هل «استعار» إسماعيل ياسين الكوميديا من هذا الممثل؟

يُعد الفنان المصري الراحل، إسماعيل ياسين، أسطورة في عالم الكوميديا، ما يجعل الناس يتداولون مقاطع مضحكة من أفلامه.

وتظل “إفيهات سُمعة” حاضرة في الحياة اليومية، وأصبحت ملامحه ماركة مسجلة بفمه الكبير وضحكته التي تبرز أسنانه وتصرفاته المضحكة، لكن المثير للدهشة أن كل هذه التفاصيل الكوميدية تتشابه مع الممثل الفرنسي، فرناندل.

الممثل الفرنسي فرناندل

فرناندل ممثل فرنسي شهير، بدأ مشواره السينمائي في أوائل الثلاثينات، وكانت أول أفلامه On purge bb الذي تصدر الشباك التذاكر وجعله نجمًا محبوبًا.

وفي ذلك الوقت، كان الفنان المصري يحاول أن يكون مطربًا، وهو ما فشل فيه، فتحول إلى فن “المونولوج” عام 1935.

مدرسة خاصة في الكوميديا

وبدأ إسماعيل ياسين عمله في السينما كنسخة عربية عن فيرنانديل، استخدم من خلالها الأول الحركات و”الإيفيهات”، واقتبس بعض القصص والمشاهد كاملة، مع إضافة لمسة خاصة.

سلسلة أفلام إسماعيل ياسين

عن سلسلة أفلام إسماعيل ياسين، قلّد الفنان المصري، الممثل فرناندل  الذي سبق وقدمّ فيلم Ignace عام 1937، عن تجربة شاب في الجيش، وسط كوميديا في أحداثه تبدأ من الاختبارات وعدم صلاحية الجندي لعالم العسكرية، وهو ما يتغير بمرور الوقت، ويتحول إلى جندي حقيقي.

وبدا واضحًا أن فكرة فيلم “إسماعيل يس في الأسطول” مستوحاة من أعمال الممثل المصري.

فيلم حلاق السيدات

اقتبس إسماعيل ياسين فيلم “حلاق السيدات” من فيلم Coiffeur pour dames، فالبطل كان حلاقًا للحيوانات، ويحلم بامتلاك كوافير للنساء، وهي القصة ذاتها تقريبًا.

وحتى تقديم ياسين شخصيتي التوأم في فيلم “إسماعيل يس في الطيران”، قدّم  فرناندل الدور ذاته، عام 1939 في فيلم Raphaël le tatoué.

إسماعيل ياسين والفرنسي فرناندل

عرف الجمهور المصري فرناندل في الخمسينيات بفيلم “علي بابا والأربعين حرامي” Ali Baba et les 40 Voleurs الذي شاركت في بطولته النجمة سامية جمال بعد اختيار المخرج جاك بيتر لها.

اقرأ أيضًا: كتاب يضيء جوانب جديدة في حياة ملك الكوميديا إسماعيل ياسين

ومن اللافت أن النجم المصري لم ينفِ تقليده فرناندل، فعندما كان يصور فيلم “إسماعيل يس في دمشق” بسوريا، وفي أحد اللقاءات معه، سُئل عن وجه الشبه بينهما، فرد ضاحكًا “الكلام بالفرنساوي”.

نمطية إسماعيل ياسين

رغم تقليد إسماعيل ياسين، الفنان فرناندل، لم يستطع أن يواكب التغيير في ذوق جمهور السينما وطبيعة الأعمال المقدمة فيها، ففي منتصف الخمسينات قرر فيرنانديل التخلي عن الكوميديا الصريحة، وبدأ تقديم أفلام عن الحرب والشيوعية، ما حجز له مكانًا على الساحة السينمائية حتى السبعينات، وقدّم خلال هذه الفترة سلسلة “دون كاميلو”.

وهذه النمطية في الأداء مع صعود نجوم جدد في الكوميديا، جعلت نجم إسماعيل ياسين يخفت بمرور الوقت، وابتعدت عنه الأضواء، بعد أن فشل في تغيير جلده، لينتهي حاله بنحو حزين، لا يتناسب مع حجم نجوميته.

ولا ينفي التقليد موهبة إسماعيل ياسين وحضوره المميز وإضافته لبصمته الخاصة على الأدوار التي يؤديها، وتركت هذه البصمة تأثيرها في نفوس كل المشاهدين المصريين والعرب الذين لقبوه بأسطورة عالم الكوميديا.