حملة «تطهير» بالجيش الصيني.. هل اقتربت الحرب العالمية الثالثة؟

محلل أمريكي: كل الظروف مهيأة لاندلاع حرب عالمية ثالثة

آية سيد
حملة تطهير الجيش الصيني.. هل تقود الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثالثة؟

الرئيس الصيني يعزل القادة غير الراغبين في القتال.. هل يستعد للحرب؟


أجرى الرئيس الصيني، شي جين بينج، عدة تغييرات في قيادات الجيش الصيني خلال الأشهر الماضية.

وبينما اعتبر الكثير من المراقبين أن الزعيم الصيني يجري “حملة تطهير” للقضاء على الفساد في المؤسسة العسكرية، أشار تحليل في موقع “إنسايدر” الأمريكي إلى أن “شي” يعد الجيش لخوض حرب ويتخلص من القادة غير الراغبين في القتال.

إحكام السيطرة

رأى الزميل بمعهد “جيتستون” الأمريكي، جوردون تشانج، أن الزعيم الصيني “يحاول السيطرة على الجيش”، وحسب اعتقاد تشانج، يفكر في أنه “يحتاج إلى ضباط مستعدين للقتال”.

وأشار، وفق التحليل المنشور، أمس الاثنين 15 يناير 2024، إلى وجود إحساس بأن الكثير من الضباط الصينيين لا يريدون القتال، مضيفًا “وهكذا تصبح لدينا قوة يقودها ضباط مترددين بشأن الحرب”.

المغزى من التطهير

منذ تولي “شي” السلطة، أجرى إصلاحات في الجيش عن طريق تخفيض عدد أفراده، والسعي لتحسين التعاون العسكري المدني، وإعادة تشكيل بنيته، بجانب العديد من الأمور الأخرى، وبلغت جهوده ذروتها في ديسمبر 2023، عندما أقال 9 ضباط كبار مرة واحدة، بحسب التحليل.

حملة تطهير الجيش الصيني.. هل تقود الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثالثة؟

الجيش الصيني

وفي حين أشارت تقارير ومعلومات استخباراتية أمريكية إلى أن الهدف من وراء ذلك هو استئصال الفساد، رأى تشانج أن هذه النظرية تغفل عن الهدف الحقيقي، قائلا: “إذا كان هذا هو الحال، كانت الإقالة ستطالهم جميعهم”، مرجحًا أن “شي يتخلص من الضباط المترددين في خوض الحرب”.

واستشهد تشانج بالجنرال في القوات الجوية الصينية، ليو يازهو، الذي حذر من غزو تايوان، وحُكم عليه بالإعدام مع وقف التنفيذ في فبراير 2022، حسب وكالة أنباء آسيا.

هدفان متوافقان

في السياق ذاته، تحدث موقع “إنسايدر” مع الباحث بمعهد دراسات شؤون الجيش الصيني بجامعة الدفاع الوطني بواشنطن، جويل وثنو، الذي رأى أن استئصال الفساد وإعداد الجيش للحرب “هدفان متوافقان”.

وقال: “الاقالات تشير إلى أن شي ينبغي أن يكون قلقًا بشأن مستوى الأشخاص والمعدات الذين استثمر فيهم على مدار العقد الماضي”، لافتًا إلى أن القادة الـ9 الذين عُزلوا مؤخرًا كانوا في القوة الصاروخية، التي ستلعب دورًا حاسمًا في أي حملة عسكرية.

تصاعد التوترات

حسب التحليل، تنخرط الصين في أعمال عدائية منخفضة الحدة مع الكثير من جيرانها، مثل الهند في الهيمالايا، واليابان في بحر الصين الشرقي، والفلبين في بحر الصين الجنوبي، وتايوان، التي تطالب الصين بضمها.

ودفعت التوغلات الصينية في منطقة الدفاع الجوي التايوانية على مدار الـ5 سنوات الماضية بعض مسؤولي البحرية والقوات الجوية الأمريكية إلى توقع أن تغزو الصين الجزيرة خلال السنوات القليلة المقبلة.

لكن تشانج رأى أنه من المستحيل تحديد أين سينشأ الصراع التالي، مشيرا إلى أن “شي” صعّد خطابه الحربي في السنوات الأخيرة، الذي يتحدث عن إعادة التوحيد مع تايوان، وبهذا الخطاب “قد يقنع نفسه والصين بخوض حرب”.

هل تردع أوكرانيا مساعي الصين؟

الرئيس الصيني شي جين بينج

الرئيس الصيني شي جين بينج

من جهة أخرى، يعتقد “وثنو” أن “شي” أصبح أكثر حذرًا عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي زعزع الموقف الداخلي لفلاديمير بوتين، وقال:”روسيا دفعت ثمنًا هائلًا لمغامرتها، والصين ستفعل ذلك أيضًا”.

وأضاف، في تصريح للموقع الأمريكي، أن الغزو الفاشل سيكون أسوأ للرئيس الصيني سياسيًا من عدم المحاولة على الإطلاق.

الحرب العالمية الثالثة

قال “تشانج” إن كل الظروف مهيأة لاندلاع حرب عالمية ثالثة، بسبب وجود صراع واسع الانتشار، متمثلًا في الحرب في أوكرانيا، والتمردات في إفريقيا، وحرب إسرائيل على غزة، والنشاط العسكري في البحر الأحمر والمحيط الهندي، حسب ما نقل “إنسايدر”.

وقال: “في الثلاثينات، تجمعت حروب متفرقة لتصبح ما يُعرف الآن بالحرب العالمية الثانية”، مضيفًا أن الديناميكيات نفسها موجودة اليوم، والأمر ممكن جدًا، ويمكن أن يجادل بعض الأشخاص أنه من المحتمل أن تتجمع في صراع عالمي”.

وتوقع “تشانج” أن الغزو الصيني في شرق آسيا سيجر الدول الغربية إلى شيء أكبر، و”شي” يتبع خطوتين من قواعد لعب ماو تسي تونج، مشيرا إلى أن إحداهما، تطويق المدن من الريف. وأعتقد أن “شي جين بينج” يعتبر أوكرانيا وشمال إفريقيا وإسرائيل الريف، والولايات المتحدة هي المدينة”.

ربما يعجبك أيضا