بعد انهيار الأسهم والعملة.. هل تواجه روسيا شبح الإفلاس المالي؟

الحديث عن حالة إفلاس للبنوك الروسية بعد الحرب الروسية الأوكرانية لا يمكن قياسه الآن، خاصة بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على روسيا.

على المدى القصير لا يمكن قياس نتائج العقوبات الأمريكية والأوروبية على الاقتصاد الروسي وكبار رجال الأعمال والبنوك فيها، حتى بعد انهيار سوق المال والعملة المحلية في روسيا، وفق تصريحات الخبير المصرفي محمد عبد العال، عضو مجلس إدارة بنك قناة السويس الأسبق، لـ”شبكة رؤية الإخبارية”.

أثر العقوبات الأمريكية الأوروبية في اقتصاد روسيا

يقول الخبير المصرفي محمد عبد العال إن “أثر العقوبات الأمريكية والأوروبية في الاقتصاد الروسي سيظهر على المدى المتوسط وليس الآن، فبعد أن انهارت أسواق المال الروسية والأوروبية والأمريكية والروبل الروسي، في أول أيام الحرب يوم الخمس الماضي عاودت التحسُّن يوم أمس الجمعة 25 فبراير الحالي 2022، في مسار تصحيحي سريع. ويشير عضو مجلس إدارة بنك قناة السويس الأسبق إلى أن مصادرة بعض الأصول المالية للأثرياء الروس في الدول التي أعلنت عن عقوبات اقتصادية على روسيا لن تكون مؤثرة أيضًا حاليًّا.

ذلك أن الأموال ستبقى كما هي هناك، وعند التوصل إلى حل للأزمة ستعود إلى التداول مرة أخرى. ويوضح الخبير المصرفي أن العقوبات التي فرضتها كل من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي على روسيا استثنت القوى الاقتصادية المؤثرة المتمثلة في عدم إخراجها من نظام سويفت المصرفي العالمي واستثنت خطوط الغاز أيضًا. وهو ما يُبقي على الاستثمارات الأجنبية وحركة التجارة مع روسيا، ما يعطي مؤشرًا لتعافي السوق المالية في روسيا وعودة العملة إلى مستوى يقترب ممَّا كانت عليه قبل الحرب على أوكرانيا.

انهيار بورصة روسيا وعملتها

الروبل الروسي

مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية تراجع الروبل الروسي إلى مستوى متدنٍّ على نحو قياسي يوم الخميس، وانخفض الروبل إلى 89.98 مقابل الدولار، بسبب عزوف المستثمرين عن العملة الروسية وتوجُّههم إلى عملات الملاذ الآمن وبعدها ارتفع الدولار إلى 7% مقابل الروبل وسط تراكم ضغوط البيع مع فتح الأسواق الأوروبية، بحسب تقرير العربية 24 فبراير الحالي 2022. ويشير التقرير إلى أن بورصة موسكو أوقفت التداولات يوم الخميس الماضي بعد هبوط السوق 10%، كإجراء احترازي في بداية اليوم.

ومع عودة التداولات شهدت بورصة روسيا هبوطًا كبيرًا، فقد هبط مؤشر “إر تي إس” بنسبة 33% ليصل إلى 821.47 نقطة، في حين تراجع مؤشر البورصة الروسية الأوسع نطاقًا MOEX بنسبة 28.65% ليصل إلى 1587.03 نقطة، وهبط مؤشر الأسهم الكبرى بنسبة 30.51% إلى 13977.27 نقطة. لكن الوضع اختلف بعد ذلك، فبعد خسارة تجاوزت 30% الخميس الماضي ارتفعت بورصة موسكو أمس الجمعة بنسبة 20% وبقي سعر صرف الروبل أعلى من 80 روبل مقابل الدولار وبلغ 83،4423، بحسب تقرير فرانس 24 يوم الجمعة 25 فبراير 2022.

تفاصيل العقوبات الأمريكية والأوروبية المعلن عنها على روسيا

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمام البرلمان، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرنية عن فرض عقوبات على أكثر من 100 فرد وكيان روسي، مضيفًا أنه سيجمِّد أصول أكثر من 100 كيان وشخصية أخرى، بالإضافة إلى مئات الكيانات والشخصيات التي أعلنت عنها الحكومة البريطانية، وفق تقرير لـ”العربية” يوم أول من أمس الخميس 24 فبراير الحالي 2022.

وأشار التقرير أيضًا إلى تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، في وقت لاحق يوم الخميس الماضي، إلى أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة ستكلف اقتصاد روسيا الكثير، كما أن إدارته سوف تحظر 4 مصارف روسية جديدة، وستمنع أي استثمارات أمريكية في روسيا، بالإضافة الى أنها ستوقف أكثر من نصف صادرات التكنولوجيا إلى روسيا.