مرصد مراكز الأبحاث| قمة «أبيك».. والدعم الغربي لإسرائيل.. ونهاية حكم نتنياهو

تنعقد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) خلال الفترة من 11 إلى 17 نوفمبر 2023، بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض الفرص التي توفرها القمة لتخفيف التوترات في العلاقات الأمريكية الصينية، واحتمالية خسارة إسرائيل للحرب في غزة، ونظرة الدول الإفريقية للدعم الغربي لإسرائيل، وتداعيات حرب غزة على حكم نتنياهو.

قمة أبيك والعلاقات الأمريكية الصينية

الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والرئيس الصيني، شي جين بينج

في تحليل نشره مجلس العلاقات الخارجية، قال الخبير في السياسة الصينية، إيان جونسون، إن قمة أبيك تقدم فرصة مهمة كي يلتقي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بنظيره الصيني، شي جين بينج.

ولفت جونسون إلى أن التباطؤ الاقتصادي الحاد وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب في الصين من الأسباب التي تحفز شي على مقابلة بايدن، لإظهار أنه يدير العلاقات مع واشنطن وأعاد فتح الصين للأعمال، ما قد يساعد في تهدئة المخاوف المحلية من أن الصين متجهة إلى حرب مع الولايات المتحدة.

ومن المهم لبايدن منع تفجر الأوضاع، بشأن تايوان مثلًا، في عامه الانتخابي. وبينما أجبرت العملية الروسية بأوكرانيا، وحرب حماس وإسرائيل، صناع القرار الأمريكيين على إعادة التركيز على أوروبا والشرق الأوسط، ويأمل بايدن في قمة سلسة مع شي، وأن يضعا خلافاتهما جانبًا على الأقل حتى تمر الانتخابات الأمريكية.

هل تخسر إسرائيل الحرب؟

العدوان الإسرائيلي على غزة

رغم تفوق إسرائيل العسكري، أشار مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جون ألترمان، إلى أنه يجب التفكير في احتمالية خسارتها للحرب مع حماس، لافتًا إلى أن مفهوم حماس للانتصار العسكري يتعلق بتحقيق نتائج سياسية طويلة الأمد.

وحسب الخبير الأمريكي، ترى حماس الانتصار في الانخراط في عقود من الصراع الذي يزيد تضامن الفلسطينيين، ويعزل إسرائيل عن شركائها الدوليين ويجعلها دولة منبوذة. وهذه الاستراتيجية لا تحتاج إلى أن تكون حماس قوية، بل صامدة.

ولفت ألترمان إلى أن حماس تسعى لاستخدام قوة إسرائيل لهزيمتها. هذا لأن قوة إسرائيل تتيح لها قتل المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية الفلسطينية، وتحدي الدعوات العالمية لضبط النفس. وكل هذه الأمور تعزز أهداف حماس الحربية.

ورأى الخبير الأمريكي أنه لهزيمة حماس، تحتاج إسرائيل إلى استعادة الدعم العالمي، والمساعدة في تنشيط السلطة الفلسطينية، وفصل حماس عن السكان المحيطين بها والحرص على أن يرتكز التضامن الناشئ من هذه الحرب على بديل قوي لحماس.

إفريقيا.. فرصة للتعاون الإماراتي الأوروبي

استثمارات الطاقة النظيفة في إفريقيا

نشر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تحليلًا للباحثين، مادلينا بروكوبيو، وكورادو كوك، سلطا فيه الضوء على استثمارات الإمارات الضخمة في مجال الطاقة النفطية والنظيفة في إفريقيا، وكيف أنها تقدم فرصة لإظهار قدراتها كقائد عالمي مسؤول في دبلوماسية المناخ عبر حشد التمويل الأخضر.

وحسب الباحثين، تقدم إفريقيا فرصة لبناء تعاون بين الإمارات وأوروبا في تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة. وينبغي أن يُبنى التعاون بين الاتحاد الأوروبي والإمارات على المزايا التنافسية لهما، وهي خبرة أوروبا وثقلها التنظيمي في التكنولوجيا الخضراء، وقدرات الإمارات المالية والتواصلية.

ويجب أن تستفيد دول الاتحاد الأوروبي من الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، التي تعزز التعاون في مجال الطاقة النظيفة بين الاتحاد الأوروبي والإمارات، وتحمل فرص توسيع التعاون إلى دول ثالثة.

ولتمهيد الساحة لهذا التعاون الثلاثي، ينبغي أن يهدف صناع السياسة الأوروبيون إلى التعاون مع الممثلين الإماراتيين والأفارقة في “كوب28“، إلى جانب المؤسسات الدولية والمالية. ويتعين تحديد مشروعات الطاقة النظيفة ذات الأولوية للنهوض بها في إفريقيا. ويحتاج الأوروبيون إلى التركيز على إيجاد حلول مقبولة في الجنوب العالمي لتطبيق تحول الطاقة.

