بعد استهدافه بعقوبات مباشرة.. كم تبلغ ثروة الرئيس الروسي؟

ولاء عدلان

جوزيب بوريل: يتعين علينا بذل مزيد من الجهد لتعقب أصول بوتين في الاتحاد الأوروبي، فمن المحتمل أن تكون هذه الأصول مسجلة بأسماء أخرين.


أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الجمعة 25 فبراير الحالي 2022 عن فرض عقوبات مباشرة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف، وعدد من المسؤولين الروس أيضًا.

جاء التحرك الأمريكي عقب إعلان الاتحاد الأوروبي عن إدراج بوتين ولافروف ضمن قائمة الأفراد الخاضعين للعقوبات، كما أعلنت كلٌّ من كندا وبريطانيا عن عقوبات مماثلة أيضًا، ردًّا على الحرب الروسية الأوكرانية.. فهل تكفي هذه العقوبات لردع الرئيس الروسي ووقف الحرب بين موسكو وكييف؟

موسكو تتوعد بالرد.. وتعقُّب ثروة بويتن أمرٌ صعب

قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الجمعة، في أول تعليق روسي رسمي على قرار العقوبات إن نهج الغرب في فرض العقوبات ضد روسيا دليل على ضعفه وعدم قدرته على استخدام سبل الدبلوماسية، مضيفة “سنرد على العقوبات الأمريكية الأوروبية بما هو مناسب لنا”. وتعليقًا على قرار لندن بتجميد أصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف قالت “ليس لدى الرئيس بوتين والوزير لافروف حسابات في بريطانيا أو في أي مكان بالخارج”، وفقًا لـ”روسيا اليوم“.

وأضاف التقرير أنه من الصعب معرفة مقدار ثروة بوتين وأين توجد الأصول التابعة له، فالأرجح أن هذه الثروة موزعة عبر شبكة سرية من الشركات والعقارات وحسابات بأسماء أشخاص آخرين، وفقًا لتقرير لـ”تايم“. ونقل التقرير عن مسؤول السياسة الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قوله في مؤتمر صحفي أمس الجمعة “يتعين علينا بذل الجهد لتعقب أصول بوتين في الاتحاد الأوروبي، فمن المحتمل أن تكون هذه الأصول مسجلة بأسماء كيانات أو أشخاص آخرين”.

ثروة الرئيس الروسي.. بين التوقعات والحسابات الرسمية له

من المستحيل حساب ثروة الرئيس بوتين بدقة، ففي 2017 أخبر المستثمر الأمريكي بيل براودر الذي جمع ثروته في روسيا قبل أن يصبح من أبرز منتقدي الكرملين، مجلس الشيوخ الأمريكي أن بوتين لديه أصول تقدَّر بـ200 مليار دولار، وهو رقم يجعله أغنى رجل في روسيا والعالم كله، وفقًا لتقرير لمجلة “فورتشن” الدولية. وفي 2021 زعم المستشار السابق في الكرملين ستانيسلاف بيلكوفسكي أن ثروة بوتين لا تقل عن 70 مليار دولار، وهو رقم يضعه في قائمة فوربس لأغنى 20 مليارديرًا بالعالم.

فيما قدَّر الخبير الاقتصادي السويدي أندرس أسلوند مؤلف كتاب “رأسمالية المحسوبية في روسيا” هذا العام أن بوتين يمتلك أصولًا تتراوح بين 100 مليار دولار و130 مليار دولار. لكن الكرملين يكشف أن الدخل السنوي لبوتين يبلغ نحو 140 ألف دولار ويمتلك شقة في سانت بطرسبرج مساحتها 800 قدم مربع “74 مترًا مربعًا” كما يستخدم شقة مساحتها 1600 قدم مربع “148.6 متر مربع” في موسكو، بجانب سيارتين وشاحنة للطرق الوعرة، لكن الخبراء يقولون إن هذه الأصول تمثل ثروة دائرته الداخلية نيابة عنه، بحسب تقرير “فورتشن”

Putin palace 800x450 1

معلومات وثائق باندورا وزعيم المعارضة الروسية عن ثروة بوتين

وثائق باندورا الصادرة 2021 الماضي عن الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين للكشف عن الثروات السرية لزعماء العالم أفادت أن بوتين يخفي أصول ممتلكاته، وكشفت عن شقة في موناكو بـ4 ملايين دولار اشتراها في صفقة سرية باسم سيدة كانت على علاقة به، وفقًا لـ”بيزنس إنسايدر“. وبحسب بعض التقارير يمتلك بوتين 58 طائرة و4 يخوت و20 فيلًا. وحاول زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني الكشف عن جانب من ثروة بوتين في يناير 2021 الماضي، فنشر مقطع فيديو يظهر قصرًا فخمًا بقيمة 1.4 مليار دولار على البحر الأسود.

وزعم أليكسي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمتلك هذا القصر، في حين نفى الكرملين ذلك، بحسب تقرير الـ”تايم“. وقبل أسبوعين فقط من الحرب الروسية الأوكرانية أفادت تقارير ألمانية أن بوتين يمتلك يختًا فاخرًا طوله 82 مترًا وقيمته 125 مليون دولار، تحرك في بحر البلطيق من ألمانيا باتجاه روسيا، قبل اكتمال إصلاحات كان يخضع لها في هامبورج منذ العام الماضي، في إشارة إلى قلق الرئيس الروسي من سلاح العقوبات، بحسب تقرير مجلة “تايم”.

هل العقوبات كافية؟

قال المسؤول السابق في مكتب سياسة العقوبات الاقتصادية التابع لوزارة الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية إدوارد فيشمان إن “العقوبات لن تُفقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو تغيِّر حياته بأي طريقة ذات مغزى”، مضيفًا أن فرض عقوبات أوسع على الاقتصاد الروسي بدلًا من العقوبات المباشرة على الأفراد قد يكون له تأثير ملموس في سبيل ردع روسيا، بحسب “بيزنس إنسايدر”.

وفي السياق نفسه أشارت صحيفة “الجارديان” البريطانية إلى أن فرض عقوبات مباشرة تستهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعد خطوة رمزية إلى حد كبير، لكنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على عزم الغرب على التصدي للحرب الروسية الأوكرانية. جدير بالذكر أن بوتين أعلن قبل أيام قليلة اعتراف موسكو بانفصال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن نظام الحكم الأوكراني، بعدها بقليل اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية.

 

ربما يعجبك أيضا