بعد بناء الرصيف البحري.. لماذا يصعب حل الأزمة الإنسانية في غزة؟

بـ320 مليون دولار.. الولايات المتحدة تبني رصيف بحري لإيصال المساعدات لغزة

شروق صبري
المساعدات للمدنيين في رفح

أنفق البنتاجون 320 مليون دولار واشترك 1000 جندي وبحار في فتح ممر بحري رئيسي، لإرسال المساعادات إلى غزة، فلماذا تعقد وصول المساعدات؟


بدأت الجهود الأمريكية الطموحة لإيصال المساعدات إلى غزة عبر رصيف عائم في البحر الأبيض المتوسط، وواجهت هذه الخطوة، العديد من التحديات اللوجستية نفسها التي خنقت المحاولات الأوسع لتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ونُفذ المشروع، تنفيذا لوعد الرئيس الأمريكي جو بايدن في مارس بأن الجيش الأمريكي سيتولى بناء رصيف مؤقت قبالة ساحل غزة لسفن الشحن لتفريغ حمولات الطعام والمياه وغيرها. وتشارك 14 سفينة من واشنطن ودول أخرى في دعم الجماعات الإنسانية، حسبما أفادت “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اليوم السبت 25 مايو 2024.

رصيف عائم

لكن في الأسبوع الأول من العمليات، جرى تسليم 820 طنًا فقط من المساعدات عبر الرصيف، وصل حوالي ثلثيها إلى نقاط التوزيع داخل غزة، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الخميس 23 مايو 2024.

توصيل المساعدات لأهالي رفح

توصيل المساعدات لأهالي رفح

التزام بايدن أمام الرئيس المصري

هذه المساعدات تقريبا حمولة 71 شاحنة، وهو أقل من الهدف الأولي المتمثل في 90 حمولة شاحنة يوميا، ونحو 15% من الحد الأدنى المقدر للاحتياجات اليومية لسكان يزيد عددهم عن مليوني شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد على مستوى الأزمة.

ووفقًا لمسؤولي الأمم المتحدة، لم تتمكن حوالي عشر شاحنات من الوصول إلى وجهاتها داخل غزة، حيث إن الشاحنات لم تتمكن من استخدام طرق بديلة بسبب القيود الإسرائيلية، وهي مشاكل مألوفة تعاني منها عمليات المساعدات.

مستوى منخفض من الدعم

من جهته، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يوم الأربعاء 22 مايو: “إن التدفقات لا تصل بالمعدل الذي سيكون أي منا سعيدًا به، لأننا نريد دائمًا المزيد”، مضيفًا أن الولايات المتحدة تعمل على وضع “الترتيبات الأمنية اللازمة”.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الرصيف العائم، بعد وقت قصير من تحقيق هدفه الأولي، سيزيد من قدرته لتمكين 150 شاحنة يوميا من دخول غزة، ومساعدة ما لا يقل عن 500 ألف شخص شهريا. ونفى سوليفان أن تكون المستويات المنخفضة الحالية تشير إلى سوء التخطيط، وألقى باللوم بدلاً من ذلك على “البيئة الديناميكية”.

عرقلة المرور

بدأ الرصيف العمل في وقت حرج من الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثمانية أشهر، حيث أدى التقدم العسكري الإسرائيلي في رفح إلى عرقلة المرور عبر المعبرين الحدوديين الجنوبيين، اللذين كانا بمثابة قنوات لمعظم المساعدات التي تدخل قطاع غزة.

وكان المقصود من الممر البحري وحملة الإسقاط الجوي المستمرة، استكمال عمليات التسليم الأرضية، والتي تعتبر أرخص وأكثر كفاءة، ومع ذلك، إذا تمكن الطريق البحري من التوسع واستمرت حملة رفح، فمن المحتمل أن يوفر الرصيف شريان حياة حيوي للسكان الذين يواجهون المجاعة.

أهالى رفح

أهالى رفح

نظامًا معقدًا

يشكل الممر البحري نظامًا معقدًا مليئًا بالاختناقات المحتملة إذ تُرسل المواد الغذائية، والإمدادات الطبية، والسلع الأخرى من جميع أنحاء العالم عبر الجو أو البحر إلى جزيرة قبرص. هناك، يتم فحص المساعدات وتعبئتها على منصات الشحن في ميناء لارنكا الصغير، وتنقل سفينة عسكرية أو تجارية كبيرة هذه المنصات لمسافة 200 ميل تقريبًا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى منصة عائمة بنتها الولايات المتحدة.

عند الوصول إلى المنصة، تُنقل المنصات إلى شاحنات تُحمل بعد ذلك على سفن عسكرية أصغر تبحر لمسافة حوالي ستة أميال إلى جسر عائم، بنته الولايات المتحدة ويؤمنه مهندسو الجيش الإسرائيلي، حيث يصل إلى الشاطئ. وتسير الشاحنات بضع مئات من الأقدام أسفل الجسر وعلى الشاطئ.

نقاط التوزيع داخل غزة

في منطقة محمية من الجنود الإسرائيليين، يقوم عمال الإغاثة بنقل المنصات إلى أسطول منفصل من الشاحنات التي تستخدمها مجموعات الإغاثة لإكمال المرحلة النهائية إلى المستودعات ونقاط التوزيع داخل غزة.

وصفت ميشيل ستروك، النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع لشؤون الشراكات العالمية بما في ذلك الشؤون الإنسانية والاستجابة للكوارث، هذا الرصيف بأنه “إجراء استثنائي” من الحكومة الأمريكية. لكنها أشارت إلى أن فعاليته تقل بسبب مشاكل التوزيع على الأرض وافتقار إسرائيل إلى نظام فعال لمنع الاشتباك لحماية عمليات المساعدات من الأنشطة العسكرية.

واشنطن تتورط في حرب غزة

تؤكد إسرائيل أنها لا تستهدف عمال الإغاثة، وبعد حادث مميت الشهر الماضي، أكد وزير الجيش الإسرائيلي أن الجيش سينسق مباشرة مع منظمات الإغاثة.

ومن هذا المنطلق تضيف عملية الرصيف المعقدة بعدًا جديدًا وخطيرًا لتورط واشنطن في حرب غزة، والذي يتضمن تزويد إسرائيل بأسلحة بمليارات الدولارات. وبينما يقول المسؤولون الأمريكيون إن القوات الأمريكية لن تطأ أقدامها في غزة، فإن الرصيف يدفعهم إلى حافة ساحة معركة فوضوية.

ربما يعجبك أيضا