كيف تنظر إفريقيا للدعم الغربي لإسرائيل؟

مظاهرات ضد حرب إسرائيل في غزة

أشار الزميل غير المقيم بمعهد كوينسي الأمريكي، أليكس ثورستون، إلى أن الدعم الأمريكي والغربي لحرب إسرائيل على غزة يخاطر بإبعاد الجنوب العالمي، ومن ضمنه إفريقيا، التي تتعاطف بدرجة كبيرة مع القضية الفلسطينية وتشعر بالفزع من الحملة العسكرية الإسرائيلية الحالية.

وفي التحليل الذي نشره موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت، قال ثورستون إن التعبير عن الإدانة للسياسة الإسرائيلية في مختلف أنحاء إفريقيا يأتي في ظل محاولة الولايات المتحدة الفاشلة إقناع الحكومات الإفريقية باتخاذ موقف تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي الجنوب العالمي، تعتبر الحكومات والشعوب فكرة “النظام الدولي القائم على القواعد” جوفاء لأن الحكومات الغربية تقدم دعمًا غير مشروط لحملة إسرائيل العسكرية على غزة، التي تخالف القوانين الدولية، ما دفع إحدى المجلات الجنوب إفريقية لاتهام الولايات المتحدة، وألمانيا وآخرين، بالنفاق الشديد عندما يتعلق الأمر بفلسطين.

ولفت المحلل إلى أنه في خضم الحرب في أوكرانيا والأزمة في غزة، يشعر بعض الأفارقة أنه جرى تجاهل صراعات قارتهم. وهكذا قد تجد واشنطن صعوبة متزايدة في إقناعهم بأنها تمثل مجموعة معينة من القيم العالمية، ما يشكل تحديًا طويل الأمد لنفوذها الدبلوماسي.

حرب غزة تسطر نهاية حكم نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

قال الزميل بمؤسسة تشاتام هاوس، يوسي ميكيلبيرج، إن الإجماع السياسي الوحيد الآن في إسرائيل هو أن رئاسة بنيامين نتنياهو للحكومة يجب أن تنتهي بمجرد انتهاء الحرب، مشيرًا إلى وجود رابط بين إصلاحات نتنياهو الدستورية، التي تسببت بانقسام شديد داخل إسرائيل، وغياب الاستعداد العسكري لصد هجوم حماس، نتيجة لحالة التشتت والغموض السائدة.

وكان نتنياهو يعاني من نقص شديد في الشرعية بسبب محاكمته بتهمة الفساد، ما جعل اختياره لشركاء الائتلاف مقتصرًا على الأحزاب اليمينية المتطرفة، ودفعه لتعيين الممثلين الأكثر تطرفًا للحركة الاستيطانية في مناصب مهمة في حكومته، رغم افتقارهم للخبرة العسكرية والأمنية. ولذلك، يُحمّل معظم الإسرائيليين الحكومة الحالية، ونتنياهو شخصيًا، مسؤولية ما حدث.

وقال ميكيلبيرج إن استراتيجية نتنياهو بتعزيز حماس على حساب السلطة الفلسطينية بهدف منع إقامة دولة فلسطينية انتهت بعواقب وخيمة، وإن هدف “تدمير حماس” غير قابل للتحقيق ولا يوجد بديل للحل السياسي. وحتى تتعافى إسرائيل، يجب أن يتنحى نتنياهو وحكومته، وتُجرى انتخابات جديدة، وتمضي محاكمة فساد نتنياهو قدمًا.

دروس مستفادة من هجوم حماس

حركة حماس

في تحليل نشره مركز تحليل السياسات الأوروبية، استعرض الكاتب في شؤون الدفاع، مايكل بيك، الدروس التي يجب أن تتعلمها أمريكا وأوروبا وتايوان وبقية العالم من فشل إسرائيل في صد هجوم حماس.

والدرس الأول هو أن المسيّرات والتنصت الإلكتروني لم يستبعدوا إمكانية المفاجأة الاستراتيجية. والدرس الثاني هو أن الجهات الفاعلة من غير الدول، مثل حماس وحزب الله، اكتسبت قدرات على مستوى الدول. ويُظهر هجوم 7 أكتوبر أيضًا أن الروبوتات وأجهزة الاستشعار غير كافية لحراسة الحدود، بل يجب الاستعانة بالجنود.

وحسب الباحث، هذا يشكل تحديًا هائلًا لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بسبب الحدود الطويلة التي يتعين عليه حمايتها من روسيا، في ظل نقص القوة البشرية وغياب اليقظة لدى بعض جيوشه.

وعلى المستوى التكتيكي، حققت حماس نجاحًا باهرًا. ونظرًا لحجم الضرر والاضطراب الذي ألحقته بإسرائيل، لفت بيك إلى أن بعض الأنظمة الاستبدادية قد تجد هذه العملية طريقة منخفضة التكلفة لإيذاء الخصوم.