بدورية بحرية ضخمة.. روسيا والصين تشعلان منافسة القوى العظمى بالقطب الشمالي

أرسلت روسيا والصين دورية بحرية مشتركة بالقرب من ساحل ألاسكا الأسبوع الماضي، وتعقبتها مدمرات أمريكية.

وحسب ما كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس السبت 5 أغسطس 2023، تُعد الدوريات البحرية الروسية والصينية جزءًا من منافسة أوسع بين القوى العظمى في القطب الشمالي، الذي يصبح منطقة متنازع عليها بنحو متزايد.

سابقة تاريخية

قال خبراء أمريكيون إن هذا أكبر أسطول من ذلك النوع يقترب من السواحل الأمريكية. ووفق ما نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين، أبحرت 11 سفينة روسية وصينية بالقرب من جزر ألوتيان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أن 4 مدمرات أمريكية، وهي “يو إس إس جون ماكين” و”يو إس إس بنفولد” و”يو إس إس جون فين” و”يو إس إس تشانج هون” وطائرة “بي-8 بوسيدون” تعقبت تحركات هذه السفن، التي لم تدخل المياه الإقليمية الأمريكية وغادرت منذ ذلك الحين.

طائرة بي-8 بوسيدون الأمريكية

وفي هذا السياق، وصف الزميل بمؤسسة هيرتيج الأمريكية وضابط البحرية المتقاعد، برنت سادلر، الواقعة بأنها “سابقة تاريخية”، وقال: “نظرًا لسياق الحرب في أوكرانيا والتوترات حول تايوان، هذه الخطوة استفزازية بشدة”.

تأكيد أمريكي

من جهته، قال متحدث باسم القيادة الشمالية الأمريكية إن روسيا والصين نفذتا دورية بحرية مشتركة بالقرب من ألاسكا، لكنه لم يحدد عدد السفن أو موقعها.

وذكرت القيادة في بيان لها أن “المعدات الجوية والبحرية تحت قيادتنا أجرت عمليات لضمان الدفاع عن الولايات المتحدة وكندا”، مضيفًا أن الدورية “ظلت في المياه الدولية ولم تشكل تهديدًا”.

وفي هذا الشأن، قال العضو الجمهوري في لجنة القوات المسلحة لمجلس الشيوخ، والسيناتور عن ألاسكا، دان سوليفان، إن الدورية عملت كتذكير بأن الولايات المتحدة دخلت “عصرًا جديدًا من العدوان الاستبدادي”، مشيدًا بالرد الأمريكي القوي.

منافسة في القطب الشمالي

لفتت وول ستريت جورنال إلى أن الدوريات البحرية الروسية والصينية المشتركة تُعد جزءًا من منافسة أوسع بين القوى العظمى في القطب الشمالي، الذي تصبح أراضيه محل نزاع بنحو متزايد.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أيضًا أن التعاون المتزايد بين البحرية الروسية ونظيرتها الصينية هو محاولة لمواجهة التحالفات الأمريكية مع اليابان، وكوريا الجنوبية، وغيرهم من الشركاء الإقليميين.

اقرأ أيضًا| الجيش الأمريكي يحدث معدات الاتصالات العسكرية في القطب الشمالي.. لماذا؟

واقعة متكررة

لم تكن هذه المرة الأولى التي تظهر فيها سفن روسية وصينية في منطقة القطب الشمالي. ففي سبتمبر الماضي، عملت 7 سفن روسية وصينية بالقرب من جزر ألوتيان قبالة ساحل ألاسكا. لكن حسب الصحيفة الأمريكية، لم يتعقبها سوى زورق واحد تابع لخفر السواحل الأمريكي.

المدمرة الأمريكية تشانج هون

ووصف السيناتور سوليفان الرد الأمريكي في سبتمبر بأنه كان “فاترًا”، وقال إنه شجع إرسال رسالة أقوى في المستقبل. وفي سياق متصل، قال قائد خفر السواحل السابق عن منطقة ألاسكا، الأدميرال ناثان مور، عن واقعة سبتمبر، “إن رؤية هذه المقاتلات تشكل مجموعة مشتركة وتبحر معًا هو أمر نادر”.

تعاون متنامي

في هذا الصدد، قال قائد القيادة الأمريكية في الهندوباسيفيك، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في منطقة آسيا الباسيفيك، الأدميرال جون أكويلينو، إن الولايات المتحدة كانت قد بدأت مراقبة الدورية الروسية الصينية الحالية وكانت تحاول تحديد ما إذا كانت ستتجه إلى جزر ألوتيان، أم بحر الفلبين، أم جوام، أم هاواي.

ولفت أكويلينو في منتدى آسبن للأمن، الذي انعقد الشهر الماضي، إلى أن التدريبات والعمليات الروسية والصينية زادت. وقال: “أنا أرى أن التعاون يزداد قوة، وهذا مثير للقلق. إنه عالم خطير”، حسب ما نقلت وول ستريت جورنال.

اقرأ أيضًا| الصين تعلن عزمها تعزيز التعاون العسكري مع روسيا.. ما الدلالات؟

تهديد طويل الأمد

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن استراتيجية الدفاع الأخيرة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تصف الصين بأنها “التهديد الرئيس طويل الأمد” للولايات المتحدة، في حين تصف روسيا بأنها “تهديد خطير” لواشنطن وحلفائها.

ويراقب المسؤولون الأمريكيون من كثب علامات التعاون المتنامي بين موسكو وبكين. وأصبحت الصين أهم شريك تجاري لروسيا منذ غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022، ويفيد تقرير صادر عن مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية في يوليو الماضي أن الصين زودت روسيا بتكنولوجيا حيوية يمكن استخدامها لأغراض عسكرية ومدنية.

اقرأ أيضًا| كيف تصل المعدات العسكرية الصينية إلى روسيا؟