بتقنية «كورونا فاكسين».. أسترازينيكا تعلن عن علاج ثوري وأمل جديد لمرضى السرطان

حسام السبكي
شركة أسترازينيكا المنتجة للقاح فيروس كورونا

حسام السبكي

يبدو أن الساعات والأيام المقبلة، ستحمل نبأ سارًا وبشرى جديدة لمرضى السرطان، والمصنف كونه السبب الثاني للوفاة على مستوى العالم، نظرًا لشراسة المرض وقدرة على فتك جسم الإنسان على مدار شهور وربما سنوات، ووفق إحصاءات سجلت حجم الوفيات بالمرض بـ9.6 مليون شخص في عام 2018.

أما عن الأمل الجديد، فيتمثل في لقاح جديد، تستعد شركة «أسترازينيكا» -التي تردد اسمها في الفترة الأخيرة، بعد طرحها واحدًا من أشهر لقاحات فيروس كورونا حول العالم- لتجربته على البشر، ليصبح وفق متابعين العلاج الأمثل المتوقع للسرطان، والذي قد يشكل بدوره نقلة ثورية في علاج جائحة بشرية أزلية.

ثورة جديدة في علاج السرطان

الصورة

أعلن الفريق المسؤول عن لقاح أسترازينيكا المُضاد لفيروس “كورونا”، عن التوصل إلى لقاح جديد يوصف بأنه العلاج الأمثل لمرضى السرطان.

ويستعد الفريق لاختبار هذا اللقاح على البشر لأول مرة، وتحديداً على 80 مريضاً من المُصابين بسرطان الرئة.

ووفقًا لصحيفة “ذا تايمز” البريطانية، فإن اللقاح الجديد يعتمد على نفس تقنية “ناقلات الفيروس” التي جرى استخدامها في جرعة لقاح “أوكسفورد – أسترازينيكا”.

وأوضح تقرير الصحيفة البريطانية أنه مع لقاح كورونا يتم نقل المادة الجينية إلى خلايا الشخص من خلال فيروس غير ضار في محاولة لتدريب جهاز المناعة على محاربة الفيروس الفعلي.

الصورة

وتعمل مادة اللقاح الجينية على حث الجسم على الاستجابة لجزيئات تسمى بروتينات “ماجي” الموجودة في الخلايا السرطانية.

في هذا السياق، قال بينوا فان دن إيندي، أستاذ علم المناعة السرطاني بجامعة أكسفورد – وهي الجامعة التي شاركت أسترازينيكا في لقاحها الخاص بـ كوفيد- 19 – أن “علمنا أن البروتينات من نوع MAGE تعمل مثل الأعلام الحمراء على سطح الخلايا السرطانية لجذب الخلايا المناعية التي تدمر الأورام، إنه علاج ثوري”.

وكان لقاح السرطان قادراً على تقليص الأورام لدى الفئران، وحتى تحسين معدلات بقائهم على قيد الحياة، وفقاً للتقرير.

وإجمالًا، تُنتج تقنية لقاح أكسفورد، المستخدمة في إنشاء لقاح أسترازينيكا لكورونا استجابات قوية لخلاياCD8 + T ، وهي ضرورية للتأثيرات الجيدة المضادة للورم، وطور الفريق لقاحًا علاجيًا مكونًا من جرعتين مع نواقل فيروسية أولية ومعززة مختلفة، أحدهما هو نفسه الناقل الموجود في لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا لكورونا.

الصورة

هذا، وأظهرت التجارب قبل السريرية في نماذج أورام الفئران أن لقاح السرطان زاد من مستويات تسلل الخلايا CD8 + T إلى الورم وعزز الاستجابة للعلاج المناعي المضاد لـ PD-1. نتج عن اللقاح المشترك والعلاج المضاد لـ PD-1 انخفاض أكبر في حجم الورم وتحسين بقاء الفئران مقارنة بالعلاج المضاد لـ PD-1 وحده.

وسيتم إطلاق تجربة سريرية للمرحلة 1 / 2 من لقاح السرطان مع العلاج المناعي المضاد لـ PD-1 في 80 مريضًا يعانون من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة في وقت لاحق من هذا العام.

معسكرات تدريب

الصورة

إلى ذلك، أظهرت دراسة أن حقنة أسترازينيكا، الخاص بمقاومة فيروس كورونا المستجد، والتي تُعطى لـ 25 مليون بريطاني، هي الأفضل في إبقاء المصابين بالفيروس خارج المستشفى.

بالإضافة إلى إنتاج أجسام مضادة قاتلة للفيروسات، قام اللقاح أيضاً بإنشاء “معسكرات تدريب” في الجسم للبحث عن الخلايا التائية وتدميرها والتي يمكن أن تقتل حتى المتغيرات الجديدة.

ووفق الدراسة هذا يعني أن الجسم يمكنه الاستمرار في صنع هذه الخلايا الحيوية لفترة طويلة بعد تضاؤل الأجسام المضادة، وربما مدى الحياة.

نجاحات سابقة.. وأرباح كبيرة

الصورة

وعلى ذكر علاجات مرض السرطان، فقد كشفت “وكالة الأنباء الألمانية”، نهاية أبريل الماضي، عن تحقيق شركة «أسترازينيكا» البريطانية السويدية للصناعات الدوائية أرباحاً ومبيعات تجاوزت التوقعات خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث ساعدت مبيعات أدوية السرطان التي تنتجها الشركة في التغلب على آثار المشكلات التي تحيط بلقاحها المضاد لفيروس «كورونا» المستجد.

وأعلنت «أسترازينيكا»، أن أرباح سهمها ارتفعت بعد خصم بعض النفقات إلى 63.1 دولار، كما زادت مبيعات الشركة بنسبة 15% إلى 26.7 مليار دولار، شاملة مبيعات اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» التي بلغت 275 مليون دولار، لتتجاوز بذلك توقعات خبراء الاقتصاد.

وارتفعت مبيعات «أسترازينيكا» من أدوية علاج السرطان بنسبة 16% خلال الربع الأول من العام، بفضل حصول الشركة على موافقات لطرح منتجات جديدة، تشمل دواء لعلاج سرطان الدم.

وأكدت «أسترازينيكا» على توقعاتها بالنسبة لحجم الأرباح خلال العام الحالي، بواقع 75.4 إلى 5 دولارات للسهم، وهي التوقعات ذاتها التي كانت أعلنتها في فبراير (شباط) الماضي، واستثنت من هذه الأرقام مبيعات الشركة من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا».

ربما يعجبك أيضا