بايدن على طريق البيت الأبيض.. من هي رفيقة دربه والسيدة الأولى المحتملة؟

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

“فليفكّر كل شخص منكم في كل أنحاء البلاد، وليتذكر معلمته المفضلة التي منحته الثقة كي يؤمن بنفسه”.. بهذه الكلمات قدم المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن زوجته “جيل” إلى جمهوره في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، مذكرا بدورها المجتمعي الذي لم تنقطع يوما عن ممارسته حتى عندما كانت السيدة الثانية للولايات المتحدة، ولتعلن اعتزازها به اختارت جيل أن تلقي قبل أسبوعين من الآن كلمتها في المؤتمر الديمقراطي من قلب مدرسة برانديواين بولاية ديلاوير والتي عملت فيها خلال الفترة من 1991 إلى 1993.

جيل بايدن تقدس حياتها المهنية في سلك التدريس، وعندما كان زوجها نائبا للرئيس في عهد باراك أوباما، كانت هي أول سيدة ثانية تعمل بدوام كامل خارج البيت الأبيض، ونجحت في التوفيق بين دورها كزوجة لنائب الرئيس وواجبات وظيفتها كأستاذة للغة الإنجليزية، في إحدى كليات المجتمع.

للمرة الأولى منذ العام 1981 أخذت جيل إجازة من حياتها المهنية هذا العام، لتتفرغ لمساندة حملة زوجها الانتخابية، وظهرت طوال الشهور الماضية إلى جواره منذ إعلانه الترشح للسباق الرئاسي وكانت أكثر زوجات المرشحين نشاطا خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وهي تقول عن بايدن في حال فاز بالانتخابات “إن ائتمّنا جو على هذه البلاد، فإنه سيعاملها كما عامل عائلته، كما عاملنا – سيجمعنا معا، سيدفعنا نحو الأمام عندما نحتاج لذلك، وسيحافظ على وعوده بأن تكون أمريكا لنا جميعا”.

من هي جيل بايدن؟
ولدت جيل تريسي جاكوبس بايدن عام 1951 في نيوجيرسي، لكنها انتقلت بعد ذلك إلى بنسلفانيا وفي عام 1969 حصلت على الشهادة الثانوية، ودرست اللغة الإنجليزية في جامعة ديلاوير.

في عام 1975 حصلت على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة ديلاوير، وبعدها بدأت مسيرتها في سلك التدريس بعدد من المدارس كمدرسة ويلمينجتون، وسانت ماركس الثانوية في ويلمنغتون بولاية كارولينا الشمالية، وعندما وصل زوجها للبيت الأبيض كنائب للرئيس كانت هي تداوم كاستاذة للغة الإنجليزية في كلية نورثرن فيرجينيا.

كان أول لقاء يجمعها بزوجها الذي يكبرها بنحو 9 سنوات في مارس 1975، وكانت هي وقتها مطلقة حديثا من زوجها الأول الرياضي بيل ستيفنسون، أما بايدن فكان قد فقد زوجته الأولى مع إحدى بناته في حادث سيارة قبل هذا التاريخ بنحو عامين ونصف، وكان لديه ولدان آخران، تقول جيل عن هذه المرحلة في تصريحات سابقة لمجلة “فوج”: كنت أواعد شبابا مرتدية بناطيل جينز وصنادل، ثم وصل هو إلى باب بيتنا مرتديا جاكيتا رسميا وحذاء جلديا، فقلت لنفسي: يا إلهي، لن نتفاهم ولا حتى بعد مليون سنة، لكن ما حدث أننا توافقنا للغاية، وعرض جو علي الزواج خمس مرات قبل أن أوافق أخيرا، لم يكن بمقدوري أن أتسبب بأن يخسر أولاده أما ثانية، وكان عليّ أن أكون متأكدة 100% من قراري.

جيل التي كانت تخشى أن تقع في دائرة الأضواء وتتحمل مسؤولية تربية ابني جو قبلت في النهاية وتزوجت من السيناتور جو بايدن في العام 1977، ورزقت بابنتهما آشلي عام 1981، وخلال حملها حصلت جيل على درجة الماجستير في التربية من كلية ويست تشيستر ستيت.

