لقاء بايدن وشي.. قمة من أجل تجنب الحرب العالمية الثالثة

الولايات المتحدة والصين.. أشرس خصمين سيشهدهما التاريخ

آية سيد
لقاء بايدن وشي.. قمة من أجل تجنب الحرب العالمية الثالثة

يعلم بايدن وشي في قرارة نفسيهما أن الحرب غير المحدودة بين هاتين القوتين العظمتين ستكون كارثية للدولتين.


تنعقد، اليوم الأربعاء 15 نوفمبر 2023، القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونظيره الصيني، شي جين بينج، بمدينة سان فرانسيسكو، على هامش منتدى أبيك.

وفي تحليل بمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، أشار الأستاذ بجامعة هارفارد ومحلل الأمن القومي الأمريكي، جراهام أليسون، إلى أن القمة تجمع زعيمين يشاركان في حوار خاص وجاد وصريح بشأن أهم علاقة ثنائية في العالم.

حقائق حتمية

على غرار اجتماعهما في بالي العام الماضي، على هامش قمة مجموعة الـ20، لفت أليسون إلى أن بايدن وشي سيوضحان فهمهما لحقيقتين متناقضتين لكن لا مفر منهما. الأولى هي أن الولايات المتحدة والصين سيكونا أشرس خصمين شهدهما التاريخ، والثانية هي أن بقاء كل دولة منهما يتطلب درجة تعاون من الأخرى.

ويعلم الرئيسان في قرارة نفسيهما أن الحرب غير المحدودة بين هاتين القوتين العظمتين ستكون كارثية للدولتين. كما أنهما استوعبا الحقيقة التي أعرب عنها الرئيس الأسبق، رونالد ريجان، بأنه لا يمكن ربح الحرب النووية، ولذلك لا يجب خوضها.

وحسب المحلل الأمريكي، يفهم كلاهما أن تجنب الحرب يتطلب حوارًا صريحًا وجادًا بينهما، وبين مساعديهما وحكوماتهما، لمنع سوء الفهم، والحسابات الخاطئة، وتأثير الحوادث، من جرهما إلى حرب لا تريدها أي من الدولتين.

إنفوجراف| 10 معلومات عن منتدى «أبيك»

10 معلومات عن منتدى «أبيك»

طموحات شي

أشار أليسون إلى طموحات الزعيم الصيني، الذي يرى أن الصين تصعد بنحو لا يمكن إنكاره، في حين تتراجع الولايات المتحدة. وعندما ينتهي عام 2023، ستُظهر الحقائق أن اقتصاد الصين نما بمعدل أسرع مرتين من الاقتصاد الأمريكي.

وفي الوقت الذي أصبحت الولايات المتحدة متورطة أكثر في دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، ودعم إسرائيل في عدوانها على غزة ردًا على هجوم حماس في 7 أكتوبر، انضمت الصين إلى بقية العالم في مناصرة إنهاء إراقة الدماء والدعوة إلى المفاوضات.

واقتبس أليسون عن صحيفة الشعب اليومية، التي تديرها الحكومة الصينية، قولها: “يتجه توازن القوة العالمية نحو صعود الشرق وتراجع الغرب، صعود الجنوب وتراجع الشمال”.

القرن الصيني

يثق شي في أن القرن الـ21 سيكون من نصيب الصين. وحسب أليسون، فإن الزعيم الصيني عازم على قيادة الصين لتتجاوز “قرن الإذلال” على يد القوى الغربية وتدخل في عصر جديد من العظمة الصينية.

لقاء بايدن وشي.. قمة من أجل تجنب الحرب العالمية الثالثة

الرئيس الصيني شي جين بينج

وقبل أن يرفع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، شعار “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، قال شي إن الوقت قد حان لجعل الصين عظيمة مجددًا، أو حسب كلماته “التجديد العظيم للأمة الصينية”.

ويتوقع شي أن تحل الصين محل الولايات المتحدة باعتبارها القوة المهيمنة في منطقة آسيا والباسيفيك، وربما العالم، خلال فترة حكمه، التي يتوقع أن تمتد حتى 2035 على الأقل.

الحفاظ على المكانة الأمريكية

في المقابل، يعلم بايدن وفريقه المعني بالأمن القومي أن الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية، وعازمون على أن تظل كذلك. ويفتخرون أيضًا بالنظام الدولي الذي بنته أمريكا، الذي سمح للعالم بأن يعيش فترة “سلام طويل” غير مسبوقة لمدة 78 عامًا.

وحسب أليسون، تلك الفترة أتاحت للمواطنين في الولايات المتحدة والعالم التمتع بزيادات في الدخل، والصحة، ومستوى المعيشة أكثر من أي فترة مماثلة في التاريخ. وهم عازمون على فعل كل ما بوسعهم لضمان استمرار ذلك.

وهكذا، فإن هدف بايدن، في ما يخص العلاقات مع الصين، هو تهيئة الأوضاع التي يمكن للمنافسة بين ديمقراطية أمريكا واستبدادية الصين أن تسير فيها بطريقة سلمية على مدار العقود المقبلة، دون الوقوع في فخ ثوسيديدس الذي ورّط المنافسين في حروب غير مقصودة.

ربما يعجبك أيضا