بعد اتهام أوكرانيا بقتلها.. ماذا نعرف عن داريا دوجين؟

آية سيد
داريا دوجين

ساهمت أفكار ألكسندر دوجين بشدة في تشكيل أفكار ابنته داريا التي أدرجتها الولايات المتحدة وبريطانيا على قوائم العقوبات بسبب دعمها للحرب الروسية الأوكرانية.


أدى انفجار سيارة خارج العاصمة الروسية، موسكو، ليلة السبت الماضي، إلى مقتل داريا دوجين، ابنة الفيلسوف والمفكر الروسي، ألكسندر دوجين، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين.

وبحسب ما أوردت وكالة رويترز، أمس الاثنين 22 أغسطس 2022، اتهم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أجهزة استخبارات أوكرانية بقتل داريا دوجين، الصحفية والناشطة السياسية المؤيدة للحرب الروسيا الأوكرانية، في حين نفت كييف تورطها في الهجوم.

من هي داريا دوجين؟

داريا دوجين هي ابنة المفكر الأيديولوجي القومي المتشدد، ألكسندر دوجين، من زوجته الثانية الفيلسوفة ناتاليا ميلينتيفا، وفق تقرير لشبكة “سكاي نيوز“. ونشأت داريا في موسكو ودرست في الجامعة الحكومية، وكان والدها رئيس قسم الاجتماع والعلاقات الدولية في ذلك الوقت.

وبعد تخرجها، انضمت داريا إلى “الحركة الأوراسية” التي أسسها والدها بعد الانفصال عن الحزب البلشفي القومي مطلع الألفية الثانية. وبحسب “سكاي نيوز”، تجمع “الحركة الأوراسية” بين الأرثوذكسية الروسية وعناصر من البلشفية القومية، وتستبق وقوع حرب بين ما يُسمى بالإمبراطورية الروسية والغرب.

داريا دوجين

داريا دوجين

الانخراط في العمل الصحفي

إلى جانب عملها معلقة سياسية للحركة الأوراسية وسكرتيرة صحفية لوالدها، ظهرت داريا في العديد من القنوات التليفزيونية الموالية للكرملين، مثل “روسيا اليوم” و”تسارجراد” التي عمل والدها رئيسًا للتحرير بها. كذلك كانت درايا رئيسة تحرير موقع “العالم المتحد“.

ويصف الموقع نفسه بأنه “مركز تحليلي مستقل” لعلماء السياسة وخبراء العلاقات الدولية. ولكن بحسب “سكاي نيوز”، يُعرف الموقع بترويجه للمعلومات المضللة، وبأنه مملوك لحليف بوتين، يفجيني بريجوزين، الذي يمول مجموعة “فاجنر” الروسية.

الترويج للمعلومات المضللة

بسبب دعمها للحرب الروسية الأوكرانية، أدرجت الولايات المتحدة وبريطانيا داريا دوجين على قوائم العقوبات بداية العام الحالي، وفي بيان صحفي في مارس الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية إدراج داريا دوجين على قائمة العقوبات بصفتها رئيسة تحرير موقع “العالم المتحد” الذي ينشر معلومات مضللة، ونشر مقالًا يشير إلى أن أوكرانيا “ستهلك” إذا انضمت إلى الناتو.

وفي إبريل الماضي، أعلنت بريطانيا فرض عقوبات على داريا دوجين كونها “مساهمًا بارزًا في نشر المعلومات المضللة في ما يتعلق بأوكرانيا والغزو الروسي عبر منصات إلكترونية متعددة”. وتعليقًا على ذلك، قالت الباحثة في جامعة برمنجهام، جاروسلافا باربيرا، لـ”سكاي نيوز”: “في الأشهر القليلة الماضية، كانت داريا تكرر روايات الكرملين بشأن وجود جماعات نازية ويمينية متطرفة في أوكرانيا، وبالتالي فإن “العملية العسكرية الخاصة الروسية مبررة”.

ولفتت “سكاي نيوز” إلى أن داريا تباهت علنًا بوضعها هي ووالدها على قوائم العقوبات الغربية. وقبل أسابيع من مقتلها، زارت مدن ماريوبول ودونيتسك لإظهار دعمها للقوات الروسية هناك.

التأثر بأفكار والدها

أشارت “سكاي نيوز” إلى أن أفكار ألكسندر دوجين ساهمت بشدة في تشكيل أفكار ابنته. وكان دوجين منشقًا مناهضًا للشيوعية في الثمانينات. ثم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، أسس الحزب البلشفي القومي في 1993، لكنه غادره لتأسيس “حزب أوراسيا” في بداية العقد الأول من الألفية الثانية.

وفي العام 1997، نشر ألكسندر دوجين كتابه “أسس الجيوبولتيكا: مستقبل روسيا الجيوبولتيكي” الذي أوضح فيه رؤيته للعالم وفق مبادئ “الأوراسية الجديدة”. ويرى دوجين أن روسيا يجب أن تهيمن على أوروبا وآسيا في إمبراطورية واحدة يحكمها الروس. زأنه لكي تعيد روسيا بناء قوتها عالميًّا، ستحتاج لاستخدام المعلومات المضللة وزعزعة الاستقرار وضم الأراضي، وأن أحد أهداف الضم يجب أن تكون أوكرانيا.

وبحسب سكاي نيوز، منذ وصول بوتين إلى الحكم، أظهر عداءً متزايدًا تجاه الغرب وأصبح مركزًا بشدة على هيمنة روسيا العالمية. ويشير بعض المحللين إلى أن دوجين يقف وراء ذلك، واصفين إياه بـ”عقل بوتين” و”راسبوتين بوتين”.

داريا دوجين

داريا دوجين ووالدها ألكسندر

اتهام أوكرانيا بقتل داريا دوجين

اتهم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي امرأة أوكرانية بتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل داريا دوجين، وفق رويترز. وذكر أنها على علاقة بأجهزة الأمن الأوكرانية واتهمها بأنها عضو في كتيبة “آزوف”، وهي وحدة تابعة للجيش الأوكراني أدرجتها روسية كجماعة إرهابية. وقال جهاز الأمن الفيدرالي إن المرأة دخلت روسيا في يوليو الماضي، وأمضت شهرًا في التحضير للهجوم، ثم غادرت إلى إستونيا.

من جانبها، نفت أوكرانيا تورطها في الهجوم. ووصف مستشار الرئاسة، ميخائيل بودولياك، الاتهام بأنه “دعاية”. وقالت كتيبة آزوف إن المرأة لم تكن عضوًا بالكتيبة واتهمت روسيا باختلاق كذبة، بحسب رويترز. وفي سياق متصل، منح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، داريا دوجين “وسام الشجاعة” بسبب “شجاعتها وتفانيها في أداء واجبها المهني”، واصفًا مقتلها بالجريمة “الشريرة والوحشية”.

ربما يعجبك أيضا