مخطط تركي إسرائيلي .. إيران المستهدف من حرب «قره باغ»

يوسف بنده

رؤية

قام نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بزيارة إلى العاصمة الروسية موسكو يوم 29 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث ناقش الوضع حول ناغورني قره باغ.

 وقد تحدث تقرير نشره موقع “يورو أسيان تايمز” عن خطورة تصاعد الحرب بين أذربيجان وأرمينيا الذي يمكن وصفه “يوم القيامة” في حال تفاقم الأمر وتصاعد التوتر. واعتبر التقرير أن الحرب أحدثت صراعاً بين القوى العالمية وكذلك بين الجيران، وإيران في منتصف الصراع الحرج وتحتاج بالتأكيد إلى عدم ترك الوضع يتفاقم ويخرج عن نطاق السيطرة.

وكان دور إيران هو أن تكون “محايدة” بين أرمينيا المسيحية وأذربيجان المسلمة، بسبب أن روسيا تدعم أرمينيا حيث تبيع أسلحتها لها، ولكن بعد ذلك تبيع روسيا الأسلحة لإيران وأذربيجان أيضاً, أما تركيا فتؤيد أذربيجان.

وقد دعت إيران الصين وباكستان للمشاركة في حل أزمة الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، لأن كلاهما متشابك في مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وبينما تلتزم الصين الصمت بشأنه حتى الآن، فإن باكستان تدعم أذربيجان بشكل علني.

وتمثل شروط وقف إطلاق النار في نزاع ناغورني قره باغ المتفق عليها بين أرمينيا وأذربيجان تهديدا خطيرا لمصالح إيران الاستراتيجية على المدى الطويل، حيث من المحتمل أن تؤثر آثار ذلك على نظرة الشعب الإيراني لنظامهم ، فضلاً عن تغيير سياسة إيران تجاه أذربيجان وسوريا.

وتسيطر أذربيجان الآن على كامل حدودها مع إيران على طول نهر أراس. في حين أن هذا قد يكون سببا للاحتفال في باكو ، إلا أنه يُنظر إليه بقلق في طهران. وذلك لأن تمديد حدود أذربيجان مع إيران سيمنح إسرائيل حق الوصول إلى المزيد من الأراضي التي يمكن من خلالها مراقبة طهران، حسب ما نشرت صحيفة آسيا تايمز.

على الرغم من نفي باكو، ليس سراً أن إسرائيل وأذربيجان تتمتعان بتعاون جوهري في مجال الاستخبارات والطاقة والمسائل العسكرية.

وأذربيجان هي واحدة من أكبر مشتري الأسلحة الإسرائيلية، حيث لعب استخدامها لطائرات “كاميكازي” الإسرائيلية بدون طيار في حرب ناغورني قرة باغ دورا مهما في تحويل ساحة المعركة لصالحها – على الرغم من أن الطائرات بدون طيار تركية الصنع من طراز Bayraktar TB2 يُنسب إليها على أنها مغير حقيقي لقواعد اللعبة في الصراع.

إلى جانب ذلك، تحتفظ إسرائيل وأذربيجان بعلاقات استخباراتية عميقة، وإذا شنت إسرائيل غارات جوية على المنشآت النووية الإيرانية ، فمن المرجح أن تلعب أذربيجان دورا حيويا إما كمحطة للتزود بالوقود أو كنقطة انطلاق.

وكانت النتيجة الأخرى للحرب هي إنشاء ممر عبور عبر الأراضي الأرمينية يربط أذربيجان بجمهورية نخجوان الذاتية الحكم، ومن المرجح أن يتم تشغيل هذا الممر بموازاة الحدود الأرمينية مع إيران ، لكي يتم تشغيله بواسطة القوات الروسية.

وقد أثار هذا بالفعل مخاوف في طهران لأنه قد يؤدي في الواقع إلى قطع وصول إيران إلى أرمينيا وما بعدها إلى أوروبا عبر جورجيا، وبالنسبة لدولة تعاني من العقوبات الدولية ، من الأهمية بمكان بالنسبة لإيران أن تكون قادرة على الوصول إلى جيران أصدقاء.

وستحتفظ تركيا بقوات في أذربيجان وتتمتع الآن بوصول مباشر إلى بحر قزوين عبر ممر ناخچيوان – أذربيجان المقترح. ويمكنها الآن أيضا أن تمارس تأثيرا مباشرا على آسيا الوسطى ، وهي واحدة من أكثر طموحات الرئيس رجب طيب أردوغان.

وما تزال إيران تراهن على الصين، فقد أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى بكين “محمد كشاورز زاده” بان العلاقات الإيرانية الصينية ستشهد تطوراً لافتاً في المستقبل القريب. وأشار کشاورز زاده في حوار أجرته معه قناة (فونيكس) الصينية، وتم بثه الجمعة إلى أن الصين ما زالت الشريك التجاري الكبير لإيران، وقال: إن العام 2021 هو العام الخمسون لبدء العلاقات الرسمية بين البلدين وينبغي الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز العلاقات.

