التظاهرات مستمرة في إيران والنظام يبحث عن التهدئة.. «فيديو»

يوسف بنده

تتسع رقعة الاحتجاجات وتستمر منذ اسبوع في معظم مدن إيران، بعد مقتل الفتاة، مهسا أميني. في حين خرجت تظاهرات مضادة اليوم الجمعة داعمة للنظام


لا تزال الاحتجاجات مستمرة منذ أسبوع في إيران، التي أطلق شرارها مقتل الشابة مهسا أميني، بعد اعتقالها، الثلاثاء الماضي 13 سبتمبر.

وحسب تقرير صحيفة «الجريدة»، فقد حاولت القوات الأمنية التصدي لها، لتسفر المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 50 متظاهرًا، في وقت أحرق المتظاهرون مخافر للشرطة مع محاولتهم اقتحام بيت المرشد، وتعد التظاهرات الأوسع انتشارًا منذ الثورة عام 1979، إذ شملت 27 محافظة إيرانية من إجمالي 31.

“تنفيس” الشارع

حسب تقرير الصحيفة، فقد اتسعت الاحتجاجات في توقيت حرج للسلطة، إذ جاءت عقب تقارير عن تدهور صحة المرشد علي خامنئي، وظهور الخلافات إلى العلن بشأن خلافته، واحتمال توريثه منصبه لنجله مجتبى، في وقت كان الرئيس إبراهيم رئيسي يتوجه للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار الخبراء إلى أن التصرفات القمعية التي مارستها الشرطة خلال الأشهر الأخيرة، ولَّدت نقمة شعبية.

وأرجع معظم الخبراء، بمن فيهم الموالون للحكومة، أن السبب الرئيسي في انتشار الاحتجاجات إلى أن نحو 80% من الإيرانيين يؤيدون توسيع دائرة الحريات الاجتماعية وحلّ شرطة الآداب. إذ إن 20 مليون إيرانية واحدة في طهران لا يطبقن قانون الحجاب بحذافيره. وأوحى السماح ببث هذه التصريحات من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، بأن النظام بات مدركًا أنه لا بد من “تنفيس” الشارع وإيجاد مخرج لهذه الأزمة.

السلطة تبحث عن التهدئة

يمكن القول إن السلطة الإيرانية تستجيب لمطالب الشارع، ولكن تكتيكيًّا، وبتصعيد تدريجي، ومحاولة منها لامتصاص الأزمة ومحاصرتها عبر الموالين والجهاز الدعائي والقوى الموالية في الشارع. فقد أمر الرئيس الإيراني بالتحقيق في الحادثة خلال وجوده في قمة شنغهاي. وقدم بعدها تعازيه لأسرة مهسا هاتفيًا، وتداولت الأنباء عزل قائد شرطة الإرشاد في طهران. وهو ما نفته الحكومة بعد ذلك.

ثم بعدها، تدخل رئيس القضاء الإيراني، وأعلن الاثنين الماضي 19 سبتمبر، متابعة الملف بجدية، وفحص جميع فيديوهات الكاميرات العامة بل حتى الشخصية منها. وفي محاولة لإطفاء نار الأزمة، أوفد المرشد، خامنئي، ممثله في محافظة كوردستان، عبدالرضا بورذهبي، إلى بيت عائلة الفتاة مهسا؛ لتقديم التعازي والتأكيد على متابعة القضية. إلى جانب قطع الإنترنت وإطلاق التظاهرات الموالية والمضادة.

تظاهرات داعمة للنظام خرجت اليوم بعد صلاة الجمعة في المدن الإيرانية

169924558 4289165 4289175

القضية تلاحق “رئيسي”

طاردت قضية مهسا الرئيس الإيراني في نيويورك، فحسب تقرير “سي إن إن” قال رئيسي في مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، أمس الخميس، إن التحقيق “لا يزال مستمرًّا”، وأضاف أن الطبيب الشرعي “لم يعثر على أي علامات للضرب حتى الآن”. وحاول رئيسي إبعاد تحول القضية من مسألة أمنية إلى أخرى سياسية، قائلًا: إن “هذه الأشياء يمكن أن تحدث في أماكن أخرى أيضًا”.

وأضاف: “كم عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم على أيدي أفراد إنفاذ القانون هنا في أمريكا في العام الماضي؟”، وتابع: “لا ينبغي الحديث عن حقوق الإنسان في إطار المعايير المزدوجة”. وعندما سُئل عن الاحتجاجات والقيود على الإنترنت، قال إن المظاهرات “طبيعية ومتوقعة لكن يجب أن نفرق بين المتظاهرين والتخريب.. لا مانع من معارضة بعض القضايا التي لا يقبلها البعض دون أن نصل إلى الدمار والتخريب”.

عقوبات تلاحق المسؤولين

تلبية للحملة الدولية تجاه أعمال العنف التي تقوم بها الشرطة داخل إيران، وفي إشارة إلى قمع الاحتجاجات القائمة ضد “القتل الحكومي” لمهسا أميني، طالبت منظمة العفو الدولية قادة العالم في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالمطالبة فورًا بإنشاء آلية تحقيق ومساءلة دولية مستقلة للتصدي لإفلات منتهكي حقوق الإنسان من العقاب في إيران. فقد عدت أن وجود رئيسي في الأمم المتحدة دليل على فشل مواجهة الإفلات من العقاب.

وفي إطار العقوبات، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على “شرطة الأخلاق”، فضلًا عن قائد القوات البرية بالجيش الإيراني. وتشمل هذه العقوبات 6 مسؤولين أمنيين في إيران. وقال زير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: “لقد فرضنا عقوبات على شرطة الأخلاق، وهي الجهة المسؤولة عن اعتقال وموت مهسا أميني، بالإضافة إلى مسؤولين عسكريين متورطين في قمع الاحتجاجات السلمية”، حسب “ايران انترنشنال“.

الشارع لا يهدأ

تعكس التظاهرات المستمرة في إيران منذ أسبوع، أن الشارع الإيراني لم يقبل التهدئة، ويسعى إلى التصعيد في مواجهة السلطة الدينية، التي تفرض كثيرًا من القيود الدينية على جيل من الشباب لم يعايش الثورة الإيرانية، أو حتى الحرب العراقية الإيرانية، وبالتالي هذا الجيل لا يؤمن بالقيم الثورية والدينية التي يفرضها نظام ولاية الفقيه.

وكان لافتًا، وللمرة الأولى، اتخاذ عديد من الاتجاهات السياسية، حتى التي كانت إلى أمس موالية للنظام، موقفًا مؤيدًا للاحتجاجات، كذلك انضم عديد من الرياضيين والإعلاميين ومشاهير الفن والثقافة إلى الاحتجاجات، وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا “إنستغرام” بصور وفيديوهات ورسائل دعم للمحتجين، وهو ما اضطر الحكومة إلى قطع “إنستغرام”، حسب مرصد “نتبلوكس” لمراقبة انقطاعات الإنترنت.

جانب من تظاهرات الشباب الإيراني المعارض

تظاهرات داخل مترو بهشتي في طهران

تظاهرات أهالي بابل بمازندران

تظاهرات في شارع حجاب بطهران، الذي أطلق عليه المتظاهرون شارع “مهسا أميني”

شعار الموت للديكتاتور في منطقة كوهدشت بلورستان الكردية

الموت لمبدأ ولاية الفقيه، في شارع ستارخان بطهران

ربما يعجبك أيضا