبير.

وفشل فيتوريا في الاختبارين الوديين الحقيقيين أمام تونس والجزائر، حيث خسر أمام الأول بثلاثية، وتعادل أمام الأخير بهدف لمثله، ثم ظهر الفراعنة بآداء مخيب للآمال في أمم إفريقيا بدون تحقيق أي فوز لأول مرة في تاريخ مشاركات منتخب مصر بالبطولة ليتم الإطاحة بالبرتغالي وجهازه المعاون وإسناد المهمة إلى حسام حسن رغم إعلان اتحاد الكرة في وقت سابق أن الاتجاه سيكون نحو مدرب أجنبي.

فهل ينجح العميد في صناعة المجد مع المنتخب المصري كمدرب مثلما صنعه كلاعب وتوج بأمم إفريقيا ثلاثة مرات بينهما مرتين يبلغ الفارق الزمني بينهما 20 عامًا وهو رقم قياسي لم يحقق أي لاعب آخر في تاريخ كرة القدم، حيث توج حسام حسن بأمم إفريقيا 1986، ثم توج بعد 20 عامًا بأمم إفريقيا 2006، فضلًا عن تاريخه الحافل مع الأندية التي لعب لها كالأهلي والزمالك والمصري والعين الإماراتي ونيوشاتل السويسري وغيرهم، وتربعه على عرش هدافي الفراعنة التاريخيين.

أزمة بطولات حسام حسن

يردد البعض دائمًا أن مسيرة حسام حسن التدريبية خالية من البطولات ولذلك فعلى أي أساس تم اختياره لتدريب المنتخب.

ونستعرض في السطور التالية أرقام لبعض المدربين الذين تألقوا مع منتخباتهم في خطوتهم التدريبية الأولى: فقد قاد أليو سيسيه  أسود التيرانجا في حقبة تاريخية للتتويج بأمم إفريقيا الماضية بالكاميرون، والتأهل لكأس العالم بقطر، وكذلك الكاميروني ريجوبرت سونج الذي حصل على فرصته في تدريب منتخب بلاده رغم كونها التجربة التدريبية الأولى له، وكذلك بيدرو بوبيستا مدرب الرأس الأخضر الذي يتغنى به الجميع حاليًا.

وعلى الصعيد الأوروبي لم يحصد الإسباني لويس دي لا فونتي أي بطولة كمدرب قبل قيادة اللاروخا، وكذلك لم يقدم ناجلسمان أي بطولة حين تولى تدريب المنتخب الألماني قبل أشهر قليلة من انطلاق بطولة يورو 2024 التي ستستضيفها ألمانيا، وأيضًا لم يقدم بطل كأس العالم ليونيل سكالوني أي إنجازات قبل تدريب الأرجنتين.