“بشر الكتاتني”.. الرجل الذي صرف “عفريت اللمبي”

أماني ربيع

رؤية

لفترة طويلة غيّب النجم محمد سعد موهبته وجعلها حبيسة لشخصية واحدة أطلقت شهرته في العالم العربي هي “اللمبي”، أقلام نقدية كثيرة دعت سعد بعد نجاح فيلمه سينمائيا أن يتخطى مرحلة الانتشار ويبدأ في انتقاء أدوار تناسب حجم موهبته لكنه لم يسمع لأحد واستمر لأكثر من 16 عاما في استنساخ نفسه حتى بهتت الصورة ولم تعد تنال رضا الجمهور الذي بدا للجميع أنه أغلق كتاب نجوميته إلى الأبد.

وكان فيلم “تحت الترابيزة” هو القشة التي قصمت ظهر البعير، وحصد إخفاقا كبيرا في شباك التذاكر ولم يستطع حتى حصد 3 ملايين جنيها، وإذا كان هذا من ناحية يعتبر سوء حظ كبير، إلا أنه بعد ذلك بدا وكأنه محاولة أخيرة لكي يفيق سعد من غيبوبة “اللمبي” ويعيد حساباته ويقرر تغيير جلده، في دور لافت بفيلم ليس من بطولته لكن دوره استحق الإشادة وسحب البساط من الجميع في فيلم “الكنز”.

ويبدو أن شخصية “بشر الكتاتني” هي تميمة حظ محمد سعد الجديدة نال نها ثناء الجمهور والنقاد، وتوج مجهوده بجائزة أفضل ممثل من مهرجان جميعة الفيلم في مصر.

هذه الجائزة التي تستحقها عن جدارة موهبة سعد أعادت إليه الأضواء ليعرب عن سعادته بالتغيير الذي طال انتظاره، ولم ينس سعد تقديم امتنانه للمخرج شريف عرفة الذي كان أول من اعتمد موهبة سعد عبر فيلم “الناظر” عام 2000 الذي انطلقت بعده شخصية “اللمبي”.

لذلك في كلمته بعد استلام الجائزة أهدى سعد هذا الإنجاز لشريف عرفة باعتبار أنه الوحيد “اللي صرف عفريت اللمبي”، بحسب قوله.

وتمنت الناقدة ماجدة خير الله أن يستوعب سعد أنه أهدر كثير من الوقت فى تقديم نوع من الكوميديا عفى عليه زمن وتسبب في سقوطه، وأن”الكنز” فرصة ذهبية جاءته ليؤكد أنه مازال متواجدا على الساحة الفنية.

وبعد هذه العودة الناجحة، انتهى محمد سعد من تصوير الجزء الثاني في فيلم “الكنز”، مع نفس فريق العمل، والسؤال الآن ولكن ماذا “الكنز”؟، أمام محمد سعد تحد كبير في أن يثبت نفسه مجددا، ويعود للأعمال الناجحة جماهيريا ونقديا أيضا، فهل سيستأنف مشروعه الكوميدي بشخصيات جديدة، أم يستمر في الأدوار الجادة، عليه أن يحسب الخطوة القادمة جيدا ويستمع للمخلصين من الصدقاء والفنانين.
 

كتب الناقد حازم عزمي عن دور بشر الكتاتني في فيلم “الكنز” :” لطالما قلت منذ زمن بعيد أن محمد سعد يحمل بداخله طاقات تمثيلية كبيرة تتجاوز بكثير تلك الشخصيات الكارتونية الفجة التي درج على تقديمها وحبس نفسه في إطارها منذ أن أصابته النجومية بعد تجسيده لشخصية اللمبي”.

وأضاف: يعيد محمد سعد اكتشاف نفسه كممثل من العيار الثقيل يدرك أبعاد الشخصية تمام الإدراك ويحاول استحضار أدق ملامحها دون تزيد أو نقصان وهو انضباط في الأداء يدل أول ما يدل على ان سعد قد أدرك أخيرا ضرورة أن يسلم قياده للمخرج دون ادنى محاولة منه للتغول على سلطة هذا المخرج بوصفه النجم الاوحد صاحب الايرادات، انحسرت الاضواء عن سعد بعد سلسلة من الاخفاقات المدوية المتوالية فإذا بشريف عرفة يعطيه في هذا الفيلم ما يعد بمثابة قبلة الحياة”.

ربما يعجبك أيضا