بعد خلاف بايدن ونتنياهو.. هل تستثمر الإدارة الأمريكية في زعماء إسرائيليين آخرين لحل الدولتين؟

هل فشلت واشنطن في الضغط على حكومة نتنياهو لوقف الحرب؟

شروق صبري
بايدن ونتنياهو

تحدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الدعوات الأمريكية لضبط النفس في غزة وأخبر الجمهور المحلي أنه لن يتنازل عن اتمام الحرب فهل يعادي واشنطن علنا؟


تعرضت الجهود الأمريكية لإظهار احتفاظها بنفوذ كبير على الحكومة الإسرائيلية لضربة مزدوجة عندما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن الأمر سيستغرق أشهرًا لاستكمال مهمة استئصال حماس.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لن تتوقف حتى النصر الكامل، وتم تسليم التنبؤات الخاصة بالحملة على حماس، التي ستستمر لعدة أشهر أمام الكاميرا من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إلى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الذي وصل إلى إسرائيل لينقل رسالة مفادها أن حملتها بحاجة إلى التغيير، ومن الأفضل أن يتم اختتامها في أسابيع.

قنابل غبية

وفق صحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم الجمعة 15 ديسمبر، كشف تقييم استخباراتي أمريكي مسرب أن 45% من القوات الإسرائيلية، أسقطوا 29.000 قذيفة (جو-أرض) على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وهي عبارة عن “قنابل غبية” غير موجهة.

ويتناقض التسريب بشأن الذخائر مع ادعاءات وزارة الخارجية الأمريكية بأنها ليس لديها أي مخاوف أو تقييم ما إذا كان القصف الإسرائيلي يمكن أن يشكل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.

بايدن ونتنياهو

بايدن ونتنياهو

التصعيد الإقليمي

على نطاق أوسع، تسلط هاتان القضيتان الضوء على تساؤلات حول طبيعة سيطرة أمريكا على الرد السياسي والعسكري الإسرائيلي على هجمات حماس في السابع من أكتوبر 2023.

حتى أيام قليلة مضت، كانت الرواية المفضلة للبيت الأبيض هي أن هذه حرب مبررة تمامًا للدفاع عن النفس ولها هدف يمكن تحقيقه، ولكن من الضروري للولايات المتحدة أن تعانق الحكومة الإسرائيلية المصابة بالصدمة بشكل أفضل للحفاظ على ثقتها، وتوجيهها في اتخاذ قراراتها ومنع التصعيد الإقليمي.

انتقادات دولية

ولطالما حرصت وزارة الخارجية الأمريكية في إحاطاتها الإعلامية المنتظمة على ذكر أمثلة لكيفية استماع إسرائيل للنصيحة الأمريكية والتصرف بناءً عليها، سواء كان ذلك بشأن وصول المساعدات الإنسانية، أو المناطق الآمنة، أو حملة قصف معدلة، لكن هذا النهج بدأ يتلاشى، مع ظهور خلافات مكبوتة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ليس فقط حول الأساليب، بل الأهداف أيضًا.

وبعد يومين من تلقي الولايات المتحدة انتقادات دولية لاستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد دعوة لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم 11 ديسمبر، تلقى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية المزيد من الضربات دفاعًا عن إسرائيل، وفي إحدى الإحاطات اعترف بأن واشنطن “تجري محادثات” مع تل أبيب بشأن مقتل صحفي رويترز عصام عبد الله، وحول الصور “المزعجة للغاية” للفلسطينيين الذين تم تجريدهم من ملابسهم، و”التقارير المعنية” حول استخدام الفسفور الأبيض في الحرب.

بدعمه إسرائيل.. بايدن يخاطر بتوريط أمريكا في «حرب أبدية» جديدة

الرئيس الأمريكي جو بايدن

إسرائيل لا تسمع لبايدن

وفي وقت لاحق، وصف جو بايدن التزامه تجاه إسرائيل بأنه “لا يتزعزع”، لكنه أضاف: “عليهم أن يكونوا حذرين لأن الرأي العام العالمي كله يمكن أن يتغير بين عشية وضحاها، ولا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك”، وفي يوم الثلاثاء 12 ديسمبر، قال بايدن إن إسرائيل تخاطر بخسارة الدعم الدولي بسبب “قصفها العشوائي” في غزة، كما انتقد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي قال إنها “لا تريد أي شيء يقترب ولو من بعيد من حل الدولتين”.

وفي مقطع فيديو  نُشر على الإنترنت باللغة العبرية، ادعى نتنياهو أنه الوحيد القادر على إحباط رغبة واشنطن والدول العربية في إحياء حل الدولتين، وقال “أنا لن أسمح بذلك، وأكد أن الأمر متروك لإسرائيل لعدم تكرار “خطأ أوسلو” وأن غزة لن تكون بأيدى حماس ولا السلطة الفلسطينية، وهكذا حاول رئيس الوزراء إحباط خطط الغرب الرامية إلى إعادة إحياء السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة فتح لتتولى المسؤولية في أنحاء غزة والضفة الغربية. والحل الوحيد المتبقي هو إدارة إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وهو الأمر الذي قالت الولايات المتحدة إنه لا ينبغي أن يحدث.

نتنياهو وحكومته

في حال بايدن، فإنه يتعرض للنقد لأنه “سمح لإسرائيل بقتل 18 ألف فلسطيني”، وفي الوقت نفسه الانطباع المتبقي هو أن إسرائيل لا تستمع إليه، “إنهم يأخذون أسلحته، ولكن ليس نصيحته”.

وباتت المعضلة التي يواجهها بايدن هي كيفية التعامل مع نتنياهو وحكومته الآن بعد أن أصبحت خلافاته علنية، فهل من الأفضل الاستثمار في قادة إسرائيليين آخرين، ومحاولة التوصل إلى نوع من التفاهم مع القادة العرب أم يمكن الضغط على نتنياهو لقبول الحلول الأمريكية؟ مع العلم أنه ليس من المستغرب أن يتباعد الحلفاء العرب عن أمريكا في وقت الحرب، لكن من الأفضل تجنب الخلاف التام حول هدف الحرب طويلة المدى.

ربما يعجبك أيضا