بعد استقالة نعمت شفيق.. ما مصير الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية؟

إسراء عبدالمطلب

جاءت استقالة شفيق، التي تولت منصبها كأول امرأة في رئاسة جامعة كولومبيا في يوليو الماضي، بشكل مفاجئ حيث لم يتبق على بداية الفصل الدراسي الخريفي سوى أقل من ثلاثة أسابيع.


استقالت رئيسة جامعة كولومبيا، الدكتورة نعمت شفيق، المعروف بـ “مينوش” الأربعاء 14 أغسطس 2024، بعد أشهر من الجدل حول تعاملها مع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين وأسلوب إدارتها في ظل الانقسامات العميقة داخل الحرم.

وتزامنت الاستقالة مع ظهور مشوه أمام الكونجرس بخصوص معاداة السامية في الحرم الجامعي، وستنتقل إلى وظيفة جديدة لدى وزير الخارجية البريطاني لقيادة مراجعة نهج الحكومة في التنمية الدولية.

نعمت شفيق: من هي رئيسة جامعة كولومبيا السابقة التي أطاحت بها احتجاجات حرب غزة؟ - BBC News عربي

نعمت شفيق تترك منصبها بعد أزمة المظاهرات

بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، قالت الدكتورة شفيق، الخبيرة الاقتصادية، التي قضت معظم حياتها المهنية في لندن، في رسالة رسالة وجهتها إلى مجتمع كولومبيا، إن الحرم الجامعي أحرز بعض التقدم في مجالات معينة، لكن الفترة كانت مليئة بالاضطرابات التي صعب التغلب على وجهات النظر المتباينة.

وأضافت: “لقد أثرت هذه الفترة بشكل كبير على عائلتي وعلى آخرين في مجتمعنا، وخلال الصيف، قررت أن انتقالي في هذه المرحلة قد يساعد كولومبيا في تجاوز التحديات المقبلة”، وأُعلنت استقالتها بشكل فوري، وعين مجلس أمناء الجامعة الدكتورة كاترينا أرمسترونج، رئيسة المركز الطبي بجامعة كولومبيا وعميدة كلية الطب منذ عام 2022، كرئيسة مؤقتة. ولم يحدد المجلس جدولاً زمنياً لتعيين قائد دائم.

إسهامات شفيق

في بيان، أشاد الرؤساء المشاركون لمجلس الإدارة بإسهامات شفيق، قائلين: “لقد قدمت مينوش الكثير لمجتمع كولومبيا في وقت صعب للغاية. بينما نشعر بخيبة أمل لرؤيتها تغادر، فإننا نحترم قرارها”.

جاءت استقالة شفيق، التي تولت منصبها كأول امرأة في رئاسة جامعة كولومبيا في يوليو الماضي، بشكل مفاجئ حيث لم يتبق على بداية الفصل الدراسي الخريفي سوى أقل من 3 أسابيع، ورغم تأكيد أعضاء مجلس إدارة الجامعة مراراً أنهم يدعمون قيادتها، فقد كان الحرم الجامعي هادئاً نسبياً خلال الصيف.

انقسامات عميقة داخل الحرم الجامعي

يسلط قِصر فترة رئاسة شفيق الضوء على التحديات العميقة التي واجهتها، والتي ارتبطت بشكل كبير بالمظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي، والتي انتشرت في جامعات مختلفة في البلاد. واجهت شفيق، التي أدلت بتصريح تصالحي أمام الكونجرس في إبريل بعد اتهامات بمعاداة السامية في الحرم الجامعي، انتقادات شديدة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، إذ استدعت الشرطة مرتين إلى الحرم الجامعي، مما أثار غضب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

وتعرضت شفيق لانتقادات بسبب تعاملها مع الاحتجاجات، حيث اعتُبرت استجابتها بطيئة بالإضافة إلى افتقارها للتعامل الفعّال كما أدى قرارها بشأن معاملة المتظاهرين وإغلاق الحرم الجامعي إلى المزيد من الجدل، وتجدر الإشارة إلى أن فترة رئاسة شفيق كانت من بين الأقصر في تاريخ جامعة كولومبيا الممتد على مدى 270 عامًا، حيث واجهت تحديات تتعلق بموازنة سلامة الطلاب مع حرية التعبير والحرية الأكاديمية.

توتر مستمر واستعدادات للاحتجاجات القادمة

عندما تولت شفيق رئاسة الجامعة، كانت من بين الرؤساء القلائل في رابطة آيفي الذين لم يكونوا على دراية كاملة بالمجال الأكاديمي الأمريكي أو توتراته، وكانت قبل ذلك رئيسة كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وشغلت مناصب عليا في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والحكومة البريطانية.

وتأتي استقالة شفيق في وقت يظل فيه التوتر قائماً، حيث شهدت الجامعة مؤخراً فضيحة بسبب رسائل نصية ساخرة، مما أدى إلى استقالة ثلاثة عمداء، ومع استعداد الطلاب لاستئناف الاحتجاجات في الخريف، أعلنت الجامعة عن نظام مرمز بالألوان لتحديد مستوى خطر الاحتجاجات.

وأعرب أحد المفاوضين الطلابيين، محمود خليل، عن عزم الطلاب على الاستمرار في احتجاجاتهم حتى تستجيب الجامعة لمطالبهم بسحب استثماراتها من الشركات التي تستفيد من احتلال الأراضي الفلسطينية.

ربما يعجبك أيضا