بعد تلويح ترامب.. هل تؤدي الصراعات الحالية إلى حرب عالمية جديدة؟

من تايوان للشرق الأوسط.. أين يكمن خطر نشوب حرب عالمية؟

أحمد الحفيظ

تظل فكرة اندلاع حرب عالمية ثالثة مصدر قلق مستمر على المستوى العالمي، إذ تتشابك مصالح الدول الكبرى في مناطق متعددة حول العالم.
ومع تلويح المرشح الجمهوري لرئاسة أمريكا دونالد ترامب بأن العالم قد ينجر لحرب عالمية ثالثة، تبرز عدة مناطق كنقاط ساخنة محتملة قد تشعل فتيل صراع عالمي جديد، ومع ذلك، فإن تحديد مصدر محدد لاندلاع هذه الحرب المستقبلية ليس أمرًا سهلاً، لكن هناك بؤر توتر قد تكون الأكثر احتمالية.

أزمة تايوان

من أبرز النقاط الساخنة التي يُحتمل أن تكون مسرحًا لصراع عالمي جديد هي منطقة مضيق تايوان. تُعتبر تايوان محور خلاف شديد بين الصين والولايات المتحدة. ترى الصين تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها وتصر على إعادة توحيد الجزيرة مع البر الرئيسي، حتى لو كان ذلك بالقوة العسكرية.
من ناحية أخرى، تدعم الولايات المتحدة تايوان كحليف استراتيجي في المنطقة وتوفر لها الأسلحة والدعم السياسي. تصاعد التوترات حول تايوان قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين القوتين العظميين، ما قد يشعل حربًا عالمية تشمل أطرافًا متعددة.

الصراع الروسي الأوكراني

المنطقة الأخرى التي قد تشهد تصعيدًا إلى مستوى حرب عالمية هي أوروبا الشرقية، حيث يستمر الصراع بين روسيا وأوكرانيا في تأجيج التوترات بين موسكو والغرب.
تتهم روسيا الغرب بالتدخل في مناطق نفوذها التقليدية، فيما تسعى أوكرانيا إلى الحصول على دعم الناتو والاتحاد الأوروبي.
إذا قررت روسيا توسيع نطاق عملياتها العسكرية، أو إذا تم تفعيل المادة الخامسة من معاهدة الناتو، التي تنص على الدفاع الجماعي في حال تعرض أحد الأعضاء لهجوم، فقد يؤدي ذلك إلى نزاع شامل بين روسيا وحلف الناتو، ما يشكل خطرًا كبيرًا على السلم العالمي.

التوترات في شبه الجزيرة الكورية

تظل شبه الجزيرة الكورية منطقة أخرى محتملة لاندلاع نزاع عالمي، ومنذ نهاية الحرب الكورية في الخمسينيات، ظل التوتر قائمًا بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة.
تجارب كوريا الشمالية المستمرة على الأسلحة النووية وتطويرها للصواريخ الباليستية تشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، تصاعد النزاع في هذه المنطقة قد يجذب دولًا كبرى مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة إلى صراع أوسع.

الشرق الأوسط.. برميل بارود

لا يمكن إغفال الشرق الأوسط كمصدر محتمل لاندلاع صراع عالمي جديد، حيث تعد المنطقة مسرحًا للتوترات الدائمة بسبب الصراعات العرقية والسياسية، فضلًا عن التنافس على الموارد الطبيعية وخاصة النفط.

النزاعات في فلسطين وسوريا واليمن والعراق، بالإضافة إلى التوترات بين إيران وإسرائيل، تشكل عوامل ضغط مستمر قد تؤدي إلى تصعيد شامل، وتدخل القوى العالمية في هذه الصراعات قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية تمتد لتشمل العالم بأسره، وهو خطر يقترب الآن في ظل تصاعد الأزمات.

التهديدات السيبرانية والحرب غير التقليدية

في العصر الحديث، قد لا تكون الحرب العالمية الثالثة حربًا تقليدية بالضرورة، يشير العديد من الخبراء إلى أن الحرب المقبلة قد تكون سيبرانية بامتياز، حيث يمكن للهجمات الرقمية على البنية التحتية الحيوية للدول أن تتسبب في دمار شامل دون إطلاق رصاصة واحدة.

تتبادل الدول الكبرى بالفعل الهجمات السيبرانية، وتصاعد هذا النوع من النزاع قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على السلم العالمي، وكانت أخر هذه الهجمات تلك التي تعرض لها ترامب وحملته الانتخابية التي اتهم فيها إيران.

هل يمكن تفادي الحرب العالمية الثالثة؟

رغم تعدد بؤر التوتر، لا تزال هناك فرص لتفادي اندلاع حرب عالمية جديدة، تعتمد هذه الفرصة على قدرة الدول الكبرى على إدارة خلافاتها عبر الدبلوماسية والتعاون الدولي.
ولكن يبقى الخطر قائمًا، ومعه الحاجة الملحة للعمل على تعزيز السلام العالمي وتجنب كارثة قد تكون أكبر من أي صراع شهدته البشرية من قبل.

ربما يعجبك أيضا