وفي العام 1987، حصلت على ماجستير اللغة الإنجليزية من جامعة فيلانوفا، وفي عام 2007 أي في عمر الـ55 عاما حصلت على درجة الدكتوراة في التربية من جامعة ديلاوير.

عام 2009 انضمت جيل بايدين إلى فريق التدريس بكلية نورثرن فيرجينيا، وما زالت تعمل فيها، وتقول إنها ستحتفظ بوظيفتها في حال أصبحت السيدة الأولى، إذ تعتبر التدريس حياتها وسبق وأن قالت “التدريس ليس عملي، بل هو أنا”.

موقفها من غزو العراق ودورها المجتمعي
جيل بايدن ساندت زوجها كثيرا كسيناتور عن الحزب الديمقراطي، لكنها كانت تصر على عدم الانخراط في عالم السياسية، فقط تظهر إلى جوار بايدن تدافع عنه بشراسة إن لزم الأمر، وفي عام 2004 عارضت ترشحه للانتخابات الرئاسية.

هذا الموقف تغير عندما فاز جورج بوش الابن بولاية ثانية، إذ حثت زوجها على الترشح لرئاسيات 2008 وقالت وقتها: لم أصدق أن بوش فاز شعرت أن الأمور كانت بالفعل سيئة للغاية، كنت ضد حرب العراق وقلت لجو “عليك تغيير هذا”.

كانت جيل بايدن من بين المعارضين لغزو العراق عام 2003، ومن أكبر الداعمين لعائلات العسكريين، وعندما كانت سيدة أمريكا الثانية خلال الفترة من 2009 إلى 2017 أطلقت مع ميشيل أوباما مبادرة لمساعدة عائلات العسكريين الأمريكيين.

في العام 2011 قدمت الدعم لحملة نظمتها الوكالة الأمريكية للتنمية لزيادة الوعي بمخاطر الحروب والمجاعة والجفاف في القرن الأفريقي، وطوال فترة تواجدها في البيت الأبيض عملت على الترويج لدور الجامعات المجتمعية في بناء القوة العاملة، ونشر الوعي بخصوص الوقاية من سرطان الثدي، وفي عام 2012 نشرت كتابا للأطفال بعنوان “لا تنس.. الرب يحمي قواتنا” ترصد من خلاله تجربة حفيدتها كجزء من عائلة عسكرية.

لعقود طويلة التعليم كان على رأس أولويات جيل، وهي ما أكدته في أكثر من لقاء صحفي، أنه سيكون كذلك في حال أصبحت سيدة أمريكا الأولى، وأوضحت أنها ستعطي الأولوية لتعليم ما قبل المدرسة ورياض الأطفال، كما ستعطي الأولوية لعائلات المحاربين وحقهم في الوصول إلى التعليم والتوظيف.

راندي وينجارتن رئيس نقابة المعلمين الأمريكيين يقول عنها لصحيفة واشنطن بوست: أعتقد أن لديها مزيجًا من ميشيل أوباما وإليانور روزفلت وهيلاري كلينتون، فالثلاثة كن شغوفات بالتعليم لكن جيل تعمل في الصفوف الأولى وهذا يميزها، ويجعلها مرشحة لأن تكون سيدة أولى أكثر نشاطًا من ميلانيا ترامب.

بحسب شهادة من عملوا مع جيل بايدن هي سيدة متواضعة كانت خلال فترة وجود زوجها في البيت الأبيض تتخفى لتواصل عملها في التدريس وتحرص على عدم لفت الانتباه أو استغلال منصب زوجها، وبحسب سيرتها الأكيد أنها تتفوق كثيرا على ميلانيا، فالأخيرة منذ أن وصلت إلى البيت الأبيض وهي تثير الجدل أينما حلت ربما أكثر من لفت الانتباه وسرقة الأضواء على الرغم من أن هذا ما تجيده كونها قادمة من عالم الأزياء والموضة.

ربما يعجبك أيضا