«صواريخ معيوبة».. الاستخبارات الأمريكية تكشف سبب حملة تطهير الجيش الصيني

كشفت تقييمات استخباراتية أمريكية عن الأسباب التي دفعت الرئيس الصيني، شي جين بينج، إلى شن حملة تطهير شاملة للجيش.

ووفق ما نقلت شبكة بلومبرج الأمريكية عن مصادر مطلعة، أمس السبت 6 يناير 2024، شرع شي في هذه الحملة بعدما اتضح أن الفساد المتفشي قوّض جهوده لتحديث القوات المسلحة وأثار التساؤلات بشأن قدرة الصين على خوض حرب.

تأثير الفساد

الجيش الصيني

أشارت المصادر المطلعة إلى أن الفساد داخل القوة الصاروخية والقاعدة الصناعية الدفاعية الصينية واسع النطاق للدرجة التي جعلت المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن احتمالية تفكير الزعيم الصيني في الإقدام على عمل عسكري كبير في السنوات المقبلة أقل ترجيحًا مما كان يمكن أن يكون عليه الوضع بخلاف ذلك.

وذكرت التقييمات الأمريكية أمثلة على تأثير الفساد، ومنها وجود صواريخ مملوءة بالمياه بدلًا من الوقود، وحقول واسعة من صوامع الصواريخ في غربي الصين ذات الأغطية التي لا تعمل بطريقة تسمح للصواريخ بالانطلاق بفاعلية، حسب ما أفاد أحد الأشخاص المطلعين لبلومبرج.

تراجع الثقة

نقلت الشبكة الأمريكية عن الأشخاص المطلعين أن التقييمات الأمريكية تشير إلى أن الفساد داخل جيش التحرير الشعبي أدى إلى تراجع الثقة في قدراته الكلية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقوة الصاروخية، وأضر ببعض أولويات التحديث الرئيسة لشي.

وشملت تحقيقات الفساد أكثر من 12 مسؤولًا دفاعيًّا بارزًا على مدار الـ6 أشهر الماضية، في ما قد تُعتبر أكبر حملة مشددة على جيش البلاد في التاريخ الحديث.

تعزيز المكانة

وفق المصادر المطلعة، تشير تقييمات الولايات المتحدة إلى أن حملة التطهير الواسعة لم تُضعف الزعيم الصيني.

الرئيس الصيني شي جين بينج

بل على العكس، فإن شروع شي في الإطاحة بشخصيات رفيعة المستوى، ومن ضمنهم من جرى ترقيتهم تحت قيادته، يُظهر أن قبضته على الحزب الشيوعي الصيني تظل قوية وأنه جاد بشأن تحسين الانضباط، والقضاء على الفساد، وتجهيز جيش الصين للقتال على المدى البعيد.

تحديث الجيش

خصص شي مليارات الدولارات لتحقيق هدف تحويل الجيش إلى قوة حديثة بحلول 2027. وكانت ترقية القوة الصاروخية، التي ستلعب دورًا محوريًا في أي غزو لتايوان، تقع في مركز هذا الهدف، حسب بلومبرج.

وفي تحذير محتمل لبكين، تعطلت جهود روسيا الحربية في أوكرانيا بسبب الفساد، وهي مشكلة وصفها الباحثون في شؤون الجيش الصيني، منذ عام 2014، بأنها “القاتل الأول لقدرة الجيش على القتال”.

حملة التطهير

لفتت الشبكة الأمريكية إلى أن الأدلة العلنية على حملة شي للقضاء على الفساد في القوات المسلحة ظهرت في يوليو الماضي، عندما أعلنت أكبر هيئة عسكرية في الصين عن آلية جديدة لكشف مخاطر الفساد ومنعها. وبعدها بأيام، شنت إدارة تطوير المعدات أكبر تحقيق فساد بأثر رجعي.

وفي خطوة نادرة، أدرجت الإدارة 8 قضايا تحقق فيها، من ضمنها تسريب المعلومات، ومساعدة شركات معينة على الحصول على العطاءات. وأدت التحقيقات إلى عزل العديد من القيادات البارزة في الجيش الصيني، كان آخرها في نهاية ديسمبر 2023، عندما جرى عزل 9 مسؤولين دفاعيين بارزين.