بعد عهد المحافظين الجدد.. عثرات كبيرة في طريق الحكومة الائتلافية بألمانيا

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

عهد جديد تتفق عليه 3 أحزاب لحكم ألمانيا لمدة 4 سنوات بعد جولات مكثفة من المحادثات دامت شهرين، أمضى الاشتراكيون والخضر والليبراليون عقدا لمستقبل ألمانيا بعد حقبة ميركل.

آمال كبيرة وتحد مباشر

وتتولى حكومة شولتس السلطة مع آمال كبيرة في تحديث الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الاتحاد الأوروبي، ومكافحة تغير المناخ، ومواجهة التحديات الكبرى على صعيد السياسة الخارجية والداخلية، لكنها تواجه تحدياً مباشراً يتمثل في التعامل مع أصعب مرحلة من جائحة فيروس كورونا تواجهها ألمانيا حتى الآن.

المستشار الألماني الجديد، أولاف شولتس، أكد أنه وقت جيد للمهام التي تقع على عاتق الاشتراكيون والخضر والليبراليون، مشيرا إلى هناك مهام صعبة ينبغي التعامل معها وعلى رأسها أزمة كورونا، وهذا الأمر سوف يتطلب كل ما لدى الحكومة الجديدة من قوة وطاقة للتغلب على هذه الأزمة العنيدة.

عثرات كبيرة في طريق الحكومة

للمرة الأولى في تاريخ ألمانيا، تتشكل حكومة ائتلافية مكونة من ثلاثة أحزاب، أقرت في برنامجها رفع الأجور وزيادة أماكن السكن، وتبنت سياسة مناخية وبيئية أكثر واقعية، إضافة إلى بلورة سياسة أوروبية موحدة حيال القضايا الخارجية والعلاقات مع الولايات المتحدة وروسيا والصين.

وتم التصويت على منصب المستشار وأعضاء الحكومة الجديدة من قبل البرلمان، اليوم الأربعاء، الثامن من ديسمبر كانون الأول الجاري.

أولاف شولتس مستشارا لألمانيا

وأدى الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس (63 عاماً)، اليمين الدستورية، يوم الأربعاء ليصبح مستشارا للقوة الاقتصادية الأولى في أوروبا بعدما انتخبه النواب خلفا لأنجيلا ميركل.

وأصبح شولتس المستشار التاسع لألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، بعدما حصد المدعوم من الحزب الاشتراكي الديموقراطي والخضر والليبراليين، أصوات 395 نائبا من أصل 736 في البوندستاغ المنبثق عن انتخابات 26 أيلول/سبتمبر، فيما صوت 303 ضده وامتنع 6 عن التصويت.

يذكر أن ائتلافه، المكون من ثلاثة أحزاب، يمتلك 416 مقعداً في مجلس النواب المكون من 736 مقعاً.

شولتس إلى فرنسا

ورغم التحديات تأمل الحكومة الجديدة التي تولت المهام بعد 16 عاما من حكم المحافظين الجدد، أن تحقق أهدافها في السياسة الداخلية والخارجية بشكل يميزها عما أنجز في حقبة ميركل.

وفي استمرارية للتقليد المتبع من أسلافه، سيتوجه شولتس إلى فرنسا في أول زيارة له إلى الخارج ومن المقرر أن يستقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة.

أما وزيرة الخارجية الجديدة، فتصل الخميس إلى باريس قبل أن تشارك في نهاية الأسبوع في اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في ليفربول.

أول حكومة تكافؤ في ألمانيا

ويتسلم شولتس مقاليد السلطة على رأس أول حكومة تكافؤ في ألمانيا تتولى نساء فيها وزارات أساسية مع تعيين البيئية أنالينا بيربوك وزيرة للخارجية والاشتراكيتين الديموقراطيتين كريستين لامبريشت وزيرة للدفاع ونانسي فيسر وزيرة للداخلية.

كذلك تعتبر الحكومة سابقة من حيث تشكيلتها السياسية، إذ تضم للمرة الأولى منذ الخمسينيات ثلاثة مكونات هي الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر والحزب الديموقراطي الحر.

ميركل تغادر المستشارية نهائيا

وبعد تلقيها الكثير من الإشادات والتكريم في الأسابيع الأخيرة، تغادر ميركل المستشارية نهائيا بعد مراسم تسليم السلطة لشولتس، خصمها السياسي إنما كذلك وزير ماليتها ونائبها في السنوات الأربع الأخيرة بموجب لعبة التحالفات.

وبذلك تطوي ميركل التي تنسحب فيما شعبيتها في أعلى مستوياتها، حياة سياسية استمرت 31 عاما بينها 16 على رأس القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، بفارق تسعة أيام فقط من تحطيم الرقم القياسي لأطول مدة في الحكم سجلها هيلموت كول (1982-1998).

ربما يعجبك أيضا