باحثون: استهداف الحوثي لمصافي النفط تهديد صريح.. وبتر أذرع طهران ضرورة

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبداللطيف

سقطة إيرانية جديدة بأياد حوثية ممثلة في عميلة استهداف محطتي ضخ النفط في المملكة العربية السعودية تابعتين لشركة أرامكو بطائرات مفخخة مسيرة بمحافظتي الدوادمي وعفيف بالرياض صباح اليوم، وفي وقت سابق نفذت سبع طائرات مسيرة عملية عسكرية واسعة على عدة منشآت حيوية سعودية.

وأعلنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران مسؤوليتها عن الحادث، وأكدت أرامكو عدم وقوع أي إصابات عقب الهجوم، لافتة إلى أن إمدادات عملائها من النفط الخام والغاز “لم تتأثر” بعد أن أوقفت الضخ عقب الحادث كإجراء احترازي.

وكانت قناة “المسيرة”، التي تديرها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من طهران، قد قالت إن “سلاح الجو المسير التابع للجيش واللجان الشعبية نفذ عملية عسكرية كبرى ضد أهداف سعودية”.

هجمات قابلة للتكرار

وتعقيبًا على الحادث، قال أسامة الهتيمي الباحث في الشؤون الدولية إن إيران بهذا العمل أرادت أن تقول إنها وعبر أحد أذرعها “الحوثيين” استطاعت الوصول إلى المنشآت النفطية في السعودية التي تمتلك دفاعات أمريكية قوية فماذا لو أن إيران نفسها شاركت في حرب بالتأكيد ستصبح المنطقة “جهنم”.

أضاف أن استهداف الحوثيين لمحطتي ضخ بترول سعوديتين يعكس إلى أي مدى نجحت إيران في توظيف أذرعها في المنطقة إذ وفي الوقت الذي يفترض فيه أن حالة من النقاش والحوار تدور بين الشرعية اليمنية والتحالف العربي من ناحية والمتمردين الحوثيين من ناحية أخرى برعاية أممية لتطبيق اتفاق استوكهولم نرى أن الحوثيين ينتهجون منهج التصعيد مع المملكة العربية السعودية وهو ما يعني بوضوح شديد -ورغم محاولات النفي الحوثي- أن الأجندة الحوثية ترتهن بشكل أساسي بالأجندة الإيرانية التي ربما أرادت أن تبعث برسالة شديدة اللهجة للمملكة ولدول الخليج وللعالم كله بأنها قادرة على إحداث حالة من التوتر في الأجواء واستهداف المصالح الاقتصادية للعالم كله.

وأكد الهتيمي لـ”رؤية” أن استهداف المحطتين جاء ومن قبلهما ناقلات النفط الأربع بالقرب من ميناء الفجيرة الإمارتي تطبيقًا علميًا للتهديدات التي كان سبق وأطلقها قادة إيران العسكريين والسياسيين في مقابل التأكيدات الأمريكية على عزمها تصفير تصدير النفط الإيراني ومن ثم فإنه ليس مستبعدًا أن تتكرر مثل هذه الهجمات بما يؤثر على سوق النفط العالمي إما بالارتفاع أو بقلة المعروض نتيجة تداعيات الهجمات على العملية الإنتاجية.

وتابع: في ظني أن الأخطر في المسألة هو تلك الصورة التي يمكن أن ترد بها الدول العربية المستهدفة على مثل هذه الهجمات إذ أنها ورغم يقينها الكامل بأن الفاعل الحقيقي هو إيران إلا أن اليد المنفذة ليست إيران وإنما أذرعها في المنطقة سواءً باليمن أو لبنان أو العراق أو غيرها ومن ثم فإن الرد العربي إن كان فسيكون ضد الأذرع وهو في الحقيقة ربما يكون هدف إيران في هذه المرحلة حيث إنهاك هذه الدول في صراعات جانبية بعيدة عنها بشكل مباشر ومن ثم استنزاف الدول العربية في هذه الصراعات دون أن تتضرر إيران ما سيترتب عليه في نهاية الأمر اكتساب إيران قوة أكبر وشعبية أوسع.

تحذير إيراني

وقال الباحث مصطفى خضري رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام “تكامل مصر” إن خطورة الاستهداف الذي تعرضت له سفن ومضخات النفط السعودية والإماراتية تكمن في أنه ليس هجومًا إرهابيًا يستهدف بلدًا أو منطقة جغرافية محدودة بل استهدافًا للاقتصاد العالمي ككل، خاصة وأن الناقلات المستهدفة كانت بمضيق هرمز أكبر ممر ملاحي للنفط في العالم، وهو ما سيترتب عليه  ارتفاع في الأسعار العالمية للبترول.

ومع تصريح الحوثي -الذي واكب تلك الأحداث- باستهداف المنشآت الحيوية السعودية، والتراشق الأمريكي الإيراني الذي دخل مرحلة حرجة؛ يمكن اعتبار هذه الهجمات بمثابة تحذير إيراني بتوسيع نطاق المواجهة إذا تطورت الأمور.

وأضاف خضري في تصريحات خاصة لـ”رؤية” أن لاستخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة قليلة التكلفة عدة دلالات، أولها أن تهديد إيران للأراضي السعودية خصوصًا والخليجية عمومًا بحرب عصابات مرهقة – ماليًا وبشريًا-  للجيوش النظامية، والتهديد بفتح إيران جبهات صدام متعددة في وقت واحد، من خلال ذراعيها في الجنوب (الحوثي) وفي الشمال (حزب الله)، والتهديد برفع التكلفة الاقتصادية العالمية لأي حرب مقبلة في منطقة الخليج، خاصة مع التباطئ الحاصل في الاقتصاد العالمي، واستخدام طهران استراتيجية الحرب بالوكالة بما يقلل خسائرها البشرية والمادية حال تصاعد الأحداث.

خطر الملالي

وأكد منير أديب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن هدف إيران استراتيجي أكثر منه عسكري سواءً من تخريب السفن في المياه الاقتصادية اﻹماراتية أو من الاعتداء على مرافئ النفط السعودية، مضيفًا إن الحادث يطرح مجددًا ضرورة مواجهة المد اﻹيراني وأذرعه العسكرية في المنطقة ودورها في تهديد الأمن والسلم الدوليين.

ربما يعجبك أيضا