ولفت إلى رغبة إيران أيضا بتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين، وأضاف: أن هذه العلاقات ستشهد تطورا لافتا في المستقبل القريب. واعتبر تاريخ العلاقات الإيرانية الصينية بأنه مبني على الصداقة، وأكد أن هذه العلاقات الودية ستبقى مستمرة. كما اعتبر مشروع “طريق الحرير” بأنه مبادرة مهمة من شأنها أن تقرّب الدول الواقعة في هذا المسار من بعضها بعضا على النقيض من أميركا التي تسعى من خلال بناء الجدران لخلق التباعد بين الشعوب.

مخطط إسرائيلي تركي

حسب تقرير صحيفة الجريدة الكويتية، تتكشف يوماً بعد يوم معطيات جديدة نتجت عن الحرب الخاطفة، التي جرت في جنوب القوقاز بين أذربيجان وأرمينيا، وغيرت أمراً واقعاً عمره عشرات السنوات.

ووسط توتر للعلاقات بين طهران وتركيا، لأسباب بعضها معروف ومعلن، وبعضها الآخر تُعنى به دوائر محدودة؛ كشف مصدر دبلوماسي في طهران، تفاصيل ما أسماه مخططاً تركياً لاستمالة الصين، على حساب الإيرانيين، وقد يضر كذلك بمكانة روسيا.

وقال المصدر إن هناك حراكاً تركياً في الصين يلقى دعماً من لوبي إسرائيلي معروف باسم «لوبي شانغهاي»، لثني بكين عن استخدام إيران وموانئها لنقل بضائعها إلى أوروبا عبر ممر إيران- أذربيجان- روسيا، واستبدالها بطريق «أكثر أمناً واستقراراً»، هو ممر طاجيكستان- أوزبكستان- تركمنستان براً (شاحنات وقطارات) إلى بحر قزوين، ثم إلى أذربيجان وتركيا فأوروبا على البر.

ولفت إلى أنه تبين أن أحد الأهداف الرئيسية لتركيا من حرب قرة باغ هو الممر البري، الذي منحه الاتفاق الثلاثي بين موسكو وباكو ويريفان لأذربيجان عبر أرمينيا للوصول إلى إقليم نخجوان الأذري، الذي لديه واجهة حدودية مع تركيا. وهذا الممر عملياً هو مفتاح خطة تركيا لوصل الشرق بالغرب عبر أراضيها.

ويوضح أنه بمجرد أن يتم وصل أذربيجان بنخجوان عبر الأراضي الأرمينية، بالطريق الذي يفترض أن تشرف عليه القوات الروسية، وهو عملياً الطريق الذي يفصل بين الحدود الأرمينية مع إيران، فإن طهران سوف تخسر على الأقل ضرائب الترانزيت من نحو 8 آلاف شاحنة كانت تمر عبر أراضيها أسبوعياً، إضافة إلى خسارة ورقة استراتيجية كانت بيدها على باكو.

ويقول هذا الدبلوماسي المطلع على بعض هذه التحركات، إن ما تقوم به تركيا حالياً هو بالأساس مشروع أميركي- تركي مشترك كان مقرراً أن يعبر جورجيا، دون الحاجة إلى ممر نخجوان، لكن بسبب تضاريس تلك المنطقة الصعبة للشاحنات والقطارات، بدأ التفكير في بدائل.

وإذ أشار إلى أن واشنطن تدعم وبقوة المشروع التركي، لكن حرصها على عدم تخويف الصين من الاستثمار به دفعها إلى البقاء في الخلف، كشف المصدر أن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عرض هذه المعلومات على الروس، خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، وأبلغهم أن الموضوع لا يتلخص فقط بفتح طريق من الصين إلى أوروبا، بل يشمل أيضاً إمدادات الغاز والنفط من الجمهوريات السوفياتية السابقة، مثل كازاخستان وأذربيجان إلى أوروبا عبر تركيا، لإيجاد بديل لإمدادات الطاقة الروسية.

ويشار هنا إلى أن وزارة الطاقة التركية وقّعت اتفاقاً مع حكومة أذربيجان لإقامة خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي إلى إقليم نخجوان، وهو ما يمكن أن يشكل بنية تحتية ملائمة.

ويختم المصدر بالقول إن أحد العراقيل التي تواجهها روسيا في التعامل مع هذه الخطة التركية هو رئيس الحكومة الأرمني نيكول باشينيان، الذي يرفض التعويل على التحالف التاريخي مع موسكو وطهران، ويحاول التقرب من الغرب.

ربما يعجبك أيضا