بسبب تصريحات أردوغان.. أذربيجان منزعجة من تركيا

بعد افتخار أردوغان بدوره في تحرير قره باغ.. باكو تلوم أنقرة

يوسف بنده

تساءل مقال افتتاحي نُشر في صحيفة أذربيجان الرسمية: لنفترض أن تركيا قدمت أي نوع من الدعم في الحرب الوطنية، فلماذا يجب منح أرمينيا مبررًا للإعلان عن ذلك؟


استطاعت أذربيجان الواقعة في منطقة جنوب القوقاز تحرير مرتفعاتها، ناغورني قره باغ، المتنازع عليها مع جارتها أرمينيا، من خلال الدعم العسكري الذي تحصلت عليه من جارتها تركيا وحليفتها إسرائيل.

وقد أدى التواجد الإسرائيلي في شمال إيران وخطط تركيا لتوحيد أراضي أذربيجان بما يعزل إيران عن جنوب القوقاز إلى توتر العلاقات بين طهران وباكو إلى درجة التهديد بالحرب، إذا ما شعرت إيران بأية تغيير قد يهدد أمنها القومي.

غضب أذربيجان من تصريحات أردوغان 1

أردوغان: تماما كما دخلنا قره باغ في أذربيجان وكما دخلنا ليبيا قد نفعل الشيء نفسه معهم.

انزعاج من تصريحات أردوغان

في ظل تصاعد أزمة غزة واشتداد العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، دخل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على خط التصريحات المستنكرة للجرائم الإسرائيلية، ما أثار غضب تل أبيب ضد أنقرة، خاصة أن البلدين حليفين اقتصاديين.

فقد قال أردوغان خلال اجتماعه بمسؤولي حزب العدالة والتنمية في مدينة ريزا شمال شرقي تركيا: “النقطة التي وصلت إليها تركيا في الصناعات الدفاعية لا ينبغي أن تخدع أحدًا، فلو كانت تركيا قوية للغاية فلن تتمكن إسرائيل من فعل ما فعلته بفلسطين”، مضيفًا: “يجب أن نكون أقوياء للغاية حتى لا تتمكن إسرائيل من فعل هذه الأشياء في فلسطين”.

وما أزعج أذربيجان، تصريحه قائلًا: “تماما كما دخلنا قره باغ في أذربيجان وكما دخلنا ليبيا قد نفعل الشيء نفسه معهم.. لا يوجد شيء لا نستطيع فعله.. فقط يجب أن نكون أقوياء ومن ثم ماذا نفعل؟.. نقوم بهذه الخطوات”.

غضب أذربيجان من تصريحات أردوغان 3

صحيفة أذربيجان الرسمية 1 أغسطس 2024

رد أذربيجاني

لم ترد أذربيجان بشكل رسمي على تصريحات أردوغان التي أَشعرتها بالعجز والحاجة، فقد تعرضت تصريحات أردوغان بشأن قره باغ لانتقادات شديدة في المقال الافتتاحي الذي نُشر في صحيفة أذربيجان الرسمية، الخميس 1 أغسطس 2024.

وجاء في الافتتاحية توجيه لوم إلى تركيا، فكتب محرر الافتتاحية: “لقد قال أجدادنا أن اليد اليسرى لا تعرف ما تعطي اليمنى، ولا يفتخر الأخ بما فعل لأخيه. ولنفترض ولو نظرياً أن تركيا قدمت أي نوع من الدعم بالإضافة إلى الدعم السياسي والمعنوي في الحرب الوطنية. لماذا يجب إعطاء أرمينيا وأرمن العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وغيرها من الدول والقوى المعروفة، مبررًا لإعلان ذلك؟”.

نسب النصر للأمة التركية

سعى محرر الافتتاحية إلى نسب النصر في تحرير مرتفعات قره باغ إلى الأمة التركية والإسلامية كاملة، فأشار إلى الأمة الطورانية ودور الدول الإسلامية في ذلك النصر، وعلى رأسها دولة باكستان الحليفة لتركيا.

وبدأت الافتتاحية في سرد الدعم المالي والاقتصادي والسياسي الذي قدمته أذربيجان لتركيا، فجاء فيه: “كنا الوحيدين الذين أرسلنا الأموال والذهب ومساعدات الوقود إلى تركيا، أثناء الحرائق والزلازل.. قام الرئيس إلهام علييف بتوسيع مفهوم حيدر علييف “أمة واحدة – دولتان” على المستوى الدولي ورفع التعاون مع تركيا إلى درجة “الدولة الواحدة”.

واستطرد المحرر في افتتاحية الصحيفة الرسمية: “أذربيجان جعلت تركيا قريبة من دول أسيا الوسطى، بفضل تأسيسها اتحاد الدول الناطقة بالتركية… لقد بذل الرئيس الأذربيجاني جهودًا مضنية لتطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا، اللتين تكادا كانتا في حالة حرب.. بالإضافة لفتح الأبواب أمام الشركات التركية لمشاريع إعادة الإعمار في منطقة قره باغ وزنكزور الشرقية”.

أردوغان وعلييف

أردوغان وعلييف

غضب تركي

تعبر تصريحات أردوغان وما عقبها من تغطية للإعلام التركي للتعاون بين إسرائيل وأذربيجان، عن غضب أنقرة التي كانت تنتظر من باكو مساندتها في موقفها الغاضب من تل أبيب. إذ بينما قطعت تركيا علاقاتها السياسية والاقتصادية مع تل أبيب، فإن العلاقات العسكرية والأمنية والاقتصادية بين جمهورية أذربيجان وإسرائيل مستمرة بقوة.

لكن بعد غضب باكو، بدأت وسائل الإعلام التركية في الإشارة إلى قوة العلاقة الأخوية مع أذربيجان، فكتبت الأكاديمية أي جون عطار، التي حصلت على وسام “الصداقة” من رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف لخدماتها في تطوير العلاقات بين جمهورية أذربيجان وتركيا، في موقع سوبر خبر التركي الجمعة 16 أغسطس: “يكفي أن نردد مقولة الزعيم أتاتورك، حزن أذربيجان، حزننا، وفرحها، فرحنا، لنكشف عن العلاقة القوية بين البلدين”.

أردوغان وعلييف

أردوغان وعلييف

علاقة مستقرة

لا يعبر غضب أذربيجان عن أزمة في العلاقات بين باكو وأنقرة، خاصة أن البلدين تجمعهما علاقة استراتيجية في مجالات عدة، على المستوى الثقافي والسياسي والاقتصادي. وإنما صورة البطل القومي التي يقدمها الرئيس علييف أمام شعبه بعد حرب التحرير ضد أرمينيا تستدعي ذلك الغضب.

وقد جمع الرئيسان علييف وأردوغان، اتصالًا، أمس السبت 17 أغسطس، أعرب فيه أردوغان تقديره للمساعدات التي قدمتها أذربيجان لتركيا في إطفاء حرائق غابات إزمير التركية.

ربما يعجبك أيضا