بعدما فشلت غزوة «الكبتاجون».. اقتصاد مليشيات خامنئي اللبنانية على المحك

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

الجميع في لبنان يدرك أن الانهيار الكبير على الأبواب، بمن فيهم الساسة اللبنانيين ومعهم قائد الجيش يحذرون من مستقبل قاتم وانهيار اقتصادي غير مسبوق، فقط المليشيات اللبنانية الموالية لإيران التي تسمى “حزب الله اللبناني” تستعد فعليا على الأرض لمواجهة الطوفان القادم، خصوصا أن نظام المحاصصة الطائفية في لبنان أثبت فشله، وهيمنة إيران ومليشياتها على مفاصل الدولة اللبنانية فشلت فشلا ذريعا.

الليرة اللبنانية مستمرة في الانهيار أمام الدولار، وشبح المجاعة على الأبواب، وبات انهيار النظام السياسي في تلك الدولة مسألة وقت ليس إلا، خصوصا مع إغلاقات كورونا المتكررة.

وبأوامر من علي خامنئي والاستخبارات الإيرانية، بدأ حزب “الكبتاجون” أو المليشيات اللبنانية الموالية لإيران التي يقودها حسن نصرالله بالتجهز اقتصاديا عبر زراعة المخدرات في مساحات شاسعة في لبنان وخصوصا في الجنوب وسهل البقاع وفي سوريا بأرياف حمص ودمشق والقلمون بالمخدرات، لتوفير المليارات من الدولارات اللازمة لتمويل خطط الحزب في الفترة القادمة، وكانت تقارير غربية قد أكدت وجود مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بالمواد المخدرة تحت سيطرة حزب الله في كل من سوريا ولبنان، وتقدر أرباحها بنحو ستة مليارات دولار سنوياً، وباتت سوريا من أكبر أسواق تصريفها.

وما الشحنات إلى السعودية واليونان والنيجر وتركيا ورومانيا وإيطاليا التي تم اكتشافها أخيرا هي ما تم اكتشافه فقط، حتى الوقود الشحيح في لبنان تهربه المليشيات الموالية لإيران ليل نهار إلى سوريا، الأمر الذي أدى لانتشار الجيش اللبناني على الحدود لمنع تهريب الوقود إلى سوريا، كما ضبطت آليات تستخدم في أعمال التهريب، لكن السيارات التابعة لميلشيا إيران والتي تهرب الوقود لا يستطيع أحد في لبنان أن يقترب منها، كما أعلن وزير الطاقة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال ريمون عجر أن شح البنزين في لبنان سببه الأساسي التهريب إلى خارج البلاد بسبب فارق الأسعار بين لبنان وسوريا.

كما أرسلت ميليشيا “الكبتاجون” بقيادة حسن نصرالله دفعة جديدة من الحبوب المخدرة إلى ريف دير الزور الشرقي في شرقي سوريا؛ تمهيداً لنقلها إلى العراق والدول العربية، وذلك عبر مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، شحنة المخدرات الضخمة المغطاة بصناديق الخضار والفواكه أرسلت من لبنان عبر محافظة حمص وريفها الشرقي وصولاً إلى دير الزور، وقد حولت الميليشيات الإيرانية مناطق سيطرتها – تعتبر المنطقة الشرقية من أبرزها – إلى سوق كبيرة للحبوب المخدرة؛ حيث تعمل على نشرها بين الشبان وفي المدارس والجامعات وسط صمت نظام الأسد وأجهزته الأمنية.

وفي المنطقة الجنوبية ودرعا تحديدا يتولى الحزب الموالي لإيران تهريب المخدرات إلى الأردن التي كثفت جهودها الأمنية على حدودها الشمالية؛ حيث يتم بشكل مستمر إحباط بعض المحاولات لإدخال شحنات الحبوب المخدرة، فيما تحاول عمان جاهدة إبعاد إيران عن حدودها بالاتفاق مع الروس.

كما بدأت السلطات الأرجنتينية عمليات مراقبة لعدد من مناطق التهريب الحدودية وخصوصاً الأماكن التي يتواجد فيها لبنانيين على تواصل مع حزب الله، وكذلك مافيات تهريب المخدرات التي تتعامل مع الميليشيات اللبنانية في مثلث التهريب الحدودي بين دول في أمريكا الجنوبية، فيما خصصت الحكومة الفيدرالية الكندية لجنةً للتحقيق في عمليات غسل أموال تتم من خلال المقامرة في كازينوهات مدينة فانكوفر وتهريب المخدرات، تتورط فيها شبكة تابعة للنظام الإيراني وميليشيات حزب الله.

ومن جهة أخرى بدأت تلك المليشيا بتخزين المواد الغذائية والنفطية أمام مخاوف من انهيار الدولة لتصبح غير قادرة على استيراد الغذاء أو الوقود، وهي تسعى أن تكون هي الدولة بعدما تنهار الحكومة اللبنانية الحالية، فالتجربة القريبة أكدت أن شيعة لبنان أنفسهم باتوا ضد الكثير من قرارات الحزب الذي تسبب في إفقارهم ونشر البطالة بينهم.

العقوبات الأمريكية شلت اقتصاد الحزب الإرهابي، وكان آخر تلك العقوبات التي استهدفت مؤسسة “القرض الحسن”، وهي لم تستهدف جمعية خيرية كما يزعم البعض، فالجمعية الخيرية اسما هي بنك “حزب الله” وإيران الخاص في لبنان، ويدار من الحزب بنسبة 100%، وهو يستثمر أموال عشرات الآلاف من الشيعة ويحقق بالتالي أرباحاً بمئات الملايين من الدولارات، وهو بذلك يدمر النظام المالي اللبناني الهش أصلا، ويساعد الحزب في تلافي العقوبات الدولية ولهذا جاءت العقوبات الأمريكية لتقصم ظهر الحزب الإرهابي.

الحزب ينهار اقتصاديا بعدما ضربت شبكته في العالم أجمع، ولم يعد له من امل سوى رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران ، وإلا فنهايته ستكون وخيمة.

ربما يعجبك أيضا